أكد كبير المفتشين الدوليين عن أسلحة العراق هانس بليكس أمس أن تقرير العراق بشأن برامج التسلح يتضمن «كمية قليلة من المعلومات الجديدة مقارنة بالتقرير الأخير الذي قدمه العراق في 1998». وأوضح أن «ما نتحدث عنه خصوصا هو عدم وجود برهان على أن العراق دمر فعلا أسلحته، ولاسيما الكيماوية منها، والتي كانت لاتزال مسجلة في حوزته عندما غادر المفتشون العراق في ديسمبر/كانون الأول 1998». وكانت صحيفة «واشنطن بوست» ذكرت أمس أن الولايات المتحدة حددت نهاية يناير/ كانون الثاني المقبل موعدا أخيرا لمهلة قبل أن تطلب من مجلس الأمن الدولي الموافقة على استخدام القوة ضد العراق في حال انتهاك عراقي للقرار 1441.

وفي مؤتمر صحافي عقده وزير الخارجية الأميركي كولن باول تعقيبا على ما ذكره رئيس فريق التفتيش أكد أن العراق وافق على القرار الدولي لكنه لم يلتزم بتطبيقه. ووصف باول تقرير العراق عن أسلحته بأنه تضمن معلومات «قديمة» و«ناقصة» و«مكررة» وهناك فقرات «محذوفة عمدا» ولم تسقط سهوا. وخلص باول إلى اعتبار تقرير العراق «خرقا ماديا» للقرار الدولي. ووصف الموقف العراقي بأنه خسر «فرصة أخيرة بكذبة جديدة».

وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستجري مشاورات مع الحلفاء والأصدقاء لتقييم الموقف، ذاكرا للمرة الأولى احتمال استدعاء علماء من العراق إلى خارجه للتحقيق معهم والتأكد من صحة معلومات حكومة بغداد. (تفاصيل اخرى ص13)

من جانب آخر كشفت مصادر مطلعة في بغداد انه تم استدعاء سفراء ورؤساء بعثات العراق في الخارج لحضور المؤتمر السنوي للسفراء العراقيين في الخارج، الذي من المقرر ان يبدأ اعماله غدا السبت ليستمر عدة ايام. وكان العام الماضي قد شهد مؤتمرا مماثلا في هذا التوقيت وتم فيه التداول بشئون علاقات العراق الخارجية وسبل تفعيلها. وتم التأكيد آنذاك على ضرورة ان تولي البعثات الدبلوماسية في الخارج اهمية قصوى لتنشيط العلاقات الاقتصادية في الساحات التي تعمل بها ومحاولة جذب الاستثمارات والعمل على توقيع الاتفاقات التجارية. ويأتي انعقاد المؤتمر السنوي لسفراء العراق في الخارج في وقت تتصاعد فيه التهديدات الاميركية في شأن قرب شن الحرب على العراق. وأكدت المصادر انه من المتوقع ان يصبح عقد هذا المؤتمر تقليدا سنويا يجري فيه تقييم الاداء الدبلوماسي العراقي في الخارج وتحديد اولويات العمل الدبلوماسي في الساحات المختلفة وكذلك محاولة تذليل الصعوبات التي يواجهها العمل الدبلوماسي في ظل ظروف العقوبات الدولية والتهديدات الاميركية التي يعيش العراق تحت وطأتها