العدد 84 - الخميس 28 نوفمبر 2002م الموافق 23 رمضان 1423هـ

ننادي... فهل من مصغٍ؟!

المتتبع لتاريخ الأمم والشعوب السالفة يدرك حقيقة محلها من الإعراب الواقعي يفرضها، وهي ان كل أمة كثر مصلحوها وتدبر عقلاؤها في مقابل تقهقر تحركات مفسديها، كانت من طلائع الأمم وأشرفها مجدا وعزا، حتى لا يسمع فيها إلا صوت الحق، ولا يصدر من أترابها إلا حسن الخلق وتعلق بالشرع.

وماذا عسانا نخط، ونحن نرى المنبر الثقافي الأعلى في هذا الوطن - جامعة البحرين - الذي كان من المؤمل منه أن يكون رافدا من روافد العلم النافع والثقافة الجادة، قد تحول إلى مرتع لحفلات الغناء والعري والرقص الماجن؟! وهذا كله ليس إلا انتهاكا لحرمة الجامعة، سيعقبه بالتمادي والتكرار انتهاك، بل اغتصاب على نطاق أوسع بالتعدي الفاضح على شرع الله، والتهكم المبتذل على سنة نبينا محمد (ص).

ندعي الخوف من الغزو الثقافي الغربي، في وقت صار فيه من كنا نخاف الاعتلال برواسب ثقافاتهم يخشون على أنفسهم من تلوثنا الثقافي البغيض، الذي وللأسف جسدته فئة من منتسبي جامعة البحرين من طلبة وطالبات وغيرهم، بالانجراف خلف هذه الحفلات الشيطانية... التي تقاذفتهم فيها المخالب الملتوية.

ما أسهبنا إلا لحرقة نعيشها كل يوم، ونحن نرى إسلامنا يضيع وتتلاشى قيمه، بل انه يقتل في جامعة تضم مسلمين، وضع أخلاقي مخيف في تعاظم سافر، مبادئ سماوية تحارب، شباب في عمر الزهور يضيعون، حفلات وابتهاجات مبتدعة ليست سوى مسرح تراجيدي للمخالفات الشرعية والقانونية.

وصدق من قال: «أول ما تغلبون عليه الجهاد، الجهاد بأيديكم، ثم الجهاد بألسنتكم، ثم الجهاد بقلوبكم، فإذا لم يعرف القلب المعروف ولم ينكر المنكر، نكس فجعل أعلاه أسفله».

وعبر هذه المقولة الراشدية، نستصرخ الغيارى على الدين بالتحرك الفوري الفعال لوضع حد لهذا الإسفاف والتبذل، بل نحن نهيب جميع مريدي الإصلاح بتقوى الله في هذه العقول اليانعة التي صارت ومن كثر ما تتعايش من انتكاسات وتقهقرات أخلاقية، في تقبل عفوي لأي راسب من رواسب الجهل والفوضى...؟

ننادي وهل في الحي مصغ فيسمع

أهم نوم أم ساحة الحي بلقع؟

فاطمة جاسم

العدد 84 - الخميس 28 نوفمبر 2002م الموافق 23 رمضان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً