استشهد ناشط في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية إذ تم هدم عدد من المنازل الفلسطينية غداة عملية في الخليل أدت إلى مقتل جندي وجندية إسرائيليين.
وقتل الجنود الإسرائيليون الناشط الفلسطيني عضو حركة الجهاد الإسلامي جاد الله شوكة (32 عاما) بالقرب من بلدة بيت لحم بالضفة الغربية. وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية ان الجيش قتل الفلسطيني المسلح في تبادل لإطلاق النار في إحدى القرى القريبة الواقعة جنوبي بيت لحم عندما حاول الهرب من الاعتقال.
لكن شهود عيان فلسطينيين قالوا ان القوات الإسرائيلية حاصرت منزلا كان جاد الله شوكة عضو حركة الجهاد الإسلامي يختبئ فيه وقتلوه بوابل من الطلقات قبل ان تعتقل ثلاثة رجال آخرين كانوا داخل المنزل. وقالوا ان الإسرائيليين لم يتعرضوا أبدا لإطلاق النار. وقعت أحداث العنف التي استمرت رغم نداءات واشنطن من اجل الهدوء فيما تسعى إلى حشد تأييد دول عربية لحرب محتملة ضد العراق بعد يوم مصادمات دامية قتل فيها سبعة فلسطينيين وجنديين إسرائيليين. وكان خمسة من عمال فلسطينيين غير مسلحين قتلوا بقذيفة دبابة إسرائيلية أثناء محاولة تسلق سور امني حول قطاع غزة للتسلل إلى «إسرائيل» بحثا عن عمل.
ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية جوناثان بيليد أعمال القتل بأنها «حدث مأسوي» لكنه قال انهم كانوا خمسة أشخاص مثيرين للريبة في منطقة محظورة». وقال الجيش الإسرائيلي أمس الأول ان القوات قتلت بالرصاص اثنين من المسلحين احدهما كان في مهمة لشن هجوم على مستوطنة يهودية والآخر عبر الحدود من قطاع بحري إلى إسرائيل وأطلق النار على الجنود الذين يطاردونه. وقالت حماس في مكبرات الصوت في خان يونس بقطاع غزة ان «دماء الشهداء» لن تضيع هباء. وأضافت حماس قولها انها ستنتقم وان الرد سيكون قريبا. وقد شارك أكثر من عشرة آلاف فلسطيني بعد ظهر أمس في تشييع العمال الفلسطينيين الخمسة وطافوا بهم في شوارع مدينة خان يونس وأزقة مخيم البريج وهم يرددون هتافات «الموت لإسرائيل» و«الانتقام... الانتقام». كما شيعت جماهير غفيرة في مخيم المغازي وسط محافظات غزة بعد ظهر أمس، جثمان الشهيد نائل محمد أبو لبدة (20 عاما) إلى مثواه الأخير في مقبرة المغازي شرق المخيم. وردد المشيعون الهتافات الوطنية المندد بممارسات الاحتلال الإسرائيلي العدوانية ضد أبناء الشعب الفلسطيني، مطالبين المجتمع الدولي بتوفير الحماية الدولية من بطش الاحتلال. وكان المواطن أبو لبدة استشهد فجر أمس، نتيجة إصابته برصاص قوات الاحتلال، قرب «مستوطنة نتسر حزاني».
واستشهد فلسطيني وأصيب اثنان آخران في انفجار وقع بعد ظهر أمس في مخيم البريج في قطاع غزة. وأفادت الإذاعة الإسرائيلية ان الجريحين نقلا إلى مستشفى الشفاء بغزة لتلقى العلاج. وأدى الانفجار إلى تدمير منزل لاحد افراد حركة الجهاد الاسلامي ورجحت مصادر فلسطينية ان يكون الانفجار ناجما عن انفجار عبوة ناسفة محلية. وكان جنديان إسرائيليان قد قتلا في مدينة الخليل بالضفة الغربية وهما رجل وامرأة كانا يتمركزان في موقع اقيم لحماية المستوطنين اليهود على الطريق الممتدة من مستوطنة كريات أربع (6500 مستوطن) إلى الحرم الإبراهيمي، في كمين فلسطيني مساء الخميس. وأوضح متحدث باسم الجيش الإسرائيلي ان كيرين يعقوبي (19 عاما) هي اول جندية إسرائيلية تقتل وهي تؤدي واجبها منذ اندلاع الانتفاضة في سبتمبر/أيلول 2000. وهذا الموقع قريب من مستوطنة عشوائية أقيمت في موقع حصول عملية إسرائيلية نفذت في 15 نوفمبر/تشرين الثاني في الخليل وأدت إلى مقتل 12 إسرائيليا بينهم تسعة عسكريين وثلاثة حراس.
وقرر رئيس الوزراء ارييل شارون بعد عملية 15 نوفمبر/تشرين الثاني تأمين «تواصل جغرافي» بين كريات اربع والحي الاستيطاني اليهودي في الخليل إذ قام الجيش بهدم عدد من المنازل، غير ان عمليات الهدم توقفت في الوقت الحاضر بموجب قرار استئناف صادر عن المحكمة العليا.
من جهة أخرى، استبعد الجيش في الوقت الحاضر الانسحاب من بيت لحم قبل عيد الميلاد «نظرا لان خطر حصول هجمات لا يزال قائما»، بحسب ما افاد ضابط كبير. وكان المسئول الإسرائيلي يعلق على كلام الرئيس الإسرائيلي موشيه كاتساف الذي وعد خلال زيارته إلى الفاتيكان الخميس البابا يوحنا بولس الثاني بان الجيش سينسحب من بيت لحم قبل الميلاد، «في حال عدم وجود تهديد بتنفيذ اعتداءات». وتحدث المسئول الإسرائيلي في المقابل عن «تخفيف» لحظر التجول والقيود الأخرى المفروضة للسماح بإقامة قداس منتصف الليل في كنيسة المهد التي شيدت في موقع ولادة المسيح.
ومن جهة أخرى، هدمت جرافات مدرعة إسرائيلية أمس منزلا مأهولا في الخليل أطلقت منه النار يوم الخميس على الجندية والجندي الإسرائيليين ومنزلين مجاورين مهجورين، بحسب ما جاء في بيان عسكري. غير ان شهودا فلسطينيين أفادوا عن هدم خمسة منازل.
أفادت مصادر أمنية وشهود عيان، أن قوات معززة من جيش الاحتلال اقتحمت أمس، خربة ثبرة، وحارة النصارى وحارة جابر المحاذية للحرم الإبراهيمي بالخليل وهدمت تسعة منازل تعود لعائلات الرجبي وعائلة أبوعاهور والرازم.
وأعلن عضو المجلس التشريعي عن محافظة الخليل عباس زكي أمس أن قوات الاحتلال هدمت تلك المنازل عقب العملية الفدائية التي أسفرت عن مقتل جندي وجندية. وقال الجيش انه اعتقل أكثر من عشرة فلسطينيين في الضفة الغربية ليل الخميس
العدد 99 - الجمعة 13 ديسمبر 2002م الموافق 08 شوال 1423هـ