للمرة الأولى في عطلة أمس الجمعة باشرت فرق التفتيش الدولية في العراق تفقد مواقع جديدة ونشب أثناء تفتيش أحد المواقع خلاف طارئ هو الأول من نوعه، فقد تفقد فريق من مفتشي (الأنموفيك) مركز السيطرة على الأمراض المعدية التابع لوزارة الصحة العراقية في بغداد وبعد ساعتين قام المفتشون بالاتصال بنظرائهم العراقيين بخصوص العقبة التي واجهتهم والمتعلقة بترقيم المعدات داخل الموقع، وفعلا حضر مدير دائرة الرقابة الوطنية العراقية اللواء حسام محمد أمين ومسئولون آخرون وممثلون آخرون تابعون للأمم المتحدة في بغداد إلى الموقع.
وذكر مسئول عراقي فيما بعد للصحافيين «انه تمت معالجة الموقف»، مشيرا إلى ان المشكلة طرأت كون ان الموقع يفتش للمرة الأولى، رافضا إعطاء المزيد من التفاصيل.
وكان فريق آخر من مفتشي الأمم المتحدة قد توجه إلى «مركز صواريخ ابن الهيثم» في ضاحية الكاظمية في شمال بغداد المحاط بأسوار عالية وتديره «شركة الكرامة العامة» التابعة لهيئة التصنيع العسكري العراقي. والمركز على ما يبدو مخصص لأبحاث صاروخ «الصمود» القصير المدى. ومعلوم ان قرارات مجلس الأمن تتيح للعراق حيازة صواريخ في مدى لا يتجاوز 150 كيلومترا.
كما أمضى فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوما ثانيا في «مصنع ابن سينا» وهو منشأة سابقة لتخصيب اليورانيوم أجروا فيها اختبارات لاكتشاف أي نشاط إشعاعي. وفي موقع اطلاق الصواريخ الذي يبعد نحو 200 كيلومتر إلى الغرب من بغداد حضر فريق من لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش تجربة إطلاق صاروخ ذاتي الدفع قصير المدى يطوره العراق. وأوضح المتحدث باسم المفتشين يويكي في بيان أن مدى الصاروخ يقع في النطاق الذي تسمح به قرارات الأمم المتحدة.
وأضاف المتحدث: «تمكن فريق لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش التابعة للأمم المتحدة من فحص الصاروخ قبل إطلاقه للتأكد من مواصفاته».
------------------------------------------------
حل أول إشكال بين العراق والأمم المتحدة خلال عملية تفتيش في بغداد
شكوك أميركية تجاه الملف العراقي
عواصم - وكالات
في الوقت الذي تواصلت فيه عمليات التفتيش للمواقع المشتبه فيها في بغداد أمس الجمعة، واجه الخبراء الدوليون أول إشكال منذ بداية مهامهم في العراق في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، وقد تم حل الإشكال بسرعة مع المسئولين العراقيين.
من جهته أكد الرئيس الاميركي جورج بوش انه لا يريد إصدار حكم مسبق على إعلان العراق عن أسلحته، ولكنه لم يذهب إلى حد الإعلان الذي أطلقة مسئول أميركى رفيع المستوى من ان التقرير العراقي عن أسلحة الدمار الشامل ناقص إلى حد كبير وبعيد عن أن يكون مكتملا.
وعلى صعيد آخر كشفت صحيفة «حريت» التركية الصادرة أمس عما أسمته «عناصر المخطط الاميركي السري للحرب ضد العراق»، وأكدت ان هذا المخطط الذي حصلت عليه يتضمن نشر تسعين ألف جندي في الاراضي التركية واستخدام ستة مطارات عسكرية وميناءين تركيين.
ووقع الإشكال بين العراق والمفتشين الدوليين خلال تفتيش مركز للأمراض المعدية قرب ساحة الأندلس في وسط بغداد.
