تحدث خطيب جامع عالي الكبير الشيخ ناصر العصفور في خطبته أمس (الجمعة) عن أهمية القراءة والاطلاع ودورهما في تنمية الفكر والثقافة، وأشار العصفور إلى أن القراءة تبقى الوسيلة الأولى لاكتساب المعرفة، على رغم تعدد الوسائل الحديثة وتقنية المعلومات في عصرنا، وحث العصفور الشباب خصوصا على الاهتمام بالقراءة والمطالعة واختيار الكتب المفيدة والنافعة في مختلف المجالات العلمية والمعرفية.
وقال العصفور: «إنه بالمقارنة مع الأمم الأخرى في العالم، فإننا في الوطن العربي والإسلامي ليس لدينا اهتمام بالقراءة والاطلاع، وإن معدل الإقبال على القراءة متدنٍ جدا»، وبين أن «عزوف الناس عن القراءة والاطلاع في أوطاننا هي مشكلة قديمة على رغم توفر الكتاب وانتشاره وطباعته الآن بالطريقة الحديثة، وسهولة الوصول إلى الكتب على اختلاف أنواعها».
وقال إن البعض يتعلل بالانشغال بمتطلبات الحياة ومشاغلها، وأنه لا يوجد وقت للقراءة، وهنا نتساءل أين هي الأوقات المهدورة؟، لماذا نقضى أوقاتا كثيرة في حضرنا وسفرنا من دون أن نستغلها بالشكل الصحيح والسليم؟، ففي فترة السفر مثلا يمكن للإنسان أن يستغل الكثير من الوقت، وخصوصا أثناء التنقلات وفي الطريق، إذ تمر الساعات الطوال في السيارة أو في الطائرة من دون أن نستثمر هذا الوقت ونستفيد منه.
وأشار العصفور إلى أن المسألة هي ثقافة بالدرجة الأولى، فإننا نحتاج إلى أن نعوّد أنفسنا على القراءة واستثمار الوقت، وأن نعود أبناءنا على ذلك، وأشار إلى أن الجيل الحالي مشكلته أكبر نظرا لوجود وسائل منافسة من تقنية حديثة، من تلفزيون وفضائيات وبرامج وأفلام ومسلسلات، بحيث يستعيض الفرد عن طريق المشاهدة البصرية والسمعية عن القراءة، ويستقبل المعلومات بشكل جاهز، وهذا بحد ذاته أمر جيد بالنظر إلى المعلومات التي يستقيها من خلال البرامج الهادفة، إلا أن ذلك لا يمكن أن يغني عن القراءة، كما أن كثيرا من الشباب يقضون الأوقات الطويلة في أمور الترفيه، بحيث تستهلك كل أوقاتهم. وقال إن الشباب بحاجة إلى ذلك، ولكن ليس على حساب الجوانب الأخرى وخصوصا الجانب التعليمي والثقافة والمعرفة.
كما تحدث العصفور عن جانب آخر وهو السفر واستغلال الإجازة الصيفية، وقال على اعتبار أننا مجتمع متدين فإن أعدادا كثيرة تشد الرحال إلى الأماكن المقدسة والبقاع الشريفة، موضحا «يجب ألا تتحول الزيارات للأماكن المقدسة إلى مجرد أماكن ترفيه وتمضية الوقت، بل لابد من الاستفادة من هذه الأجواء روحيا ومعنويا»، وركز على جانب الالتزام بالقوانين والأعراف والآداب الإسلامية وحسن المعاشرة وتجنب كل ما يسيء إلى شخصية المسلم، وقال إن شعب البحرين من الشعوب المعروفة منذ القدم بطيبته وأخلاقه العالية، وإن هذا الأمر محل تقدير عند الشعوب الأخرى لأهل البحرين. وأضاف «فلنحافظ على هذه السمعة الطيبة وهذه الصورة ولنعزز ذلك من خلال تعاملنا الحضاري الراقي».
وفي الخطبة الأولى تحدث العصفور عن الغفلة وأثرها، مشيرا إلى أن الغفلة عن الله وعن ذكره تؤدي بالإنسان للغفلة عن ذاته، وأوضح أن نسيان الله عز وجل هو من أكبر مظاهر تعاسة الإنسان وشقائه، وتحدث عن أنواع الغفلة وكيفية علاج ذلك من خلال الآيات الكريمة، والروايات الشريفة.
العدد 2136 - الجمعة 11 يوليو 2008م الموافق 07 رجب 1429هـ
السلام عليكم
وين الادلة من القران والسنة؟؟؟؟