العدد 2145 - الأحد 20 يوليو 2008م الموافق 16 رجب 1429هـ

للأشعة آذان

في الأسبوع الماضي قمت بنشر مقال ينتقد بعض الأمور والنواقص الملحوظة في جنبات مجمع السلمانية الطبي، وكان واضحا من الأسلوب ومن طبيعة الملاحظات المذكورة أن للمقال هدفين، فعلى المدى الحالي كان الهدف هو مصلحة المرضى، لكن على المدى البعيد فمن الطبيعي جدا أن المطمح يسمو إلى رقي الخدمات المقدمة في هذا المجمع الطبي، وذلك إلى جانب التقليل من حجم ونوعية الإساءة التي يتعرض لها الموظفون في مختلف المواقع جراء انفعالات المرضى...

نشرت ذلك الموضوع الجريء بعض الشيء، وكنت مفعمة بالأمل في أن أتلقى الاستجابة من وزارة الصحة في أكثر وأكثر من الجوانب التي تطرقت إليها، لكن ما أذهل وجداني فعلا أن التجاوب الوحيد كان من قبل قسم الأشعة متمثلا بمسئول تقنيي الأشعة الذي سعى جادا وجاهدا لاستيضاح الأمر وتحقيق شيء ما على هذا الصعيد ووعدني بذلك.

سعيدةٌ فعلا بتجاوبٍ سريعٍ وفعالٍ كهذا، لكني تعيسةٌ من شدة الألم الذي اعتراني، إذ إن أحدا من باقي الأقسام لم يهتم أو لربما لم يقرأ الموضوع حتى...!

اليوم أنشر هذا القول تماما وإكمالا لسابقه، ولأقول - لمن يسمع - إن الإنسان الذي ينطق بكلمة حقٍ في موضعٍ كهذا لا غرض له من إهانة أحدٍ أو التعدي على أحد، أم أنه صار من الصعب تصديق فكرة أن هنالك من ينتقد للمصلحة العامة فقط؟

إن التجاوب والتقدير والاحترام الكبير الذي لمسته في تعاطي المسئولين بقسم الأشعة، دفعني إلى أن أعود وأكتب الكلمة لا ناقدة بل مؤكدة أن المصلحة العامة أولا وآخرا، ولعل التعود الرتيب قد غزانا إذ إن غالبية ما نقرأه في الصفحات الخاصة برسائل القراء يتعلق بمشكلات فردية، أما ما نطقت به وحررته ونشرته فلم يكن منطبعا بهذا الطابع لا في خصوص مجمع السلمانية الطبي ولا في خصوص أية إدارة أو وزارة أخرى... كلمة حقٍ أرسلتها مبحرة نحو مرساها، لكن وبكل أسف لم تصل كل الكلمة إلى المرسى، بل رسا زورقٌ واحد منها في مرفأ الأشعة وحسب!

أنا أشكر الأخ مسئول الأشعة على تجاوبه العملي والموضوعي، وأشكر مساعدته التي بذلت من الجهد ما يقارب جهده... لكني أيضا أرسل كلمتي إلى كل إنسانٍ في موضع تحمل المسئولية ولو بالمقدار القليل... إخواني المسئولين وفي أي مكان وفي أي زاوية من زوايا هذا البلد... يقينا لا غرض لمن ينطق بحقٍ إلا الحق ذاته، ولا مسعى لمن ينتقد إلا أن يحقق بكلمته ما لا يمكن أن يحققه بشكوى أو ثرثرة في زوايا الشارع، لأن البلد يهمنا نتحدث، ولأن الجانب العملي يهمنا لا الجانب الضوضائي نتطرق ونتكلم... ونطلقها في منبر الإعلام لتبحر بمخلص الكلام... كلمة ناطقة صادقة... وتعيها أذنٌ واعية!

شكرا... إخواني في قسم الأشعة.

مريم الملاح

العدد 2145 - الأحد 20 يوليو 2008م الموافق 16 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً