حذر خطيب مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان في خطبة الجمعة أمس من فقدان معالم الرجولة في أمة الإسلام، مشيرا إلى أن ذلك مدعاة إلى فقدان الأمة لهيبتها وعزتها.
وقال القطان: «إن مما يعاني منه كثير من الناس في هذا الزمان ظهور الميوعة في شخصيات أبنائهم، ومن الضروري أن نبحث عن كيفية تنمية عناصر الرجولة في شخصيات الأبناء».
وأوضح القطان «كلمة رجل تدل بأصل وضعها في اللغة على طائفة كبيرة من المعاني غير الذكورة المقابلة للأنوثة، فتقول العرب في المقارنة بين اثنين أرجل الرجلين، وفي ختام المباهاة بالشرف تقول العرب هو من رجالات قومه. واستعمل القرآن رجالا وصفا للمصطفين الأخيار. وكان النبي (ص) يتطلع إلى معالم الرجولة، وكان إسلام عمر رضي الله عنه حدثا كبيرا، فوجدت رجولته منذ إسلامه، وبعد أن كانوا يكتمون إسلامهم أشهروه. وهاجر الصحابة خفية، أما عمر فقد تقلد سيفه وطاف بالكعبة وأعلن للملأ أن من أراد أن تثكله أمه فليتبعني في هذا الوادي فلم يتبعه أحد».
ولفت القطان إلى أن «الرجولة ترسخ بعقيدة قوية، وتهذب بتربية صحيحة، وتنمى بقدوة حسنة، وميزان الرجولة عند عامة الناس ميزان مادي، وأما ميزان الرجولة في شريعة الإسلام من كانت أخلاقه فاضلة وسيرته حسنة. والرجال لا يقاسون بضخم أجسادهم، والرجولة الحقة رأي سديد مروءة وشهامة، والرجولة تعني تحمل المسئولية في الدب عن التوحيد وكلمة الله. والرجولة قوة في القول وتحذير من المخالفة من أمر الله مع حرص وفطنة. والرجولة صمود أمام الملهيات، والرجل الحق يصدق في عهده ويثبت على الطريق».
وأكد القطان «ليس من الرجال الذين نعنيهم أولئك الغارقون في اللذات، وأعرضوا عن خالق السماوات والأرض، وليسوا أولئك الذين ضخمت أجسادهم وخلت من الحكمة أقوالهم. وليس من الرجولة أن يكون الشاب كالإمعة، إن أحسن الناس أحسن، وإن أساءوا أساء، فهل من معالم الرجولة أن تكون غاية مراد الشاب لذة وشهوة عابرة من دون حسيب ولا رقيب؟ وأين هذا من رجل تصدق بصدقة لوجه الله؟ ودعته امرأة ذات حسن وجاه فصد عنها وقال إنه يخاف الله؟».
وتطرق القطان إلى بعض أنواع الأدب الذي لا يمت إلى الرجولة بصلة، مشيرا إلى أن «هناك أدب رخيص لا يمت إلى الرجولة بصلة، أدب يبيع الضمير ويستهوي القلب للغواية، ويربي على حب الشيطان في القلب، ويربي على الأغنية الماجنة والفيلم الخليق، وإن شر ما تصاب به الحياة أن تخرق الفطرة عن منهاجها، ويقلد الرجل المرأة ويرقص كما ترقص النساء، وإن هذا انحراف عن الفطرة وانحطاط على حساب الأمة. ولذا لعن الرسول (ص) المتشبهين من الرجال بالنساء، والنساء بالرجال».
وقال القطان: «أيها المؤمنون بعض وسائل التربية العقيمة، جعلت بعض المسلمين لا يعرفون وسائل التربية الإسلامية، وهذا هو نتاج المخطط المدروس للخلط بين الرجل والمرأة، وحين تضمر الرجولة يحل بالمجتمع العطب وبالأمة وتتسع رقعة الفساد الخلقي»، داعيا المسلمين إلى تقوى الله والتمسك بهدي النبي.
العدد 2136 - الجمعة 11 يوليو 2008م الموافق 07 رجب 1429هـ