أعلن رئيس الوزراء التركي عبد الله غول أمس ان تركيا ستواصل إصلاحاتها من اجل الدخول إلى الاتحاد الأوروبي معربا في الوقت نفسه عن أسفه حيال قرار الدول الأعضاء الـ 15 في الاتحاد إرجاء البحث في ترشيح تركيا إلى نهاية عام 2004، قائلا إنه «من المستحيل قبوله».
كما شجب الدبلوماسيون الأتراك موقف الاتحاد الأوروبي وقالوا إنه «يبعث على الصدمة» واتهموا قادة الاتحاد بالتراجع عن وعود سابقة متفائلة بإقرار اتفاق أفضل. ولكن زعيم حزب العدالة والتنمية رجب طيب اردوغان قال للصحافيين «لسنا في حال صدمة أو أي شيء آخر، ولكن، بالتأكيد كان يمكن ان يكون القرار أفضل». وقد قرر قادة دول الاتحاد الأوروبي في كوبنهاغن أمس البحث في ترشيح تركيا في نهاية 2004 قبل إطلاق مفاوضات الانضمام مع أنقرة. وقال رئيس البرلمان الأوروبي بات كوكس، إنه كان يحث القادة الأتراك على عدم وضع حواجز مرتفعة للغاية في سعيهم لدخول الاتحاد الأوروبي، وعبر عن أمله في أن تتفهم أنقرة رسالة الاتحاد الايجابية.
وردا على سؤال عن ملاحظات رئيس المعاهدة من اجل مستقبل اوروبا فاليري جيسكار ديستان الذي اعتبر ان تركيا لا تنتمي إلى أوروبا، أكد رئيس الوزراء التركي ان القمة الأوروبية برهنت ان هذا الموقف «ليس صحيحا».
وقال غول «سنبرهن على ان دولة مسلمة تستطيع ان تكون ديموقراطية وان تؤدي دورا في قضايا العالم».
وقال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ان الاتحاد الاوروبي ليس ناديا للبلدان المسيحية وانه يرحب بدخول دولة مسلمة تعتمد اقتصاد السوق، معربا عن اعتقاده بأن دخول تركيا سيؤدي إلى تحديثها ويقودها نحو الأفضل. وقال مسئولون بارزون في الاتحاد الأوروبي إن ضغوط واشنطن لم تفلح في مساعدة تركيا. وقال أحد الدبلوماسيين «أوروبا تفضل اتخاذ قراراتها بنفسها». وكانت صحيفة «فايننشال تايمز دوتشلاند» أفادت في عددها الذي سيصدر الاثنين ان وزير الخارجية الاميركي كولن باول مارس ضغطا كبيرا على نظيره الألماني يوشكا فيشر من اجل تحديد موعد دقيق لافتتاح مفاوضات انضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي في قمة كوبنهاغن
العدد 99 - الجمعة 13 ديسمبر 2002م الموافق 08 شوال 1423هـ