في وقت تتزايد فيه تهديدات واشنطن بشن هجوم عسكري واسع على العراق، تبدأ في الدوحة غدا الاثنين التدريبات العسكرية الإلكترونية على القيادة والسيطرة العسكرية والتنسيق بين مختلف الوحدات الأميركية في المنطقة والعالم.
ويطرح تزامن هذه المناورات مع قيام العراق بتقديم تقريره إلى لجنة الأمم المتحدة للتفتيش عن الأسلحة العراقية (انموفيك) أسئلة عما إذا كانت الولايات المتحدة غير عابئة بما سيأتي في التقرير وانها ماضية في حشد قواتها لضرب العراق.
وقد وصل إلى الدوحة قائد القيادة المركزية الاميركية الجنرال تومي فرانكس لمتابعة هذه المناورات التي تجري تحت عنوان «نظرة من الداخل» في الفترة من التاسع إلى السابع عشر من الشهر الجاري. وكان لافتا للأنظار ان الجنرال فرانكس وصل مباشرة إلى قاعدة العديد العسكرية حيث لم يسمح لوسائل الإعلام العاملة في قطر بتغطية الزيارة.
وستجري هذه التدريبات التي ينتظر ان يشهد جانبا منها وزير الدفاع الأميركي رامسفيلد باستخدام موقع الكتروني محمول ومتطور نقل حديثا من فلوريدا وسيقوم فريق من مئات العسكريين الأميركيين والبريطانيين بربط القوات الاميركية وقوات الحلفاء في أنحاء المنطقة مع بعضها ومع مقر القيادة المركزية في فلوريد بحيث تغطي 25 دولة.
كما سيشارك في تلك المناورات ألف من العسكريين الاميركيين بمن فيهم قائد القيادة المركزية الجنرال تومي فرانكس وقادة جيوش الجو والبر والبحر في المنطقة . وتشمل هذه المناورات - حسبما تحدثت تقارير الأنباء - القوات الاميركية في الكويت والسعودية وسلطنة عمان وجميع قطاعات القوات الاميركية المرابطة في المنطقة وقوات الدول الحليفة. وكان الجيش الاميركي قد أقام مركز قيادة ومراقبة متطورا جدا في قاعدة السيلية العسكرية على بعد عشرين كيلومترا من العاصمة القطرية لإدارة هذه المناورات في مؤشر على مواصلة واشنطن استعداداتها لحرب محتملة ضد العراق.
وقالت مصادر عسكرية اميركية في الدوحة إن مئات العسكريين الاميركيين انتهوا من إقامة مركز قيادة فائق التطور في قطر مخصص للتدريبات كما يمكن ان يستخدم في حال الحرب على العراق مشيرة إلى انه تمت إقامة مخيمات متحركة يتركز فيها العسكريون استعدادا لهذه التدريبات. وأوضحت هذه المصادر ان الولايات المتحدة أنفقت أكثر من مئة مليون دولار لبناء عشرين مستودعا مزودا بأجهزة التكييف في قاعدة السيلية لمئات الدبابات والآليات المدرعة التي تكفي لتجهيز فرقة بأكملها.
وبحسب المصادر العسكرية الاميركية ينتشر نحو ستين ألف عسكري أميركي في منطقة الخليج قرب العراق، من بينهم أكثر من أربعة آلاف عسكري أميركي في قاعدة العديد الجوية في قطر التي تشكل اكبر مستودع للمعدات العسكرية الاميركية في المنطقة. وترابط عشرات الطائرات العسكرية الاميركية في قاعدة العديد وسيصل المزيد منها في إطار الحشد العسكري الاميركي في الخليج.
وقال مسئولون اميركيون في القاعدة إنه لم يتخذ قرار متى ستتم إعادة فريق القيادة إلى فلوريدا موضحين ان مقر القيادة سيبقى هو أيضا في مكانه الحالي. وإلى جانب هذه المناورات تواصل الولايات المتحدة رفع استعداداتها وحشودها العسكرية في منطقة الخليج لخوض حرب محتملة ضد العراق بإرسال مزيد من قطعها البحرية وجنودها إلى المنطقة. وهكذا فانه على رغم التعاون الواضح الذي أبدته بغداد مع فرق التفتيش الدولية في الكشف عن برامج أسلحتها فان ما تقوم به الولايات المتحدة على الأرض لرفع استعداداتها العسكرية وحشد المزيد من قطعها البحرية وجنودها في منطقة الخليج، يدفع المراقبين إلى الاعتقاد بان الأمور كلها تتجه نحو الحرب التي قال نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز إننا بحاجة إلى معجزة لتجنبها
العدد 93 - السبت 07 ديسمبر 2002م الموافق 02 شوال 1423هـ