العدد 79 - السبت 23 نوفمبر 2002م الموافق 18 رمضان 1423هـ

الرئيس التنفيذي لـ «بتلكو» يؤكد الاستغناء عن بعض الموظفين وتدوير آخرين

في ردها على ما نشرته «الوسط»

أكد الرئيس التنفيذي لشركة البحرين للاتصالات السلكية واللاسلكية «بتلكو» طوني هارت مانشرته «الوسط» الخميس الماضي من أن الشركة تنوي الاستغناء عن بعض الموظفين في الشركة وقال: «إن الغرض ليس الاستغناءات في حد ذاتها، لكن من الحتمي أن يكون هناك تخفيض في أعداد الموظفين مع اقبالنا على منافسة من شركات اخرى تدخل السوق، وأعتقد أن موظفينا يدركون ويقبلون تلك الحقيقة. فمن الحقائق المعروفة في الحياة أن شركات الهاتف الاحتكارية في جميع أنحاء العالم قد اضطرت إلى تخفيض حجم قواها العاملة حتى تتمتع بقدرة على المنافسة. كما أن بتلكو لديها واجب تجاه زبائنها ومساهميها وموظفيها وفي الواقع فإن رفض مواجهة الحقائق الاقتصادية لن يعود بالفائدة على أحد على المدى الطويل. وفي المستقبل فإن الأمن الوظيفي سوف يرتبط بمدى قدرتنا على الاحتفاظ بزبائننا».

جاء ذلك في رد «بتلكو» على ما أوردته صحيفة «الوسط» الخميس الماضي مؤكدا أن أي كلام في الوقت الحاضر عن حجم الخسارة في عدد الوظائف هو مجرد تكهنات.

وذكر هارت أن الشركة اتبعت اسلوبا صريحا وواضحا لإبقاء موظفي الشركة - وعددهم 2000 موظف - على دراية تامة بكل التطورات المتعلقة بإعداد الشركة للتعامل مع المنافسة الشديدة في سوق الاتصالات.

واعتبر هارت هذا الأمر، يوفر فرصة عظيمة لكثير من موظفي الشركة - من خلال تعويضهم او تغيير وظائفهم - بسبب أن الشركة تضع أولويّة قصوى لإعادة التّدريب. فلدى الشركة موظفون جيّدون كثيرون قادرون، أو بإمكانهم أن يصبحوا قادرين على، أن يساهموا في نجاح الشركة بشكل أقوى.

وأكد هارت أن الشركة عندما تجد نفسها في وضع لا تستطيع معه أن تستمر في احتضان من تراهم غير مؤهلين حسب معاييرها، فإنها ستقوم بتقديم عروض مغرية لأولئك الزملاء لترك «بتلكو».

وأشار إلى أن «بتلكو» على أهبة الاستعداد لخوض غمار المنافسة عندما يقتحم المنافسون سوق الاتصالات في البحرين. وان الشركة ترحب بالمنافسة لأنها مفيدة للزبائن ومفيدة للسوق ولـ «بتلكو» في الوقت نفسه، كما أنها سوف تعزز سمعة البحرين الطيبة بصفتها دولة ذات فكر اقتصادي متفتح في منطقة الخليج والشرق الاوسط .

ووصف هارت الشركة بأنها من أهم «المكتسبات الوطنية» التي تعمل على إقامة «مملكة ذكية» في البحرين من خلال تقديم أحدث التقنيات المتقدمة.

وقال «نحن نعمل على تغيير الشركة حتى يتسنى لنا خدمة زبائننا بشكل أفضل. وهذه الشركة سوف تتخلص من القيم الاحتكارية القديمة وتتحول حتى تصبح شركة موجهة إلى إرضاء الزبائن وكسب ولائهم. ومن الطبيعي أنه سيكون هناك قدر من المتاعب والمعاناة بالنسبة لنا .. لكن يمكنني أن ألمس الآن أن هناك قابلية حقيقية للتغيير لدى موظفينا».

وفي إطار ظروف المنافسة القادمة قام الرئيس التنفيذي بتكليف المؤسسة الاستشارية العالمية المتخصصة في مجال الإدارة «إيه تي كيرني» للمساعدة على إعادة تنظيم الشركة بحيث تصبح مؤسسة تنافسية لمواجهة الأوضاع الجديدة.

وكانت الشركة قد دعت ممثلا عن الموظفين لحضور جميع الاجتماعات المتعلقة بتصحيح اعداد القوى العاملة في الشركة، وهذا المشروع يهدف الى وضع الاعداد المناسبة من الموظفين الاكفياء في مواقع العمل المناسبة.

ولقد وافق هارت أخيرا على الاجتماع بأعضاء اللجنة التحضيرية المكلفة بالاعداد لتأسيس النقابة لمناقشة الموضوعات المتعلقة بالاستغناء عن عدد من الموظفين. وقال الرئيس التنفيذي: «إنني على دراية تامة بأن حركة النقابات بإمكانها ان تلعب دورا مهما وفعالا في اقتصاد البلاد وان الحوار بين الادارة والنقابات هو شيء صحي ولكن في هذه المناسبة كان العدد الكبير غير المتوقع لوفد النقابة الذي حضر الاجتماع (يوم السبت 16 نوفمبر/تشرين الثاني) غير منطقي للوصول إلى اتفاق أو لتبادل وجهات النظر.

