اتهمت السلطة الفلسطينية جهاز الموساد الإسرائيلي أمس باختلاق وجود خلية تابعة لتنظيم القاعدة في غزة حتى يتسنى لرئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون تبرير الهجمات الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية. ووصف متحدث باسم شارون هذا الزعم بأنه «هراء». وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد قال يوم الخميس ان تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن قد أصبح له وجود في مناطق السلطة الفلسطينية في غزة وفي لبنان بهدف مهاجمة «إسرائيل». ولم يذكر تفاصيل أخرى في تصريحاته التي أدلى بها في مأدبة غداء مع وسائل الإعلام الإسرائيلية. وقال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات للصحافيين في مقره في مدينة رام الله بالضفة الغربية انها كذبة كبيرة جدا للتغطية على «هجمات شارون وجرائمه» ضد الشعب الفلسطيني في كل مكان. وأشار وزير الإعلام الفلسطيني ياسر عبدربه إلى مؤامرة إسرائيلية مزعومة.
وقال عبدربه ان هناك عناصر معينة صدرت لها تعليمات من جانب الموساد بتشكيل خلية تحت اسم القاعدة في قطاع غزة من اجل تبرير الهجوم والحملات العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة. ولم يذكر تفاصيل لكن مسئولين فلسطينيين قالوا انهم سيقدمون أدلة على تورط الموساد في مؤتمر صحافي يعقد اليوم. ويمثل زعم شارون بوجود علاقة بين القاعدة والفلسطينيين مرحلة جديدة في مساواة الحملة التي تشنها «إسرائيل» ضد نشطاء فلسطينيين يتزعمون انتفاضة بدأت قبل عامين من اجل الاستقلال بالحرب التي تتزعمها الولايات المتحدة ضد الإرهاب.
وقالت «إسرائيل» ان تنظيم القاعدة هو المشتبه به الرئيسي في هجوم انتحاري على فندق في ممباسا بكينيا في الأسبوع الماضي قتل فيه 13 كينيا وثلاثة إسرائيليين ومحاولة فاشلة لإسقاط طائرة ركاب إسرائيلية بصاروخين أطلقا على الطائرة أثناء إقلاعها من مطار قريب. وألقت الولايات المتحدة بالمسئولية على القاعدة في هجمات 11 سبتمبر/ ايلول على نيويورك وواشنطن. وقال المتحدث باسم شارون رعنان جيسين ان «تصريحات عبدربه جزء من محاولة من جانب مسئولين فلسطينيين لتبرئة أنفسهم من مزاعم بأنهم يتعاونون ويشاركون مع إرهابيين». وقامت قوات إسرائيلية تدعمها دبابات وطائرات مروحية عسكرية باجتياح مخيم البريج في قطاع غزة أمس الأول فيما وصفته إسرائيل بأنه غارة للقبض على ناشط مطلوب وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل عشرة فلسطينيين. وفي حكم المؤكد ان يؤدي سقوط هؤلاء القتلى إلى إثارة مزيد من أعمال العنف على رغم دعوة الولايات المتحدة للهدوء وهي تستعد لحرب محتملة ضد العراق. وقال الجيش الإسرائيلي ان قواته لقيت مقاومة شرسة في الهجوم الذي استمر ثلاث ساعات. وأضاف ان مسلحين خاضوا معارك شرسة في الشوارع لكن لم يتضح عدد المسلحين وعدد المدنيين الذين قتلوا من بين العشرة. وقال سكان فلسطينيون ان من بين الرجال التسعة والمرأة التي تعمل مدرسة لدى الأمم المتحدة الذين قتلوا في الغارة الإسرائيلية يوجد ثمانية مدنيين واثنان من رجال الشرطة شاركوا في القتال. لكن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قالت في بيان أذاعه تلفزيون المنار التابع «حزب الله» في بيروت ان ستة من القتلى من أعضاء حماس بمن فيهم المرأة التي قتلت. وقال البيان ان اثنين من القتلى من كتائب عز الدين القسام
العدد 93 - السبت 07 ديسمبر 2002م الموافق 02 شوال 1423هـ