حضرت حوالي 400 من خريجات بكالوريوس اللغة العربية العاطلات عن العمل اللقاء المفتوح في صالة التربية بمدينة عيسى مع المسئولين في وزارة التربية والتعليم الذين أوجزوا هدفهم في تدشين برنامج لإعادة تأهيل بعضهن في تخصص نظام معلم الفصل.
حضر الاجتماع من جانب الوزارة كل من الوكيل المساعد للشئون المالية والإدارية حسن البستكي، والوكيل المساعد للتعليم العام والفني إبراهيم جناحي، ورئيس التعليم الابتدائي(بنين) غازي الشكر، وعميد كلية التربية في جامعة البحرين خالد بوقحوص.
جاء هذا بعد اتصال الوزارة الى معظم الخريجات، والذي شكل نوعا من التضارب في اقوال الخريجات عن رتبة المسئول الذي سيجتمع بهن.
وقال الوكيل المساعد للشئون الادارية والمالية بوزارة التربية والتعليم حسن البستكي: ان البرنامج المقترح من قبل الوزارة خاص بتوظيف خريجات بكالوريوس اللغة العربية في سلك التدريس بصفة معلم فصل القريب من اللغة العربية. وذلك من خلال تشكيل عدة لجان لدراسة المشكلة وايجاد الحلول المناسبة لها بتوجيهات من وزير التربية والتعليم ماجد علي النعيمي.
واكد البستكي ان «من تجتاز البرنامج التدريبي المقترح كدبلوم معلم فصل ستوظف حال تخرجها».
واوضح ان المقترح يقسم الى برنامجين، الاول مكثف ومدته 11 شهرا، ويبدأ من فبراير/شباط من العام المقبل وينتهي في يناير/كانون الثاني من العام 2004، اما الثاني فهو البرنامج الاعتيادي ومدته 12 شهرا بدءا من سبتمبر/أيلول من العام المقبل حتى اغسطس/آب 2004.
وقال: إن كلا البرنامجين يشتمل على جانب اكاديمي وعملي في المدارس الحكومية، وذلك بالتنسيق مع جامعة البحرين، عوضا على ذلك فإن الوزارة ـ بالتنسيق مع وزارة العمل والشئون الاجتماعية ـ ستخصص منحة شهرية قدرها 200 دينار لـ 270 خريجة فقط في البرنامجين من الإجمالي البالغ 400 خريجة.
وعلمت «الوسط» أن الوزارة عرضت برنامجا تدريبيا مكثفا يضم 120 خريجة، ويستمر لمدة ستة أشهر وهو عبارة عن دراسة أكاديمية في جامعة البحرين لدراسة عدد من المواد منها الرياضيات والعلوم والاجتماعيات وطرق تدريس الرياضيات والعلوم، التربية الصحية وعلم النفس، ومقرر مصادر تعلم وآخر في رياض الأطفال. ويتم بعد الانتهاء من البرنامج التقدم إلى امتحان في جامعة البحرين وعند اجتيازه يتم توظيفهن معلمات نظام فصل.
من جانبه قال عميد كلية التربية بجامعة البحرين خالد بوقحوص: ان البرنامج يحتوي على 54 ساعة دراسية موزعة على ثلاثة فصول، تتضمن مختلف المقررات التي لم تؤخذ في بكالوريوس لغة عربية مثل التربية الصحية وتقويم الاداء وأدب الصف والاطفال.
في حين ركز رئيس التعليم الابتدائي بوزارة التربية والتعليم غازي الشكر في حديثه على ان نظام معلم الفصل أنشئ قبل 20 عاما وهو أول مشروع تطويري يطبق في المدارس الابتدائية، واضاف ان النظام ناجح بسبب إقبال أولياء امور الطلبة على المدارس التي تطبق النظام.
هذا وقد انهالت الاسئلة على المسئولين في الوزارة بعد الانتهاء من شرح البرنامج المقترح التي لم تنتهِ حتى بعد إنهاء اللقاء، إذ قال الوكيل المساعد للتعليم الفني بوزارة التربية والتعليم ابراهيم جناحي تعقيبا على مداخلة إحدى الخريجات في توافر ضمان التثبيت في الوظيفة بعد الانتهاء من البرنامج، «ان البرنامج طُرح بسبب وجود حاجة لدى الوزارة في السنوات المقبلة إلى معلمي نظام فصل».
