اتهمت كوريا الشمالية الولايات المتحدة أمس بانتهاك سيادتها لاعتراضها سفينة شحن كانت على متنها شحنة من صواريخ سكود متوجهة إلى اليمن في الأسبوع الماضي. ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية عن متحدث باسم وزارة الخارجية قوله في أول رد فعل رسمي لبيونجيانج بشأن الحادث «أنه (عمل) قرصنة لا يغتفر يتمثل في انتهاك سيادة جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية باستهتار». ونقلت وكالة أنباء «شينخوا» الرسمية الصينية عن وكالة أنباء كوريا الشمالية أن السفينة الكورية الشمالية كانت في «رحلة عادية» تتفق مع قانون البحرية الدولي وأن الولايات المتحدة لا تملك «أساسا قانونيا» لاحتجازها. وقال المتحدث ان السفينة كانت تحمل «مكونات ومواد بناء صواريخ» ليتم تسليمها إلى اليمن طبقا لتعاقد قانوني. وقال ان كوريا الشمالية «أوضحت بالفعل أنها لا تنتج صواريخ لتدافع فحسب عن نفسها ضد تهديد الولايات المتحدة المستمر لها ولكنها تصدرها (أيضا) للحصول على العملة الأجنبية». وقال نائب وزير الخارجية الاميركي ريتشارد ارميتاج الذي ناقش كوريا الشمالية ومسائل أخرى، في الصين الأسبوع الماضي ان شحنة الصواريخ أثبتت أن بيونجيانج لا تزال واحدة من أكبر دول نشر السلاح في العالم. وكانت القوات الاميركية قد اعترضت السفينة الكورية الشمالية بعد ان أرغمتها سفينة تابعة للبحرية الاسبانية على التوقف ووجدت عليها 12 صاروخ سكود على الأقل مخبأة تحت أكياس اسمنت يوم الاثنين الماضي. وسمحت الحكومة الاميركية للسفينة بمواصلة رحلتها بعد احتجاجات وتأكيدات من اليمن. وتبقى أسئلة معلقة وهي هل قبل المسئولون الاميركيون حقا بأن الشحنة كانت متجهة إلى الجيش اليمني. ولماذا كانت الصواريخ مخبأة تحت أجولة الاسمنت؟ ولماذا كانت السفينة تبحر بشكل غير مشروع من دون علامات صحيحة أو علم ترفعه؟ ولماذا كانت بيانات حمولة السفينة مزيفة؟ والشيء المؤكد الوحيد هو أن السفينة كانت متجهة إلى مكان ما في الخليج. وقال مسئول اميركي لصحيفة «نيويورك تايمز» «إننا نعتقد أن سفينة البضاعة هذه كانت متجهة إلى اليمن. ولكننا لا نعلم ما إذا كان المشتري المقصود هو الحكومة اليمنية أم العراق أم القاعدة أم جهة أخرى». وأضاف المسئول «إن بعض الناس يحبذون استبعاد العراق، والبعض الآخر لا يريد استبعاد العراق». وأضاف «إن لدى اليمن صواريخ سكود. ونحن لا نعرف حقا حتى الآن إلى من كانت هذه الشحنة متجهة».
وبالنسبة الى كوريا الشمالية فإن مصادرة هذه الشحنة دليل على أن بيونجيانج مازالت تشكل تهديدا. وجاء ذلك في وقت توتر أكثر للعلاقات بين الولايات المتحدة وهذه الدولة الستالينية بسبب اعتراف كوريا الشمالية الأخير بأنها تسعى الى تطوير أسلحة نووية
العدد 99 - الجمعة 13 ديسمبر 2002م الموافق 08 شوال 1423هـ