قالت وزيرة التنمية الاجتماعية فاطمة البلوشي إن الوزارة تضع ضمن أولوياتها تنمية الشباب ودفع سبل انخراطهم في العمل الأهلي التنموي.
وبينت في كلمة ألقتها مساء أمس (الثلثاء) بمناسبة ختام القمة الشبابية الثالثة التي عقدت في فندق الموفنبيك خلال الفترة من 6 إلى 7 يوليو/ تموز الجاري، أن تقرير البنك الدولي «التنمية العالمي للعام 2007»، أشار إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تركيزا على قضايا الشباب ومشاورات بعدة أشكال على المستوى العالمي والقومي والمحلي».
وأوضحت «لذلك فإن قمتكم هذه تمثل إحدى الفرص لمناقشة قضاياكم وتفعيل دوركم في تقدم المملكة ومواكبة التغيرات الاقتصادية، وخصوصا بروز دور الشباب والبرامج الخاصة بهم في الإستراتيجية الوطنية 2030».
ونوهت إلى أن «وزارة التنمية أوفت بوعدها في القمة الشبابية الأولى بتوفير مقر دائم يجمع المنظمات الشبابية في موقع واحد، يساعدها على تحقيق أهدافها، إذ تم تخصيص مجمع خاص لهذه المنظمات في منطقة الشاخورة بكلفة 650 دينارا، بدأ في استقبال المنظمات الشبابية في ديسمبر/ كانون الأول 2008».
ولفتت إلى أن «السنوات القليلة الماضية شهدت وكنتيجة مباشرة لإطلاق الميثاق والإصلاح الذي أرسى دعائمه عاهل البلاد، ارتفاعا كبيرا في أعداد الجمعيات الأهلية، فبينما لم يتجاوز عدد هذه الجمعيات 260 جمعية في نهاية العام 2001 تعدى عددها 474 جمعية في العام الجاري».
وأفادت الوزيرة أن «الوزارة عملت على تأسيس صندوق العمل الاجتماعي وإطلاق برنامج منح المشروعات التنموية، بموازنة متزايدة عاما بعد عام بدأت بـ 100 ألف دينار في 2006، ووصلت إلى 330 ألف دينار في 2008، آملين من وراء ذلك تمكين الجمعيات من التحول من نطاق العمل ذي المرود الاجتماعي قصير الأمد إلى العمل التنموي الشامل ذي المردود الدائم طويل الأمد».
إلى ذلك، ألقى رئيس جمعية الشباب الديمقراطي محمد مطر كلمة، أشار فيها إلى أن «السعي في قضايا الشباب والتعبير عنها يتطلب درجة عالية من المسئولية، ويلتزم القدر الكافي من الجرأة والصراحة، وهذا يدفعنا في الجمعية إلى أن نطرح أبرز الهموم والقضايا التي تؤرق الشباب البحريني، وتقف عقبة أمام طريقه ومستقبله».
وأوضح أن «الهموم التي نحملها باسم الشباب هي أزمة البطالة وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية والنفسية على الشباب، إذ تعبر البطالة في البحرين عن واقع غير عادل يتفشى فيه التمييز بمختلف أنواعه، ويسوده الانحياز نحو العمالة الوافدة على حساب العمالة الوطنية، كما تمثل ظاهرة تسريح العمالة الوطنية بحججها المختلفة حالات من التعسف الواضح والبائن».
ونبّه «الجهات المسئولة إلى أهمية معالجة تراكم حالات البطالة الوطنية بما يسهم في توظيف العاطلين برواتب تتناسب مع حجم الغلاء وأبعاد التضخم المستمر في البحرين».
وتابع مطر «لو توقفنا أمام الحالات المتزايدة للتجنيس العشوائي، سنجد أنها تسهم بشكل عظيم في تفاقم إشكالات البطالة والإسكان وضعف الخدمات المدنية، في دولة صغيرة ذات موارد ريعية أكثر منها إنتاجية، ما يربك قادم السنين ويهدد الأجيال المقبلة بأزمات اقتصادية واجتماعية وثقافية، وربما يهددنا المستقبل بتفاقم نزعات العدوانية والعنف لا قدر الله».