وعن مصير من لم يحالفها الحظ في الانضمام الى احد البرنامجين، قال البستكي: «هناك احتمال توظيفهن في المستقبل أو تدشين برامج اخرى لهن».
من جانبه قال الناطق الرسمي في لجنة دعم المعلمين العاطلين عن العمل محمد ميرزا إن اهتمام وزارة التربية بمشكلة الخريجات وما تم طرحه في الاجتماع يعبر عن تحرك إيجابي، وأشار إلى أن تأهيل العاطلات ليصبحن معلمات لنظام الفصل كان مطلبا للجنة وأحد مقترحاتها التي سبق وأن تقدم به بعض التربويين الذين أدلوا باقتراحاتهم إلى الوزارة سابقا. وأضاف: أن أبرز النقاط السلبية التي تؤخذ على الموضوع هي أن البرامج والخيارات الثلاثة المطروحة تعد غير مضمونة النتائج، فدراسة الخريجات مع تدريبهن العملي الذي يستمر لعدة أشهر يظل دون أي ضمان للتوظيف.
وقال: «حتى لو اختار الخريج الخيار الثالث وظل على قائمة الانتظار يظل السؤال إلى متى؟».
وقال: «الخيارات الثلاثة ساوت بين الناجح والراسب ولم تعطِ للنجاح الأولوية وكان من الأجدر أن يخصص برنامج للنجاح وآخر للرسوب وذلك لضمان التوظيف».
وعلق قائلا: إن البرنامج المقترح وضع الخريجات بين المطرقة والسندان، فإما أن تتنازل الخريجة عن رغبتها الأساسية في التخصص الجامعي الذي التحقت به وتلتحق ببرنامج تأهيلها معلمة نظام فصل أو تلحق بقائمة الانتظار.
وأضاف بأن الوزارة لم تمنح الخريجة أية فرصة للتفكير وإعمال العقل، إذ فرض عليهن التصويت في اللحظة ذاتها التي قدمت إليهن الاستمارات الخاصة باستطلاع رغباتهن في الالتحاق بالبرنامج. مشيرة إلى أن ذلك يسهم في خلق جو من البلبلة وعدم الاطمئنان للخريجة. وقال إنه كان من الأجدر منح فرصة أكبر للخريجة كي تختار ما يناسبها. وأضافت بأنه نتيجة لذلك ستظل مشكلة البطالة الجامعية معلقة وستتفاقم في السنوات والأشهر المقبلة خصوصا مع تخرج فوج جديد من خريجات اللغة العربية تعجز الوزارة عن استيعابه. وبالتالي يظل الحل الذي اتخذته الوزارة مؤقتا وليس جذريا أي أنه يخدم جزءا من القضية وليس بأكملها.
وأشارت مجموعة من الخريجات اللواتي حضرن اللقاء إلى أن المقررات المعروضة ضمن البرنامج قد سبق لهن دراسة معظمها، متسائلات عن مصير شهادات البكالوريوس التي لم تكتفِ الوزارة بها لتوظيفهن مع وجود عدد كبير منهن حاصلات على معدلات تراكمية مرتفعة. وأضفن بألا حاجة لهن إلي التأهيل التربوي، بقدر الحاجة إلى التأهيل النفسي الذي فقدنه. كما عبرت مجموعة أخرى عن استيائها الشديد من اللقاء الذي استهدف ـ كما قلن ـ تغيير تخصصهن الرئيسي بشكل جذري، ومن دون أخذ آرائهن أو مقترحاتهن. يُشار إلى أن عددا من المدرسات العاطلات انسحبن في الدقائق الأولى من بدء اللقاء بعد أن عرفن ـ كما قلن ـ أن سبب حضورهن هو التعريف بالبرنامج التدريبي بدلا من التوظيف. فقد توقعت الغالبية منهن «تلقي البشرى» من اللقاء ولكنهن فوجئن بما وصفنه بـ «الصاعقة»
العدد 104 - الأربعاء 18 ديسمبر 2002م الموافق 13 شوال 1423هـ