أود بكل حزن وألم عميقين ومن دون تصعيد للموقف أن أقول لكم إن حال الأمة الإسلامية قوي جدا بعزتها وكرامتها، ولا نسمح أبدا بأن تمس هذه الكرامة من أية جهة كانت بفضل القوة التلاحمية التي هي عليه اليوم. فاليوم، تخرج المسيرات الإسلامية والعربية والأوروبية في أكثر دول العالم مشاركة المقاومة والانتفاضة الفلسطينية، ومعبرة عن التحرر من الخوف والإرهاب الأميركي، وينبغي أن يكون البحرينيون فخورين بمواقفهم وبمراجعهم وعلمائهم وبشبابهم الباسل من أجل ضمان رفعة وشرف الأمة العالية بوصف القرآن الكريم.
إننا فخورون بأن أميركا اضطربت، وأن «إسرائيل» انكشفت للعالم الغربي الذي طالما وقف بجانبها وبجانب مصالحها في الدول العربية، وبأن «إسرائيل» (بيت العنكبوت) تلبّسها الخوف إلى الأبد، وأن رمز الحضارة الإسلامية وهو العزة والكرامة عاد إلى الحياة العربية والإسلامية، والبحرينيون سعداء بشهدائهم، لكن ينبغي على البحرينيين عدم التعرض للمحلات التجارية والاقتصار على الغضب السلمي الذي يسجل موقفا إيجابيا من الاحتجاج على سقوط الشهداء وأن ينقحوا الهتافات لكي تتماشى مع ما يدعو إليه العلماء ومنظمو المسيرات وأن يربوا الشباب الرسالي على الإرادة والكرامة الرافضة للظلم وأن يعلنوا النصرة للضعفاء وأن يشاركوا في القضايا المصيرية للأمة فكريا وسلوكيا وشعوريا.
وكم هو فرق واضح بين أن نحمي حريات وحضارة الأميركان التي تريد أن تفرض معتقداتها على عالمنا الجائع، وترمي إلى زرع حال الفوضى في دولنا العربية والإسلامية مقابل محاربة الإسلاميين والضغط على روح المبادرة والعمل الجاد وأعمال الخير، وبحسب رأيي فإن المؤمنين ينبغي أن يكونوا فعالين وألا يكتفوا بمشاهدة القنوات التي تبث لقطات من الجهاد والمسيرات في التلفزيون. بل ينبغي تفعيل مقاطعة البضائع الأميركية، ولن يجبرنا رئيس أميركي على شراء بضائعه، وهذا الوضع سيخفف من الاعتداء الإسرائيلي ويوقف القذائف من الدبابات العسكرية على الشعب الأبي.
وينبغي أن تكون أهداف الشهداء في ضمير المؤمنين الجادين وأن تكون عزيمتهم قادرة على الدفاع عن حريتنا وحضارتنا وهويتنا الإسلامية وأن تكون قيمهم محافظة في المجتمع، متلاقية في المشاركة الجماهيرية، وأن يقيموا المسيرات المستمرة على أسس سليمة ومنظمة وذات أهداف محددة لأنها من وجوه الكرامة ولا نجعل العاطفة وحدها هي التي تسيِّرنا بل العقل والموقف الشرعي، لأننا لسنا إرهابيين، الإرهابي شارون.
حسن جعفر كاظم
العدد 110 - الثلثاء 24 ديسمبر 2002م الموافق 19 شوال 1423هـ