العدد 2145 - الأحد 20 يوليو 2008م الموافق 16 رجب 1429هـ

شكرا يا مسئولي «العمل»... وظائفكم لا تجعلنا نعيش بكرامة!

سأقوم بسرد مشواري التعيس مع مشروع التعطيل بعدما اقنعني البعض بأن ذلك يضمن لي عملا كريما ولم أكن مقتنعة على أية حال.

بدأت بالتسجيل بالمشروع بعدما سيقت لي الآمال إن غدا جديدا قد انبلج فجره، وأن ما ينتظرني للحصول على وظيفة تضمن لي العيش الكريم هو التسجيل والمواظبة على حضور البرامج التوعوية والبحث المستمر والجاد.

حضرت مقابلة ومحاضرة تثقيفية، ثم قيل لي راجعينا بعد فترة... واستمر الحال على المراجعة منذ أبريل/ نيسان العام الجاري دونما صرف اي استحقاقات لتعطلي في هذه الفترة.

بحثي عن وظيفة استمر قرابة الشهرين دونما فائدة، فالوظائف هنا مثلما نقول «مأكول خيرها «فدوامك يبدأ من الساعة 6، 7، 8 صباحا إلى 4، 5، 6 مساء. ورواتبها 200 - 220 دينارا فقط وتتطلب منك الحضور بدوامين في غالبيتها. اضافة إلى انها تكون شاقة على من مثلي من الفتيات لاعتبارات عائلية وشخصية مفهومة لدى جميع المسئولين فضلا عن موظفي المشروع.

زوجي الكاد الكادح يعمل موظفا راتبه لا يتجاوز 250 دينارا، ولدي ابنان احدهما في الروضة وآخر لست اعلم جنسه قادم في الطريق، وأعيش في منزل ايجار وهو آيل إلى السقوط ايضا، وليس لي غير بيت ابي ملجأ، وطلبي الاسكاني معطل منذ 5 سنوات و...

ذهبت للمشروع أملا في الحصول على وظيفة ولكن الحال لم يتغير، فالوظائف هنا تكلفك 10 ساعات من العمل المضني من 8صباحا الى 5 مساء وكأن وزارة العمل بعيدة كل البعد عن حقوق العمال، فهذا الرقم يوصلك الى 60 ساعة في الاسبوع، وهو أمر محير أن لا تعلم وزارة العمل عنه شيئا، فهو يتجاوز الحد المسموح به حتى في دولة الفراعنة. وإن كانت تعلم فلنا الله. راتب هذه الوظيفة 225 دينارا بالتحديد ولا ادري هل هناك مواصلات وعلاوات ام لا.

جلست متحيرة أمام مكتب الوسيط (موظف وزارة العمل) قالها بالحرف الواحد «ها موافقة لو لا؟». أجبته وهل هذا دوام معقول؟ وهل هذا راتب مجز لمثل هذه الساعات الطويلة من العمل؟ كم أجر الساعة؟ «والله هذه الوظائف الموجودة»... «زين، أني عندي عائلة من بيشوفهم اذا اشتغلت هالساعات كلها؟»... طالت الاسئلة، وفقط لأني امرأة ما أود أن أطيل فقلت له «شوف لي وظيفة غير» تكاسل وأخبرني بأن ملف توظيفي قد اغلق الآن بسبب رفضي لأكثر من وظيفتين على حد تعبيره.

أعطني ورقة تظلم؟ «غاور الرجال خلاص وقفنه ملف توظيفك»!

«ويش عن ضمان التعطل؟»... سكت الرجل.

عن التدريب... سكت الرجل لأن لديه الكثير من أمثالي ليوقف ملفات توظيفهم! أو يرجعهم خائبين حتى تقل نسبة التعطل او تخزن اموال التعطل في الجيوب المنتفخة.

عدت إلى المنزل «يالله بلا شغل بلا بهدلة ويه هذه الوزارة، يعني ما كفاهم مفلتين اوراقنه السرية من قبل كم شهر وما احد حاسبهم بعد»!

لن أطيل، ولكن عودا على بدء... شكرا أيها المسئولون في وزارة العمل، وظائفكم لا تجعلنا نعيش بكرامة.

(الاسم والعنوان لدى المحرر)

العدد 2145 - الأحد 20 يوليو 2008م الموافق 16 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً