العدد 2189 - الثلثاء 02 سبتمبر 2008م الموافق 01 رمضان 1429هـ

معلمون قدامى يسألون عن حقهم في الترقيات

عندما نشير إلى قضية تربوية واقعية ونذكر تداعياتها النفسية والمعنوية والمادية على مختلف المستويات، كنا نرجو من وراء ذلك أن تبحث وزارة التربية والتعليم - الجهة الحريصة على تطور التعليم في كل زواياه - عن حلول لتلك القضايا التربوية والتعليمية جديا، ولا نتصور إطلاقا التغافل عنها أو تجاهلها أو التسويف في حلها!

على سبيل المثال لا الحصر، قضية تقلق عددا من المعلمين والمعلمات القدامى الذين تجاوزوا 30 سنة متواصلة في مهنة التعليم وتوقفت ترقياتهم وأوقفت درجاتهم أكثر من سنتين وقد تصل إلى أربع سنوات عند البعض، وليس هناك بصيص أمل في تحسين وضعهم المهني في المستقبل القريب! يعلمون أن ترقياتهم لن تغير كثيرا في وضعهم المادي بشكل كبير، ولكن ما يصبون إليه هو تغيير وضعهم النفسي والمعنوي بالدرجة الأولى، ويقولون إنهم يتألمون كثيرا عندما يرون أنفسهم لا يقدّرون مهنيا من وزارة التربية والتعليم بالصورة التي يستحقونها، ولا تحاول الوزارة تغيير موقعهم المهني على رغم ما يبذلونه من جهود كبيرة في عملهم طوال السنوات التي قضوها في التعليم.

تثبيتهم على درجة وظيفية معينة سنوات طويلة بهذه الصورة لا يخدم التعليم بكل المقاييس التربوية والتعليمية شئنا ذلك أو أبينا، ولا نعتقد أن هذا المسألة يتحملها ديوان الخدمة المدنية، لأن الديوان كما نعلم يتسلم توصيات من وزارات مختلفة في هذا الشأن أو ذاك، وبدوره يقوم بدراستها ومناقشتها مع الجهة المقدمة لهذا الطلب أو ذاك، وفي حالات كثيرة يتم التوصل إلى نتائج جيدة إذا ما كانت المبررات الإنسانية والمهنية منطقية أولا، وإذا ما ألحت الوزارة على تلبية طلبها ثانيا. أما إذا لم تعرض وزارة التربية والتعليم القضية أو عرضتها ولكنها لم تعط المبررات الكافية لحل هذه القضية أو تلك، ولم تسع أساسا لحلها، فمؤكدا ستبقى القضايا تراوح مكانها من دون حل، ويبقى أصحاب تلك القضايا يعانون نفسيا ومعنويا وماديا سنوات كثيرة.

نحن لا نتكلم عن رقم كبير من المعلمين الذين يعانون من هذه القضية التي أشرنا إليها، وإنما من نتحدث عنهم يعدون بالعشرات ليس إلا، ولهذا نقول حل مشكلتهم لا يحتاج إلى موازنة كبيرة، وأكثر من كل هذا وذاك أنهم على مشارف الانتقال إلى مرحلة التقاعد بعد أقل من خمس سنوات، وهذا يعني الكثير بالنسبة إلى هؤلاء، وهم بانتظار تغيير وضعهم المهني في أقرب وقت ممكن، وهذا المطلب ليس عسيرا ولا مستحيلا، وإنما هو من المطالب البسيطة جدا التي لا تحتاج إلى عناء كبير. نسأل الله عز وجل أن يوفق وزارة التربية والتعليم في حل هذه القضية التي سيكون لها مردود ايجابي على نفسيات هذه الفئة.

سلمان سالم

العدد 2189 - الثلثاء 02 سبتمبر 2008م الموافق 01 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً