إن الدول اليوم تتقدم نتيجة التخطيط المسبق لأي أمر من الامور، ونحن نلاحظ بأن دول الدرجة الاولى تضع خططا لموازناتها يبلغ مداها عقودا من السنوات، في شتى المجالات، وهذا ما ساهم في تقدمها علينا، وكما هو الحال في مملكتنا تطالعنا الصحف يوما بعد آخر عن موازنات رصدت لهذا او ذاك، ولا اعتقد بأن مثل هذه الامور تأتي عشوائية بل نتيجة دراسة وتخطيط على أعلى المستويات بناء على متطلبات واحتياجات المواطنين، أما إذا اتينا لإنسان هذا الوطن يا وزارة الاسكان - وصبرا علي - فانه يضع موازنة عادة ما تكون فاشلة، لأن مصاريف الحياة اليومية لا ترحم، ودائما يأتي ربع أو نصف الشهر وموازنة المغلوب على أمره قد اصابها الافلاس، وهذا هو الحال وأنتم أعلم به منا. نأتي اليكم - بارك الله فيكم - نراجع طلباتنا لديكم فيقابلنا الموظف فيؤكد لنا بأننا من دفعة 99 ممن يستحقون صرف القرض لهم هذا العام وذلك بناء على التوجهات بتسريع أمور المواطنين وان الاسماء على اللائحة المقرر اعلانها في ديسمبر/ كانون الاول المقبل، يركض المواطن هنا وهناك ونحن منهم ليجد بيتا لم يكتمل أو اكتمل ويدفع العربون ويؤكد لصاحبه بأن القرض آتٍ لا محالة في شهر الخيرات (ديسمبر)، ولأننا نخاف الوعود فدائما نراجع ويكون الحواب: إن شاء الله، ويقترب الموعد ونتيجة التغيير الوزاري تتغير اللهجة: لا نعلم، لم ترصد الموازنة بعد. لم تعتمد. بالله عليكم هذا كلام، والعربون... ولأننا على أمل نكذب انفسنا: لا أكيد مفاجأة ديسمبر، ويكون العيد عيدين هذ العام، ونحن في انتظار، ويأتي اليوم الموعود ونكون أول من ذهب لشراء الصحف ذاك الصباح نتفقد الاسم ضمن اللائحة ونعتقد بأنه سقط سهوا نتناول الصحيفة الشقيقة فلا نجد الاسم نقرأ بداية اللائحة: صرف للطلبات حتى ديسمبر 98م (إذن هذا مقصود) مساكين الاطفال كل منهم اختار لون غرفته، طار العربون، طار الحلم في بيت مستقل، والتجهيزات، وتأكيد الموظفين كلها افكار واكثر منها عصفت بفكري حينها، افكار تطحن رأس المواطن من الدرجة الثالثة حتى الخامسة، نعم ليس مسموحا لهذه الدرجات من المواطنين ان تحلم أو أن تخطط يا وزارة الاسكان، لماذا كل هذا؟ لماذا لا يترك لنا المجال حتى ان نخطط. نحن من ذوي الدخل المحدود، وانتم تعلمون بأننا نقترض من اجل كل شيء من اجل ان نأكل ونلبس ونركب سيارة ونسكن، ونكمل ثمن البيت، وندفع العربون، حتى من اجل ان نأخذ اطفالنا إلى حديقة بها ألعاب، لماذا لا تعطونا كلاما محددا، لماذا لا تعطونا حلما صادقا، إلى متى هذا التخبط؟ اتسمح موازناتنا بكل هذا؟ وأنتم وزارة. اني اناشد وزير الاسكان فهمي الجودر - وانا على علم بأنه لا يرتضي مثل هذه الامور فنظيره قليل (وهذا الكلام ليس مجاملة أو دهن سير) بل هي حقيقة بالارقام والافعال، وهو يتولى وزارة الاسكان - ان يعالج هذه الامور التخبطية، وأقسم بأني لم اتناول هذه القضية لأني اريد حلا شخصيا أو واوا تدخل من حيث لا نحتسب بل حلا عادلا للجميع. حلا يشرف مملكتنا وهي تعيش كل هذه الانجازات.
بدرية علي صويلح
دفعة 9
العدد 110 - الثلثاء 24 ديسمبر 2002م الموافق 19 شوال 1423هـ