وناشد عاهل البلاد «النظر في هذا الملف الخطير برؤيته الحكيمة، بما يخدم وحدة الوطن ويضمن مستقبل أجياله ويحفظ مكوناته وثرواته، ونحن متفائلون بالنظرة السامية لجلالته ومستبشرون بأجمل الأيام التي وعدنا بها».
ورأى أن «كل الملفات المعيشية العالقة كالبطالة والتمييز والتجنيس، كانت أسبابا رئيسية أشعلت الأحداث الأمنية الأخيرة التي شهدتها البحرين، وولَّدت حالات من العدوانية لدى الشباب وخصوصا عندما تمارس الأجهزة الأمنية أساليب العنف الموجه، والعقاب الجماعي من خلال الاستخدام المفرط للقوة».
النيباري: العمل الفردي لن يرتقي إلى مستوى الإنجاز
من جهتها، قالت رئيسة نادي صناع الحياة ميساء النيباري: «نعتبر هذا اليوم انطلاقة جديدة للالتقاء والحوار الذي يمكن من خلاله تحقيق الأهداف التي نرجوها».
وأضافت «ندرك أن العمل بشكل فردي ومهما بلغ الجهد الذي يبذل فيه، فإن نتائجه لن ترقى أبدا إلى مستوى الإنجاز الذي يحققه العمل الجماعي».
وأردفت «فالنجعل تجمعنا هذا كما البذرة التي نغرسها في نفوس طيبة قد شُتت فولدت العنف، سواء بسقي أناس لا يريدون صالح الوطن أو لطاقات لن توظف وتوجه إلى الطريق الصحيح».
الشملان: آن الأوان لنبذ الطائفية والعنف
عن نفسه، أكد رئيس جمعية الشباب والبيئة عيسى الشملان أن جمعيته تولي اهتماما بالغا بالشباب من خلال احتضانهم كأعضاء وتفعيل دورهم من خلال المشاركة في المؤتمرات، والدورات، وورش العمل، والمحاضرات، والندوات التوعوية التي تهدف إلى تمكينهم من الانخراط في سوق العمل بعد تخرجهم في الجامعات».
واعتبر أن «اهتمام جلالة الملك بالشباب وتأكيده لتسهيل جميع متطلباتهم التعليمية والترفيهية والرياضية، هو خير دليل على أن الشباب هم عماد الوطن ورجالات المستقبل، لذلك حان الوقت إلى أن نقف جميعا لتطوير هذا البلد المعطاء من خلال نبذ الطائفية والعنف وزرع المحبة والألفة».
الزياني: اللوم الأكبر موجه لنا كمؤسسات أهلية وحكومية
إلى ذلك، قال رئيس جمعية أطفال وشباب المستقبل صباح الزياني: «ان اختيارنا لقضية الشباب والعنف الاجتماعي يأتي بعد أحداث العنف التي برزت في الساحة الاجتماعية أخيرا، والتي شكل فيها الشباب للأسف العنصر الرئيسي في ظاهرة جديدة على المجتمع البحريني، ظاهرة استنكرها الجميع لأنها لا تعبر عن قيمنا كشعب بحريني أصيل، اعتاد على التعبير عن رأيه بالطرق الحضارية المشروعة، ولكن هل توجيه أصابع الاتهام إلى الشباب ولومهم على هذه الأحداث هو التعامل الصحيح مع هذه الظاهرة؟».
ولفت إلى «أننا كجمعية شبابية تتبنى القضايا الاجتماعية وتضعها على رأس أولوياتها، نعتقد أن الشباب يحملون جزءا مهمّا من اللوم، ولكن اللوم الأكبر موجه إلينا جميعا كمؤسسات أهلية وحكومية، إذ إننا لم نلتفت إلى الأسباب التي أدت إلى هذه الظاهرة منذ البداية».
ونوه إلى أن «هذه الظاهرة جاءت نتيجة لإفرازات الفراغ الاجتماعي والثقافي والاقتصادي، الناتج عن وجود مشكلات البطالة والتعليم والتدريب والغلاء والإسكان، والتي أدت بمجملها إلى الكبت النفسي لدى الشباب، وبالتالي التعبير عن آرائهم بصورة خاطئة، منجرين وراء بعض التيارات الحاقدة والمتعصبة التي تهدف إلى زعزعة الكيان الاجتماعي البحريني».
العدد 2497 - الثلثاء 07 يوليو 2009م الموافق 14 رجب 1430هـ