استشهد أمس ثلاثة فلسطينيين بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي في نابلس وجنين وغزة، في وقت أكد فيه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أن الشعب الفلسطيني سيبقى صامدا حتى أخر الطريق ولن يستطيع أحد هزيمته رغم استمرار الإجرام الإسرائيلي بحقه.
وندد عرفات في تصريحات للصحافيين بعد استقباله سيرجي باسكوف، ممثل روسيا لدى السلطة الوطنية، في مقره المدمر في رام الله، بالجرائم الإسرائيلية المستمرة ضد الفلسطينيين ليل نهار.
وتحدث عرفات عن «إسرائيل» من خلال إجراءاتها في منع للمصلين والمؤمنين من الوصول إلى مدينة القدس للصلاة في كنيسة القيامة أو الحرم الشريف، والمساس بحرية العبادة، مشيرا إلى أنه لا يسمح سوى للأشخاص الذين هم أكثر من 50 عاما سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، وحذر من خطورة استمرار تلك المخططات، خصوصا ما يحدث الآن من تهويد خطير في مدينة الخليل، وإعادة احتلال بيت لحم.
وعلى الصعيد الميداني أعلنت مصادر طبية في مدينة نابلس، عن استشهاد الشاب جمال زهير زبارة )20 عاما( بعد إصابته برصاصة في الرأس، وإصابة مواطنين آخرين بجراح متوسطة.
وحسب شهود عيان فإن القوات الاسرائيلية الموجودة في شارع حطين وسط المدينة فتحت نيرانها على مجموعة من الشباب الفلسطيني أدت إلى إصابة الشاب زبارة في رأسه، حيث ادعت مصادر اسرائيلية ان مجموعة من الشبان الفلسطينيين أطلقت مجموعة من القنابل الحارقة باتجاه سيارة عسكرية إسرائيلية في شارع حطين اطلقت بعدها القوات الاسرائيلية النار باتجاه المجموعة الفلسطينية ما ادى الى مقتل احدهم واصابة آخرين.
وفي جنين قال ناطق بلسان الجيش الإسرائيلي ان وحدة من قواته قتلت قرب مستوطنة كديم، فلسطينيا، زعم الجيش انه اصطدم عمدا بسيارة جيب عسكرية وتسبب بانقلابها، ثم هاجم الجنود، فأطلقوا عليه النار.
وكانت مصادر أمنية في قطاع غزة قد أفادت، ان فلسطينيا استشهد بالقرب من معبر كارني، بنيران دبابة إسرائيلية، زعم طاقمها ان الشاب حاول التسلل إلى إسرائيلي وان الفلسطيني اطلق النيران على الدبابة في منطقة كيبوتس باري، فرد طاقم الدبابة على النيران وقتل الفلسطيني.
وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية ان جنودا إسرائيل قتلوا عاصم مسعد «37 عاما» مدرس في قرية فقوعة التي تبعد حوالي عشرة كيلومترات شمال شرق جنين، بالقرب من جنين في شمال الضفة الغربية بعدما صدم بسيارته الالية التي كانوا يستقلونها. ووقع الحادث على مشارف مستوطنة غانيم اليهودية على بعد ثلاثة كيلومترات تقريبا شرق جنين.
وتبنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، في بيان لها محاولة الهجوم هذه من قطاع غزة. وقد نفذها ابراهيم فرج «20 عاما» من مخيم النصيرات للاجئين في جنوب مدينة غزة، كما جاء في البيان.
وكانت مصادر أمنية في قطاع غزة قد أفادت، ان فلسطينيا استشهد بالقرب من معبر كارني، بنيران دبابة إسرائيلية، زعم طاقمها ان الشاب حاول التسلل إلى «إسرائيل»، وقال الجيش الإسرائيلي ان الفلسطيني أطلق النيران على الدبابة التي كانت تقوم بدورية في منطقة كيبوتس باري، فرد طاقم الدبابة على النيران وقتل الفلسطيني.
ومن ناحية أخرى، قالت مصادر فلسطينية وشهود عيان أن الجيش الإسرائيلي هدم منزلي منفذي عملية مستوطنة عوتنيئيل القريبة من مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية.
وذكر الشهود أن الجنود فرضوا حظر التجول على بلدة دورا جنوب المدينة وهدموا منزلي محمد شاهين وأحمد عايد الفقيه في البلدة، مستخدمين المتفجرات والجرافات.
وكان شاهين والفقيه قد قتلا مساء يوم الجمعة الماضي إثر اشتباك مع الجنود الإسرائيليين بعد أن تمكنا من التسلل إلى المستوطنة حيث قتلا أربعة إسرائيليين وأصابا عددا آخر بجروح.
في هذه الأثناء، قالت مصادر فلسطينية وإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي اعتقل منذ ليل أمس الأول أكثر من 17 فلسطينيا في طولكرم ونابلس، من بينهم ثلاثة نشطاء ينتمون للجهاد الإسلامي في بلدة دورا.
وفي بيت لحم هدمت جرافات الاحتلال سبعة محلات تجارية مختلفة، ومعملا للطوب في قرية حوسان وتقع في المنطقة الصناعية، وهي ورش صناعية وميكانيكية، ومحلات لبيع مواد البناء والطوب، بحيث كانت قد هدمت كذلك منزل يعود لعبد الفتاح إبراهيم القيسي في قرية بتيرغربي بيت لحم، المكون من طابقين، تم إخطار ضياء القيسي بهدم منزله المكون من طابق واحد، إضافة لتدمير مزرعة لمحمود أبو طربوش، في منطقة الشرفا المحاذية لمنطقة الخمار.
يذكر ان تلك القوات صادرت في وقت سابق من امس مزيدا من الأراضي لصالح الطرق الإلتفافية، وما يسمى بالجدار الأمني الفاصل، والتي تعود لحنا حنظل، وتقدر مساحتها بعشرة دونمات، وتقع خلف «مستشفى الكاريتاس للأطفال» المحاذي للمدخل الشمالي لمدينة بيت لحم.
وفي نابلس داهمت قوات الاحتلال منازلا في قرية زواتا، بعد ان توغلت هناك ونشرت الخوف والرعب في صفوف المواطنين.
وفي طولكرم استقدمت سلطات الاحتلال عددا من الجرافانات إلى مستوطنة 'أفني حيفتس' المقامة على أراضي قرى شوفة وكفر البلد جنوب شرق طولكرم لاستيعاب مستوطنين من القادمين الجدد رغم وجود أعداد كبيرة من الوحدات السكنية خالية في المستوطنة.
وفي غزة شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عمليات تفتيش وتدقيق واسعة في هوية المواطنين، الذين كانوا في طريقهم إلى أماكن أعمالهم في غزة، بعد أن أغلقت طريق صلاح الدين في خانيونس.
وذكرت مديرية الأمن العام الفلسطينية في غزة، ان جنود الاحتلال المتمركزين على حاجز المطاحن العسكري، أغلقوا الطريق بشكل مفاجئ واحتجزوا مجموعة من المركبات العمومية وأخضعوها للتفتيش، بعد أن أجبروا ركابها على الترجل منها والتدقيق في هوياتهم. وقال شهود عيان ان الجنود الإسرائيليين قتلوا صبيا فلسطينيا في الحادية عشرة من عمره في مدينة طولكرم بالضفة الغربية أمس الأول وهو ثاني طفل يقتل برصاص الإسرائيليين في يومين.
وقال شهود ان الصبي عبد الكريم سلامة «11 عاما» أصيب بالرصاص في رأسه اثناء عودته لمنزله من المدرسة على بعد نحو 500 متر من حشد كان يرشق الجنود بالحجارة. وقالوا ان صبيا آخر أصيب
العدد 116 - الإثنين 30 ديسمبر 2002م الموافق 25 شوال 1423هـ