أدى آصف علي زرداري الرئيس الجديد لباكستان المثير للجدل أمس (الثلثاء) اليمين الدستورية في وقت يتصاعد فيه عنف الإسلاميين في هذا البلد الذي يواجه ضغوطا من الولايات المتحدة التي زادت من هجماتها ضد «القاعدة» و»طالبان» على أراضيه.
ويخلف زرداري الرئيس السابق برويز مشرف الذي اضطر للاستقالة قبل ثلاثة أسابيع اثر تهديدات الائتلاف الحكومي الجديد الذي تشكل اثر الانتخابات التشريعية في 18 فبراير/ شباط بإطلاق إجراءات إقالة بحقه.
وزرداري الشخصية المثيرة للجدل لا يحظى بتأييد شعبي في بلاده، ويبقى رمزا للفساد في ظل حكومتي زوجته في التسعينيات على رغم أن القضاء تخلى في الآونة الأخيرة عن كل الملاحقات ضده.
لكن التحديات التي يتوجب عليه أن يواجهها كبرى حيث انه سيترأس دولة تواجه وضعا اقتصاديا وسياسيا وعسكريا فوضويا: فالمعارك تشتد بين الجيش والإسلاميين المقربين من «القاعدة» في المناطق القبلية بشمال غرب البلاد، ويرد الإسلاميون عبر تكثيف حملة لا سابق لها من العمليات الانتحارية التي أوقعت نحو 1200 قتيل خلال عام وشهرين.
وبالإضافة إلى ذلك فإن واشنطن التي تعتبر باكستان منذ سبتمبر/ أيلول 2001 حليفا رئيسيا في «الحرب على الإرهاب»، تبدي بشكل متزايد نفاد صبرها إزاء إسلام أباد متهمة إياها بالضعف في المناطق القبلية على الحدود مع أفغانستان حيث يعتبر الأميركيون أن عناصر «القاعدة» و»طالبان» أعادوا تشكيل قواعدهم الخلفية.
وكثفت الولايات المتحدة، ابرز جهة مانحة للمساعدات لباكستان، في الأشهر الماضية إطلاق الصواريخ على المناطق القبلية مستهدفة «القاعدة» لكن بدون التمكن من تجنب سقوط العديد من المدنيين. وفي هذه الحالة يواجه زرداري وضعا صعبا.
وفي تطور متصل، أعلن مسئولون أن قوات باكستانية مدعومة بدبابات قامت الثلثاء بقتل سبعة من عناصر «طالبان» على الأقل في منطقة قبلية على الحدود مع أفغانستان.
وأوضحوا أن القوات الباكستانية تواجهت مع المقاتلين في قرية تانغ كاكا في منطقة باجور القبلية بعد تقدمها نحو معقلهم في لوي سام حيث احتلوا مباني حكومية رئيسية لمدة أشهر.
وقال مسئول في الإدارة المحلية إن «سبعة من عناصر طالبان قتلوا في اشتباك مع القوات الأمنية». وأكدت مصادر عسكرية هذه الحصيلة قائلة إن القوات الباكستانية استعادت السيطرة على مناطق في خار، ابرز مدينة في منطقة باجور القبلية.
العدد 2196 - الثلثاء 09 سبتمبر 2008م الموافق 08 رمضان 1429هـ