أكد رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة أن المستجدات الاقتصادية العالمية وبخاصة التضخم وما تركه من تداعيات على وفرة المواد والسلع وأسعارها «يقودنا إلى التفكير الجدي واتخاذ الخطوات العملية اللازمة للاعتماد على الذات في توفير احتياجاتنا من المواد والسلع، فليس من الحكمة أن نظل دائما في حاجة إلى الغير».
وأشار سموه لدى لقائه المواطنين بمجلس سموه الأسبوعي أمس إلى «اننا في البحرين لدينا من الخبرات الوطنية ما يجعلنا مطمئنون بأن تحقيق هذه الأهداف لن يكون بالأمر العسير، يعزز ذلك علاقات مملكة البحرين الطيبة مع مختلف الدول بما يهيئ الأجواء نحو فتح مجالات أوسع من التعاون وتبادل الخبرات الذي يخدم تطلعاتنا وتوجهاتنا نحو تنويع مصادر التمويل والاستيراد،إلى حين استكمال خطوات مشروع الاعتماد على الذات في بعض السلع والمواد».
وشدد سموه على «إن كل استثماراتنا قد وجهناها لتنمية الإنسان البحريني وان كان هناك من نجاح حققناه في أي من مجالات التنمية فهذا الاستثمار هو سر نجاحنا وهو الذي سيقودنا تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى نحو المزيد من الإنجازات حاضرا ومستقبلا» ، مضيفا أن «تكريم الهيئات والمنظمات الدولية المتخصصة لأي بحريني هو تكريم لنا جميعا باعتبار أن منجزاتنا تحققت من خلال عمل جماعي شارك فيه كل بحريني بكل فاعلية وإخلاص وطني».
وفي ضوء إشادة الحضور في المجلس بالزيارات الميدانية التي يقوم بها رئيس الوزراء إلى مختلف مناطق المملكة، أكد رئيس الوزراء أن حرصه على المتابعة الشخصية لكافة المشروعات بالرغم من التقارير الوزارية المرفوعة في هذا الشأن يكمن في ما تتيحه هذه الزيارات من فرصة للسماع من المواطنين مباشرة باعتبارهم المعنيين أولا وأخيرا بالمشروعات الحكومية والمستهدفين بالبرامج والخدمات التي تقوم بها الحكومة، كما أن هذه الزيارات تعطي الفرصة للتقييم الواقعي لكافة المشروعات، مشيرا إلى أنه حريص على ترسيخ مبدأ الرأي الجماعي فكل مواطن مستشار فيما يقدمه من آراء سواء من خلال اللقاءات المباشرة أو عبر وسائل الإعلام حيال الخدمات والبرامج التي تنفذها الحكومة له وهذه الآراء محل اهتمام ومتابعة ومتى ما ثبتت وجاهتها فلا يوجد ما يمنع من الأخذ بها لأن هم الحكومة في النهاية هو راحة المواطن ورضاه فيما تقدمه الحكومة له.
وخلال اللقاء أشاد رئيس الوزراء بالدور الفاعل الذي يقوم به أصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ ورجال الدين والخطباء في مجال الوعظ والإرشاد والدعوة لما فيه خير الوطن وصالح الأمة الإسلامية جمعاء ، وإلى التمسك بثوابت الدين والشريعة حاثا صاحب السمو رئيس الوزراء في هذا الصدد الشباب البحريني إلى أن يكونوا دائما كما تعود الجميع منهم يدا تبني وتعمر ، فبسواعدهم يعلو الوطن ويزدهر وبهمتهم تتحول الأماني لحقائق ولهم من الحكومة في ذلك كل دعم وإسناد.
كما أشاد بالطاقات الرياضية التي تزخر بها مملكة البحرين وبالانجازات التي باتت تحققها المملكة في الميادين الرياضية، مؤكدا سموه بأن دعم الحكومة للشباب والرياضة سيستمر ولن ينقطع وسيتواصل العمل الجماعي لحين وصول فرقنا ومنتخباتنا الرياضية إلى أعلى التجمعات الرياضية العالمية.
... ويدعو لجعل العمل السياسي أداة للوحدة الوطنية
دعا رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة إلى ضرورة أن يكون العمل السياسي أداة للوحدة والتجمع وباعثا لإثراء العمل الوطني والتنمية، منوها بدور الجمعيات السياسية والكتل البرلمانية في دعم هذا التوجه وتطويع مناخ الحرية الذي يعتبر أحد منطلقات المشروع الوطني الشامل لجلالة الملك المفدى في توحيد الصف وصون التلاحم المجتمعي وتعظيم المنجزات والمكتسبات التنموية التي باتت محل متابعة وتكريم من العالم بدوله وهيئاته ومنظماته المختلفة، مؤكدا أن دخول الجمعيات السياسية ضمن مكونات العمل السياسي عبر عضويتها في السلطة التشريعية أثبت قدرة مؤسسات المجتمع المدني على التكيف مع التحولات السياسية والدستورية وتطويعها لخدمة المواطن.
جاء ذلك خلال استقبال رئيس الوزراء بديوان سموه امس كتلة الأصالة النيابية برئاسة النائب غانم فضل البوعينين، حيث رفعت الكتلة إلى سموه التهاني على التكريم الذي تحظى به إنجازات سموه على الصعيد العالمي ومنها منح سموه لدرجة الدكتوراه الفخرية من جامعة لورانس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأميركية.
وخلال اللقاء جرى استعراض مسار التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية وآليات الدفع به قدما بشكل يثري التجربة البرلمانية ويعزز المكتسبات التي تعود بالخير على المواطن،حيث أكد صاحب السمو رئيس الوزراء بأن الحكومة ترى بأنه لابد من التعاون البناء بين السلطتين التنفيذية والتشريعية لتحقيق تطلعات المواطنين وتلبية متطلباتهم.
وأشاد رئيس الوزراء بالآراء والمناقشات داخل البرلمان وإسهامات ذلك في الحياة العامة و خدمة القضايا الوطنية،وقال سموه إن الحكومة تنظر لمجلس النواب بكتله وأعضائه كشركاء لها في العمل الوطني والدستور والقانون حدد دور كل منهما في ذلك.
رئيس الوزراء يشيد بجاهزية قوة الدفاع
أشاد رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة بالتطور الذي تشهده قوة الدفاع وبالجاهزية التي وصلت إليها إعدادا وتنظيما في ظل الدعم الذي تحظى به من عاهل البلاد القائد الأعلى الأمر الذي أسهم في تحقيقيها هذه النقلات النوعية تدريبا وتسليحا وانضباطا وكفاءة وجاهزية حتى ضربت المثل الأعلى في التفاني والولاء وغدت السد المنيع لمملكتنا الغالية،مؤكدا دعم الحكومة وإسنادها لقوة الدفاع للقيام بواجبها المقدس في خدمة الوطن وضمان استقراره. جاء ذلك خلال استقبال سموه أمس القائد العام لقوة دفاع البحرين الفريق أول ركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة.
واثنى رئيس الوزراء على الدور الذي يضطلع به القائد العام لقوة الدفاع في تطوير وحدات قوة الدفاع ورفع القدرات والإمكانيات لمنتسبي القوات المسلحة ، ليكونوا مؤهلين للقيام بدورهم في خدمة الوطن.
من جانبه، أعرب القائد العام لقوة الدفاع عن تقديره لرئيس الوزراء على الدعم والمساندة الذي تحظى به قوة دفاع البحرين من لدن سموه الأمر الذي أوصلها لمراتب متقدمة من الكفاءة والجاهزية للقيام بمهامها ودورها الوطني المميز كحصن منيع لصون منجزات الحكومة ودرعا للوطن.
العدد 2139 - الإثنين 14 يوليو 2008م الموافق 10 رجب 1429هـ