وقال إن اجراءات مشروع بتلكو كلها لمواجهة المنافسة، تتم لغاية الآن بأسلوب واضح وصريح في الشركة. والواقع ان كبار مديري اقسام قد وضعوا برنامجا اعلاميا بهذا الخصوص صمم للتأكد من أن جميع موظفي الشركة في الصورة وعلى دراية بما يحدث في الشركة... لماذا؟ ومتى؟ وكيف؟

وفيما تشهد سوق الاتصالات في البحرين حقبة جديدة من التحرير فإن هارت يقول إن اللوائح التنظيمية في العهد الجديد من المنافسة التي تشهدها البلاد يجب أن تسمح للشركات المنافسة ولبتلكو بالنمو والازدهار.

وقال: «إن المنافسة هنا ينبغي أن يكتب لها البقاء والاستمرار. ومن المؤكد أن «المنافسة حتى الموت» بسبب وجود الكثير من المنافسين في سوق صغيرة أو الخضوع لأنظمة أحادية الجانب ستكون من الأمور السيئة بالنسبة للبلاد. وقد كانت هذه هي التجربة المؤسفة في البلدان التي تعلمت الدروس التنظيمية بطريقة مؤلمة لكننا على ثقة تامة من أننا سوف نلقى كل الدعم من حكومة البحرين التي ستتعاون أيضا مع منافسينا بما فيه المصلحة العامة لمملكة البحرين».

من جهة أخرى فإن الرئيس التنفيذي الجديد حريص على تعزيز توجه بتلكو إلى أنها تعمل على إقامة «مملكة ذكية» في سوقها الأصلية التي تعمل فيها.

وأوضح قائلا: «على سبيل المثال توجد لدينا خطط من الممكن أن توفر للبحرين خدمات لاسلكية أفضل من خدمات الجيل الثالث حتى قبل أن تأتي اتصالات الجيل الثالث إلى البلاد. ونحن نعتزم إقامة تجهيزات من شأنها مساعدة الناس على الدخول السريع لا سلكيا إلى الإنترنت أثناء وجودهم في المجمعات التجارية أو ردهات الفنادق أو المقاهي. وتوجد لدينا الإمكانية لتوفير سرعات لتنزيل البرامج للأجهزة المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المصغرة بسرعات تزيد خمسة أضعاف عما يتوقع أن توفره وسائل الاتصالات من الجيل الثالث. وهذا ليس مجرد كلام - بل توجد لدينا تجهيزات قيد التجربة الآن في مطار البحرين الدولي ونحن على وشك التوسع في تجاربنا بحيث تشمل بعض الفنادق وأحد المجمعات التجارية».

ومن الأدلة الأخرى على حرص بتلكو على إقامة «المملكة الذكية»، حسب قوله، أن بتلكو لديها القدرة على تمكين خطوط الهاتف النحاسية المنزلية من بث الأفلام والبرامج التليفزيونية والدخول السريع إلى شبكة الإنترنت والاتصالات الهاتفية - أي جميعها في الوقت نفسه!

وأشار هارت قائلا: «إنه بمقدورنا عمل ذلك كله نظرا لاستثماراتنا البالغ قيمتها ملايين الدنانير في شبكتنا الهاتفية. وهذه الشبكة عالية الكفاءة والجودة لدرجة أن جودة الصورة التي يمكن لنا وضعها على شاشات التليفزيون باستخدام خطوطنا للهاتف عالية بدرجة مذهلة. ومن ثم بمقدورنا أن نجعل الآخرين ينظرون إلى البحرين بغبطة نظرا لما تتمتع به من تقنية ولأنه بمقدورنا أن نجعل خدمة القرن الحادي والعشرين تأتي إلى 93 بالمئة من البيوت في المملكة. وأنا على ثقة تامة من أنه لا توجد دولة أخرى في العالم يمكن أن تدعي وصولها إلى تلك المكانة».

وأضاف قائلا: «أرجو ألا تحذو حكومة البحرين حذو الحكومة البريطانية التي حظرت على شركة الاتصالات البريطانية «بريتيش تليكوم» تقديم البرامج الترفيهية على شبكة الهاتف قبل حوالي عشر سنوات. فقد كانت تلك الشركة ترغب في تزويد المملكة المتحدة بشبكة من الألياف البصرية لكنها بادرت بإلغاء خططها عندما اعترضت الحكومة على خطط« بريتيش تليكوم» لبث البرامج الترفيهية عبر خطوط الهاتف المنزلية. وكان بمقدور المملكة المتحدة آنذاك أن تطور أكثر أنظمة الاتصالات تقدما في العالم. لكن الأنظمة السلبية هي التي وأدت تلك الفكرة في مهدها». كما أكدأن هذه دروس للبلاد المنفتحة، كبلادنا،ليتعلموا منها تشكيل النظام الجديد، وسيسعد بتلكو أن تسهم في جهود الحكومة لبناء وتمكين البحرين المقتدرة - مملكة الاتصالات الذكية

العدد 79 - السبت 23 نوفمبر 2002م الموافق 18 رمضان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً