كثيرا ما كنت أُحمّل المرأة بشكل عام مسئولية نجاح أو فشل الرجل، كنت دائما أقول :»مجتمعنا مجتمع أنثوي ، الأنثى هي التي تؤثر على قرارات الرجل؛ أي كانت صلة قرابتها به «فالأم تؤثر بالدرجة الأولى على أبنائها؛ لأن الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق وكذلك بالنسبة للزوجة أو البنت أو الأخت أو حتى الزميلة للرجل في العمل، و أصدق المثل القائل « وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة «أي كانت تلك المرأة !
المرأة الذكية تستطيع أنْ تأخذ حقها وزيادة إذا تعاملت مع الأمور بشكل عقلائي بعيد عن العصبية أو التهوّر، المرأة الذكية ناجحة أوّلا في بيتها، ثانيا في مجتمعها وبين أهلها أو في العمل !
حتى عندما قرأت عن قانون الأحوال الشخصية وسمعت عنه كثيرا قلتها «المرأة المظلومة ليست بحاجه لقانون لتأخذ حقها من الرجل «هي ببساطة بحاجة الى معرفة كيفية توظيف ذكائها الاجتماعي وفق احترام المبادئ الاسلامية الإنسانية السامية، حينها سنكون من أكثر الشعوب تقدما « ، وستحصل على حقوقها المشروعة والقانونية ،لأنه لا الشرع الذي يعتمد على ظواهر الأمور ولا القانون المكتوب على ورق يستطيعان حل مشاكل عالقة بسبب أم متسلطة ، أو زوجة متفرعنة ، أو أخت أنانية أو موظفة متملقة ... أو ... أو ...أثروا سلبا على رجل ظلم امرأة اعتقد بأنها أضعف منه لكنها ليست كذلك إذا ما فكرت مليا بما لها وما عليها ، والتزمت بشريعه ربها أيٌ كانت الظروف قاسية ومؤلمة .
أوّل مرة في حياتي أقولها ... «مساكين يانسوان «لمّا قرأت خبرا في الصحافة مفاده أن ّ العاطلين عن العمل لا يتعدون حاليا 4 آلاف شخص، 90 في المئة منهم نساء، قلت في نفسي : «إذا ليس هناك من ضروره للبحث عن عمل ، وليس هناك ضروره للدراسة أصلا «خلنا نطلع بناتنا من الجامعات والمعاهد ،وما في داعي لكلّ هالدورات التي تنظمها وزارة العمل (مشكورة ) من أجل التخفيف من نسبة البطالة!
أقترح على النساء العاطلات عن العمل أنْ يسحبن طلباتهن من وزارة العمل ويقعدن في بيوتهن «يقابلن عيالهن «وينسين فكرة «الشغل «فمن خلال تجربتي الشخصية طوال الأعوام الماضية وجدت أنه من النادر الحصول على وظائف تناسب «المرأة «التي تبحث عن وظيفة من أجل تعديل الوضع المادي، فالمقدمة على طلب وظيفة في ديوان الخدمة المدنية يجب أن ننتظر أكثر من عشر سنوات «كل سنتين تجدد الطلب ومع ذلك فليست هناك ...شواغر !والقطاع الخاص يريدون موظفة بدوامين من أجل استجلاب عمالة أجنبية أو تجديد إقامتهم والمرأة أنسب لمثل هذه الامور كم يوم ويسرحونها من العمل !حينها لن تجد من وزارة العمل أيّ دفاع عن أبسط حقوقها؛ لأن ذلك ليس من اختصاصهم -أتكلّم وفق تجربة شخصية مررت بها -لهذا لا يحق لأحد التشكيك في صحّة ما أقول ، أضف الى ذلك أنّ هناك نساء يعملنَ من الساعة الثامنة صباحا وحتى الخامسة عصرا ، ناهيك عن زحمة الشوارع !متى ستصل تلك الأم الى البيت لتذاكر دروس أبنائها وتقوم بواجباتها المنزلية ؟ متى ؟ متى ؟ متى ؟ ...لتبدأ يوما شاقا آخر.. وغيرها من يعملن بنظام النوبات ، ومع ذلك فمازالت هناك امرأة بحرينية تعمل بتلك الوظائف التعجيزية !
أعزائي...المرأة الأم ، والمرأة الزوجة بحاجة لوظيفة ، في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها المواطن البحريني، الوظيفة التي تكفل لها كرامتها وإنسانيتها وعفتها ، حتى في الدول الأوروبية لا يهينون المرأة كما تُهان هنا، هناك وظائف النظام الجزئي وبرواتب جدا معقولة ، أذكر أن إحدى الصديقات تحدثت عن الحياة هناك صحيح صعبة لكنهم يقدرون الأم ، يراعون أمومتها ، قبل أن تقارنوا بيننا وبينهم ، وقبل أنْ تقلدوا التقليد الأعمى ، انظروا الامتيازات التي يتمتع بها المواطن هناك وبين الإهانات والتحقير والإذلال الذي نتمتع به هنا من أجل الحصول على وظيفه قد لا تكون مناسبة ، لكننا نجبر أنفسنا على تحملها ، ومع ذلك فلا نجد من يقدر ذلك ، أرجو أن تصل رسالتي كما هي من غير تحريف .
منيرة ربيع
العدد 2198 - الخميس 11 سبتمبر 2008م الموافق 10 رمضان 1429هـ