وأوضح مدير دائرة الرقابة الوطنية العراقية اللواء حسام محمد أمين لدى مغادرته المستشفى انه «تم استخدام خط الطوارئ (من قبل المفتشين للاتصال بالمسئولين العراقيين) وقد اتينا فورا ولا توجد مشكلة». وفي إطار المحاولات لإيجاد مبررات لضرب العراق والتصريحات المتعلقة بهذا الشأن، أكد الرئيس بوش انه لا يريد إصدار حكم مسبق على إعلان العراق بشأن أسلحته، لكنه وصف الرئيس العراقي صدام حسين بأنه «رجل يكذب ويخدع»، كما جاء في نص مقابلة وزع الخميس.
وتحدث بوش في هذه المقابلة مع شبكة اي. بي. سي التي بثت مساء أمس الجمعة عن الإعلان، قائلا «لا أريد إصدار حكم مسبق عن التقرير. لكن غريزتي المتعلقة بصدام حسين هي انه رجل يخدع ويكذب».
ولكن صحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية قالت ان حكومة الرئيس بوش توصلت إلى استنتاج مبدئي مفاده ان الملف الذي قدمه العراق عن برامج أسلحته لا يفسر ما حدث لعناصر كيماوية وبيولوجية مفقودة منذ طرد مفتشين من العراق قبل أربع سنوات. ونسبت الصحيفة في عددها الصادر أمس إلى مسئولين لم تذكرهم بالاسم قولهم ان الملف مليء بالثغرات ولا يقدم إيضاحا لمواد حصل عليها العراق ويشتبه في ان لها علاقة ببرنامجه النووي. بينما أكد العراق على لسان مدير هيئة الرقابة العراقية حسام محمد امين قوله في تصريح لصحيفة «العراق» اليومية بأن الملف الذي قدمته بلاده صحيح ومكتمل ولم يحذف منه شيئا.
وقال مسئول من الأمم المتحدة على دراية بالملف العراقي للصحيفة «تقديرنا المبدئي» هو ان جزءا كبيرا من الإقرار به معلومات قديمة أعيد ترتيبها. من جهتها ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أمس نقلا عن مسئول بارز في الإدارة الاميركية (لم يتم الكشف عن هويته) «أن إدارة الرئيس جورج بوش تعتقد ان امتناع الرئيس العراقي صدام حسين عن تقديم العلماء الذين يرغب مفتشو الأمم المتحدة في استجوابهم خارج البلاد سيمثل شكلا من عدم تعاون بغداد مع قرار مجلس الأمن الصادر في الشهر الماضي بشأن عمليات التفتيش.». وعلى صعيد متصل، كشفت صحيفة «حريت» التركية الصادرة أمس عما أسمته «عناصر المخطط الاميركي السرى للحرب ضد العراق»، وأكدت الصحيفة ان هذا المخطط الذي حصلت عليه يتضمن نشر تسعين ألف جندي في الاراضي التركية واستخدام ستة مطارات عسكرية وميناءين تركيين.
وأشارت الصحيفة إلى ان حكومة حزب العدالة والتنمية التى تولت الحكم منذ شهر واحد فقط ومع انتهاء القمة الأوروبية سيكون عليها ان تتخذ أصعب قرار على مستوى السياسة الخارجية في تاريخ الجمهورية التركية وهو قرار الحرب.
وكانت وزارة الدفاع الاميركية أمرت بوضع القواعد العسكرية الاميركية في تركيا على مستوى عال من التأهب بعد ان تلقت معلومات استخباراتية تفيد باحتمال تأمر إرهابيين من تنظيم القاعدة لشن هجوم عليها تستخدم فيه أسلحة كيماوية أو بيولوجية. وعلى صعيد آخر، قال وزير الخارجية الاسترالي ألكسندر داونر أمس أن أستراليا لم تتخذ بعد أي تعهد بشأن المشاركة في الحرب التي قد تقودها الولايات المتحدة ضد العراق.
جاء ذلك في الحديث الذي أدلى به داونر بعد اجتماع نائب وزير الخارجية الاميركي ريتشارد أرميتاج مع رئيس الوزراء الاسترالي جون هاورد ومسئولين آخرين في سيدني. واختتم ارميتاج أمس جولة آسيوية شملت أربع دول قائلا انه حصل على مساندة «معقولة جدا» لإصرار واشنطن على نزع أسلحة العراق
العدد 99 - الجمعة 13 ديسمبر 2002م الموافق 08 شوال 1423هـ