العدد 108 - الأحد 22 ديسمبر 2002م الموافق 17 شوال 1423هـ

كوريا الشمالية تتخلى عن القفاز النووي لأميركا

أعلنت كوريا الشمالية من قبل خططا لاستئناف العمل في مفاعل نووي منذ عهد الاتحاد السوفياتي الذي تعتقد الاستخبارات المركزية الأميركية انه يستطيع اعداد البلوتونيوم لصنع قنابل نووية.

وقد وصفت وزارة الخارجية في كوريا الشمالية هذا التحول بأنه رد على الحظر بقيادة الولايات المتحدة لإمدادات زيت الوقود عنها.

ووصف المتحدث باسم البيت الأبيض آري فليشر القرار الكوري الشمالي بأنه مؤسف، وقال إنه يتطلب حلا سلميا للتحدي الذي تبديه بيونغيانغ.

وقد جاء الإعلان عقب أزمة مطلع الشهر الجاري بشأن اعتراض الولايات المتحدة سفينة تحمل خمسة عشر صاروخا سكود كوريا شماليا متجهة إلى اليمن. وترغب الولايات المتحدة في وقف الدولة الشريرة عن تزويد أعدائها بأسلحة الدمار الشامل مثل تنظيم القاعدة أو العراق. وقد عبر حلفاؤها في المنطقة عن عدم رضاهم بالإعلان الكوري. إذ اجتمع الرئيس الكوري الجنوبي كيم داي جونغ بأعضاء مجلس أمنه القومي، وعبرت حكومته عن «أسفها العميق وقلقها».

ودعت اليابان إلى رد هادئ، مشيرة إلى انها تعتقد ان كوريا الشمالية ترغب في اتفاق سلمي، ولكن حثت بيونغيانغ على ان تحتفظ بتجميدها مصانع القوة النووية لديها.

وقال محللون: إن الإعلان الكوري الشمالي كان محاولة للضغط على واشنطن للتفاوض على اتفاق نووي جديد، إذ قادها إلى هذا التحول جزئيا الامتعاض من وصف الرئيس بوش إياها بأنها طرف من «محور الشر».

وتعهد البيت الأبيض بأنه لن يرضخ للابتزاز بالتهديد بواسطة دولة ستالينية معزولة تتهاوى نحو السقوط.

وقال مسئول - فضل عدم ذكر اسمه - من كوريا الشمالية، التي تعاني المجاعة وتواجه بردا قارصا مع أزمة حادة في الطاقة: إنها استأنفت عملياتها وإنشاء مرافقها النووية لتوليد الكهرباء. وقال المتحدث: «موقفنا المبدئي هو ان الأزمة النووية في شبة الجزيرة الكورية يجب ان تحل سلميا».

وأضاف: «أما إذا كنا سنقوم بتجميد أنشطتنا النووية مرة أخرى فلذلك أمر متروك للولايات المتحدة».

ولكن التصريحات تم التقاطها بواسطة كوريا الجنوبية واعتبرت تهديدا عالميا باستخدام المصانع في تصنيع بلوتونيوم - الأسلحة المتطورة، والذي يثير أسوأ المخاوف الأميركية.

وإذا كان الكوريون الشماليون يعنون ما يقولون ويعملون وفقا لذلك، فإن ذلك يعني إعادة تشغيل المفاعل النووي (5 ميغاوات) المصمم بواسطة الاتحاد السوفياتي في يونغبيون، يبعد 60 كلم عن العاصمة بيونغيانغ. وكان مجمدا بعد اتفاق العام 1994، الذي أنهى أزمة عام كامل في شبه الجزيرة الكورية وأمكن من تفادي حرب محتملة.

وأشار تقرير عن الأسلحة النووية لدى كوريا الشمالية، قدم حديثا إلى الكونغرس الأميركي إلى ان هذا المصنع يعتقد أنه قادر على توفير 7 كيلوجرامات من البلوتونيوم سنويا، وهي كافية لصنع قنبلة نووية واحدة سنويا. واستنتجت الاستخبارات الأميركية انه بالتأكيد استخدم في صنع قنابل نووية. ويعتقد ان كوريا الشمالية قامت بإغلاق المفاعل لمدة 70 يوما في العام 1989 من أجل نقل قطبان وقود وإعادة تشغيلها في تصنيع بلوتونيوم - أسلحة مطوّرة.. وكان هناك إغلاق آخر للمفاعل في العام 1994، عندما تم نزع ما يقدر بنحو 8000 من القطبان. ويقول الخبراء الغربيون إن هذا الامداد الذي تراقبه الآن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يمكن ان يحول بسهولة لإعداد بلوتونيوم أسلحة مطورة.

وربما يستأنف بناء مفاعلين كبيرين للغرافيت المعدل - 50 و200 ميغاوات - يعتقد الأميركيون ان توافر بلوتونيوم أخيرا كافيا لصنع 30 رأسا حربيا نوويا سنويا.

وقد جاء تحرك بيونغيانغ هذا بعد وقف امدادات زيت الوقود الثقيل عنها التي تعهدت بها واشنطن واليابان وكوريا الجنوبية والاتحاد الأوروبي تحت اتفاق العام 1994 في مقابل تعهد كوريا الشمالية بوقف برنامج أسلحتها النووية المشتبه فيه. وقد قطعت امدادات 500,000 طن من الوقود سنويا بعد ان كشفت الولايات المتحدة ان كوريا الشمالية كانت تشغل برنامجا سريا لليورانيوم المخصب. ويوفر اتفاق اطار العمل للعام 1994 أيضا امداد كوريا الشمالية بمفاعلين ماء خفيف.

وقد تسبب تأخير هذين المفاعلين في احباط بيونغيانغ على الأقل بواسطة الجدل الدائر وسط الاتحاد الذي تقوده الولايات المتحدة بشأن تمويلهما ومضت سنون على موعدهما.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، واجه مساعد وزير الخارجية الأميركي، جيمز كيلي الكوريين الشماليين بدليل على نشاطهم السري. وقد نفوا مبدئيا ذلك الاتهام ولكن أكدوه أخيرا، مضيفين ان لديهم أيضا «أسلحة أكثر فتكا وقوة».

وقال مجلس الاستخبارات للدفاع القومي الأميركي العام الماضي إن لدى الكوريين الشماليين قنبلة نووية واحدة وربما اثنتين، بينما يقدر آخرون سلاحها بأكثر من ست قنابل نووية.

فيل ريفز

خدمة الاندبندنت - خاص بـ «الوسط

العدد 108 - الأحد 22 ديسمبر 2002م الموافق 17 شوال 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً