العدد 84 - الخميس 28 نوفمبر 2002م الموافق 23 رمضان 1423هـ

مشكلة وحل

أنا شاب عمري 16 سنة تعرفت على فتاة عمرها 13، أعجبت بها وشعرت اننا مشتركان في أشياء كثيرة. أنا على اتصال بها، حديثنا كله هموم كل منا يشكو همومه للآخر. اتفقنا على الزواج واكتشفت والدتي علاقتنا وغضبت وطلبت مني أن أتركها وإلا أخبرت والدي. شرحت لها أنه من الصعب عليّ أن أتخلى عنها فأنا أحبها حبا حقيقيا ولكنها لم توافق ومصرّة على رأيها.

أريد نصيحتكم كيف أتصرف؟

المخلص (س)

نجوى التيتون تجيب على المشكلة

الحب من أرقى أنواع المشاعر التي يتعامل بها البشر ولكن حبيبتك مازالت طفلة لم تتحرك مشاعرها الأنثوية بعد، وعندما تتحرك وتكتشفها، ستبدأ أجراس الخطر تدق ولن يستطيع كلاكما أن يضبط نفسه، لأنكما في سن المراهقة ومن مميزات هذا السن الفضول وحب الاستطلاع واكتشاف الحياة بكل صورها. والدتك شعرت بهذا الخطر لذلك حذرتك وتهديدها ناتج عن القلق الذي تشعر به.

تقول إنكما اتفقتما على الزواج، طيب لنفرض أن والديك وافقا فهل تستطيع أن تتزوجها الآن؟ بالطبع لا، لو قلت لك لماذا؟ ستقول لأنني مازلت صغيرا وطالبا لا أعمل فكيف أصرف عليها. طالما أنت تأخذ مصروفك من والدك وطالما أنت مازلت بحاجة إليهما لكي تكمل دراستك، فأنت مسئول أمامهما ولهما الحق عليك.

أنا لا أقول لك لا تحب، لأننا جميعا لا نستطيع أن نعيش من دون حب، ولكني لا أوافق على كلمة علاقة بين فتاة وفتى في سنك وأنت مازلت طالبا والدراسة وتحصيل العلم هي رسالتك الأولى في هذه الفترة من الحياة.

ان شخصية الإنسان لا تتحدد إلا عندما يكون في الخامسة والعشرين، وأنت في هذه السن لم تتحدد شخصيتك بعد. لو تلاحظ أن ما كنت تحبه قبل سنتين لم تعد تحبه الآن، وما كنت تكرهه سواء أكل أو لون الملابس، قد غيرت رأيك وأصبحت ترغب فيه، حتى مفهومك لبعض الأمور أصبح مختلفا عن السنة الماضية، هكذا يتطور الإنسان وتضيف له الحياة يوما بعد يوم حتى ترى الشخصية النهائية التي ترى بها والدتك الآن، حتى هو قابل للتغير في أشياء كثيرة، ولكن هناك أسسا ثابتة تبقى لا يزحزحها شيء لأنها بنيت على قناعات ضربت جذورها في أعماقه، وهكذا ستكون أنت مستقبلا.

مازلت أسمع بكاء ذلك الشاب في أذني عندما اتصل ليقول ان فتاته التي أحبها في مرحلة الاعدادي قد تغيرت بعد أن دخلت الجامعة، وعندما واجهها أنكرت فبعث وراءها من يتقصى أثرها في الجامعة فوجدها مع شخص آخر مغرمة به. قلت له هذا طبيعي لأن الفتاة أحبته وهي صغيرة جدا في السن والآن كبرت وتغيرت نظرتها للحياة وبالتالي ذوقها، وستغيره ثالثا بعد التخرج عندما تتوظف وترى أن زميلها في العمل له مميزات أفضل من زميلها في الدراسة كما حصل معك. لذلك دائما أنصح المراهقين بعدم الارتباط، وأن هذه المشاعر إنما هي مشاعر عابرة مثلما تغرم بأغنية ثم تأتي أغنية أحلى منها فتنسى الأولى ولا يبقى منها غير الذكرى

العدد 84 - الخميس 28 نوفمبر 2002م الموافق 23 رمضان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً