العدد 2135 - الخميس 10 يوليو 2008م الموافق 06 رجب 1429هـ

العنف ضد الرجل... عنفٌ أسريّ من نوعٍ آخر

رجال فوق صفيح ساخن

ما أكثر الأصوات المنددة بالعنف ضد النساء، والمطالبة بحقوق المرأة والمساواة! أصوات دقت ناقوس الخطر جراء العنف الممارس على النساء من قبل الرجال، وعلى العكس من ذلك الكثير يغفل العنف ضد الرجل، عنفا قد يكون في حالات استثنائية، غير أن وجوده لا يمكن إنكاره، عنفا تعددت أشكاله وألوانه. فلا نسمع ولا نرى ولو شعارا واحدا يطالب بحقوق الزوج، وليست هناك أي جمعية ذكورية بشأن ذلك، على رغم معانة الكثير من الأزواج جراء سوء معاملة الزوجة لهم وحرمانهم الكثير من الحقوق المشروعة.

منعم أحمد (متزوج) يرى أن «ظاهرة الرجل المُعَنَّف بدأت الانتشار في مجتمعاتنا بكثرة، وقد يعود ذلك إلى خروج المرأة للعمل وتفوقها على الرجل على الصعيد المادي والعلمي؛ مما يجعلها أكثر ثقة وسلطة، وبذلك تفرض سيطرتها على الرجل»، وبحسب منعم فإن الحل للحد من هذه الظاهرة يكون بإعداد برامج لإعادة تأهيل سلوك المرأة وتقويمه، ويشير إلى أن «العنف اللفظي أو النفسي الذي تمارسه الزوجة أشد وطئا من العنف الجسدي، فالكلمات التي تتفوه بها الزوجة قد تكون أكثر حدة من السيف على النفس، ولا يمكن نسيانها مع مرور الوقت».

من وأد البنات إلى وأد الرجال

من جهته، يوافق جعفر ملا عطية (متزوج) الرأي الذاهب إلى وجود ظاهرة العنف ضد الرجال، ويضيف أن «سبب هذه الظاهرة هو التأثر بالغرب، فقد كان الغرب يستهدفون مجتمعاتنا من خلال الحلقة الأضعف وهي المرأة لرقتها وبساطتها، فزعموا أن المرأة منقوصة الحقوق، على رغم أن الإسلام كفل لها جميع حقوقها، فعمدوا إلى تأنيث المجتمعات الإسلامية لتصبح لقمة سائغة لهم، فأصبحت مجتمعاتنا تبالغ في الدفاع عن المرأة واتهام الرجال بالجور والعنف وتهميش المرأة، مما سبب ردة فعل للمرأة ترجمتها لعنف ضد الرجل، وبذلك منحت المرأة الإمكانات للسيطرة على الرجل والوقوف في وجهه. فخرجت المرأة للعمل مفضلة ذلك على الزوج والمنزل، فقد أصبح العمل هو الضمان وليس الزوج، وأصبح الرجل اليوم هو من يعاني من تسلط المرأة وسوء معاملتها والدليل على ذلك قول الرسول (ص): (سيأتي زمانٌ على أمتي خير للرجل ألا يتأهل)، ليتحول بنا الحال من وأد البنات قديما إلى وأد الرجال حديثا».

الرجل هو الملام الأول

«إن ظاهرة العنف ضد الرجل حديثة على مجتمعاتنا العربية، وبذلك فهي غير منتشرة بشكل كبير». هذا ما شاركنا به الحديث حسن الأسود (أعزب)، ويرى الأسود أن سبب هذه الظاهرة هو غياب التفاهم والاحترام بين الطرفين، ويلقي اللوم على الرجل لأنه يجب أن يكون قواما على المرأة وأن المرأة لا تلام على قوة الشخصية ففي ذلك إيجابية تحسب لها.

ويلقي الأسود اللوم على المجتمع أيضا، باعتبار أن المجتمع ينظر للرجل المعنف نظرة استهزاء واستخفاف، بدلا من أن ينظر للظاهرة نظرة إصلاح وتقويم.

وتشارك سهيلاء الخباز (متزوجة) حسن الأسود في إلقاء اللوم على الرجل، فهي ترى أن الرجل اليوم عندما يقدم على الزواج لا يضع في اعتباره سوى الجمال ويستثني الأخلاق، وبذلك قد يقع في شرك امرأة سيئة قد يعاني الأمرين من سوء معاملتها، وتضيف أن «المشكلات والضغوط التي تتعرض لها المرأة جراء مسئوليتها الكبيرة في إدارة المنزل أحد أسباب هذه الظاهرة، فقد تصب الزوجة جام غضبها على الرجل متنفسا لها».

المُعَنَّف يميل إلى التكتم والتستر

«الرجل المُعَنَّف يميل دائما إلى التكتم والتستر على ما يتعرض له من إساءة سواء لفظية أو جسدية، وذلك حفاظا على ماء الوجه، لما يسببه ذلك من جرح لرجولته وكبريائه، ولئلا تهتز صورته أمام المجتمع المحيط به». هذا ما شاركتنا به ولاء السيد (متزوجة)، وترى ولاء أن أسباب هذه الظاهرة تتركز في سببين رئيسيين هما قلة دخل الرجل الذي لا يلبي احتياجات المرأة مما يدفع المرأة إلى أن تنزع إلى العنف، والسبب الآخر هو استخفاف المرأة بالرجل نتيجة لمشكلات تتعلق بالضعف الجنسي، وبذلك يكون الرجل في موقف الضعيف في المعادلة.

القانون أحد الحلول

من جهتها، أكدت المحامية فاطمة الحواج أن القانون كفل حقوق الرجل والمرأة على حد سواء فكلاهما يعاقب في حال العنف الجسدي (الضرب)، أو في حال الإساءة النفسية (الشتم والقذف)، ويعاقب القانون على ذلك إما بالغرامة وإما بالحبس في بعض الأوقات.

ولكن ترى الحواج أن المشكلة تكمن في نزعة الرجل إلى التكتم وعدم اللجوء إلى القانون، إلا في حالات نادرة وبسيطة، وتضيف الحواج أن «المرأة دائما تتوجه بالإساءة اللفظية للرجل أكثر من الإساءة الجسدية، وذلك للاختلاف الكبير بينهما في البنية الجسدية والتركيبة الفسيولوجية، وأن أحد أكبر الأسباب التي تدفع المرأة إلى العنف هو رد الإساءة التي قد تتعرض لها من الرجل».

وتؤكد الحواج أن هذه الظاهرة تستلزم حلولا جذرية تتمثل في التربية والتنشئة الصحيحتين، فلابد أن ينشأ الأفراد على أساس صحيح وسليم، فلا يجب أن يكون الأب عنيفا وغليظا في التعامل، ولا أن تكون المرأة سبّابة أو شتّامة، فيربى الأولاد على تقمص شخصية أحدهما.

حلول جذرية لهذه الظاهرة

ويؤيد الاختصاصي التربوي حسن الديهي أن هذه الظاهرة تتطلب حلولا جذرية، ويضيف حسن إلى ما قدمت الحوّاج من حلول أن «هذه الظاهرة تتطلب عمل دراسات وبحوث علمية تتناولها والبحث عن حلول موضوعية لها، مثل وضع مناهج تربوية تتناول موضوع الزواج الذي يقوم على مبدأ التكافؤ بمختلف وجوهه مثل العمر والمستوى الثقافي والاجتماعي».

وعبّر الديهي عن مدى خطورة هذه الظاهرة على الزوجين وليس على الرجل فقط، فقد تؤدي هذه الظاهرة إلى عدم الاحترام بين الزوجين، وانعدام تقدير الذات لدى الزوج بشكل كبير، وعدم الاستقرار العاطفي، مما ينتج كراهية متبادلة بينهما ومحاولة التخلص من الآخر عن طريق الانفصال.

شر المرأة السوء

أما الشيخ عبدالمحسن الجمري فقد استهل الحوار بحديث الرسول (ص): «أعوذ بك من امرأة تشيبني قبل مشيبي»، وحديث الرسول(ص) أيضا: «شر المرأة السوء»، وقد ابتدأ الجمري بهذين الحديثين ليدلل على أن أحد أكبر أسباب عنف المرأة هو سوء خلقها، أما السبب الآخر فقد يرجع إلى تخلي الزوج عن إدارة الحياة الزوجية، إذ قال تعالى: «الرجال قوامون على النساء» (النساء: 34)، فعندما تسير الحياة بعكس ما هو طبيعي يسبب ذلك تمادي الطرف الآخر ومن ثم التطاول إلى أن يؤدي الأمر إلى اضطهاد الزوج من قبل زوجته.

ويضيف الجمري أن «أهم المقترحات للحد من هذه الظاهرة أن تكون لدى الزوجين معرفة بالزواج قبل الإقدام عليه، عن طريق الدورات التعليمية من أجل التعرف إلى طبيعة الرجل من قبل المرأة والتعرف إلى متغيرات المرأة من قبل الرجل؛ لأن للمرأة حالات لا يفهمها ولا يعرفها الرجل العادي فيتعامل معها بنسق معين فيرتطم بتلك الحالات».

ويرى الجمري أن هناك تعتيما على ارتفاع نسبة العنف ضد الأزواج، ويرجع ذلك إلى عدم وجود جمعيات تعنى بشئون الأزواج وتحمي صلاحياتهم وحقوقهم بالإضافة إلى ذلك استحياء الرجال من إعلان مظلوميتهم من زوجاتهم بسبب العرف السائد عن المجتمع من اعتبار ذلك نقصا في الرجولة.

ولا يعني معارضة الجميع للعنف ضد الرجل بكل أشكاله وأنواعه موافقتَهم على العنف ضد المرأة، فالكل يتشارك في رفع الأصوات: لا للعنف ضد الرجل... ولا للعنف ضد المرأة.

العدد 2135 - الخميس 10 يوليو 2008م الموافق 06 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 4:47 م

      نعم لقد تعالت اصوات المنادين بحقوق المرأة وكونها مظلومة وما هي الا هجمة شرسة من الغرب لتشويه صورة الرجل ولاجل جعل المراة هي السيد والسلطان على الرجل في زمن الفوضى العارمة التي نشهدها لا اريد ان اطيل فشكرا لكم وجزاكم الله خير
      السيد احمد يونس ال مبارك العباسي باحث اجتماعي من العراق سامرا

    • زائر 1 | 8:17 م

      واحد حرم نفسه عشان كلبه

      انا واحد من دول شتيمة وقلة ادب ورفع شبشب وعارفين المشكلة ايه انها حافظة قرآن ربنا كله وبيتصلي قيام اليل
      تقدرول تفهموني ده ايه
      يا ستات
      الله يلعن الستات وابو الستات وام الستات اللي كدا لعنة تنزل عليهم تسخطهم وتخليهم مسخ

اقرأ ايضاً