توقع مسئولون في قطاع الاتصالات أن خفضا سيطرأ على أسعار الإنترنت في المستقبل القريب مع دخول شركات جديدة لتقديم الخدمة مثل شركة مينا تيكلوم التي تستعد لتشغيل «الواي ماكس» وغيرها من الشركات الأخرى التي دخلت السوق وقدمت الخدمة عن طريق المشغلين الآخرين.
ويتوقع أن تدفع خطوة «بتلكو» بخفض أسعار الاتصالات بالجملة الشركات الاتصالات المنافسة بتعديل بعض الأسعار، وقد خفضت شركات مؤثرة بالفعل رسوم الاشتراك في خدمة الانترنت الأمر الذي قد ينطبق عليه قول «أول الغيث قطرة».
ويدعم العرض المرجعي الخاص بشركة البحرين للاتصالات السلكية واللاسلكية (بتلكو) والذي قامت هيئة تنظيم الاتصالات باعتماده أخيرا لتقديم خدمات الجملة إلى المشغلين الآخرين المرخص لهم لخدمات الاتصالات، خفض الأسعار بدرجة كبيرة في عدة نواحٍ، وتتوقع الهيئة أن يتمكن المشغلون الآخرون المرخص لهم من تقديم هذه الأسعار المخفضة إلى المستخدمين النهائيين.
وفي الوقت الحالي، فإن الغالبية العظمى من مستخدمي خدمات الإنترنت ذات النطاق العريض (البرودباند) في مملكة البحرين يشتركون في خدمات منخفضة السرعة نسبيا (عادة بسرعة 256 كيلوبت/ ثانية). وتتوقع الهيئة أن تعزز الأسعار الجديدة التي تم خفضها عموما بنسبة تتجاوز 20 في المئة في القطاع السكني وبنسبة تتجاوز 30 في المئة في القطاع التجاري، من المنافسة ولاسيما بالنسبة إلى الخدمات فائقة السرعة.
وشهدت الرسوم التي تفرضها «بتلكو» على المشغلين الآخرين لإنهاء توصيل المكالمات إلى المشتركين في خدمات الشركة التي يتم إنشاؤها على شبكة أخرى (أسعار إنهاء توصيل المكالمات) مزيدا من التخفيض. فقد تم خفض أسعار إنهاء توصيل المكالمات إلى الخطوط الثابتة بنسبة 5 في المئة، في حين تم خفض أسعار إنهاء توصيل المكالمات إلى الخطوط المتنقلة بنسبة 14 في المئة.
وتم خفض مجمل الرسوم المدفوعة من قبل المشغلين الآخرين المرخص لهم لدوائر الخطوط المؤجرة الوطنية بنسبة 35 في المئة، وبنسبة 25 في المئة بالنسبة إلى الدوائر المؤجرة الدولية الخاصة (IPLC’s).
وذكر مواطنون بحرينيون أن شركات اتصالات جديدة طلبت تثبيت أعمدة تقوية لإشارات الاتصالات في مناطق مختلفة من البحرين فيما يبدو أنه إشارة على تقديم وتحسين الخدمات الموجودة أو تقديم أخرى جديدة. ويتجاوز عدد زبائن خدمات الإنترنت في البلاد 80 ألف زبون.
وأعلنت حكومة البحرين في خطة للاتصالات دعمها لمزودي شبكات الاتصالات على أن تكون خدمات الإنترنت ذات النطاق العريض (البرودباند) المحلية والدولية وعمليات التطوير والخدمات الأخرى ضمن استراتجيتهم الاستثمارية، محددة واجبات للهيئة منها ضمان دعم أطر العمل والسياسات التنظيمية لتطوير خدمات الإنترنت.
وقامت «مينا تليكوم»، وهي شركة استثمارية تابعة إلى بيت التمويل الكويتي (البحرين)، بافتتاح مقرها الرئيسي لشبكة الواي ماكس في ضاحية السيف، في الوقت ذاته تستعد فيه الشركة لإطلاق شبكتها الجديدة لمجموعة منتجات وخدمات واي ماكس التي ستغطي كلّ أنحاء المملكة.
من جهة أخرى كشفت شركة الاتصالات «لايت سبيد» عن خطة طموحة تهدف إلى بناء شبكة اتصالات خاصة بها وعدم الاعتماد على (بتلكو) في نشاطها, باستثمارات تصل إلى 15 مليون دينار (39 مليون دولار).
وكلفت هيئة تنظيم الاتصالات في شهر أغسطس/ آب الماضي شركة استشارية القيام بتقييم امكانية تشجيع المنافسة في سوق الإنترنت اعتمادا على استخدام الكابلات الموجودة حالياَ وذلك من خلال إمكانية تفكيك الدائرة المحلية (LLU). وتمكن هذه الوسيلة مزودي خدمات الإنترنت من الوصول مباشرة إلى خط الهاتف الثابت للمستهلك، بحيث تتوفر لهم مرونة أكبر لتقديم مجموعة من خدمات الإنترنت والسرعات.
هذا وقد أجرى الاستشاريون مباحثات مع المشغلين الأساسيين ومزودي الخدمات بالإضافة إلى ممثلين عن المجتمع التجاري وقاموا بزيارة عدد من المواقع التمثيلية ضمن شبكة «بتلكو».
ووجدت النتائج الأساسية للدراسة أنه لكي تنجح الحكومة في تحويل اقتصاد مملكة البحرين الى اقتصاد قائم على الخدمات بحيث تتمكن من المنافسة عالمياَ، فإنها بحاجة إلى تطوير قطاع اتصالات تنافسي يوفر خدمات إنترنت ذات نطاق عريض (برودباند) فائقة السرعة بأسعار اقتصادية جيدة.
إلى جانب ذلك وجدت الدراسة أن عدد المشتركين في خدمات البرودباند يشابه عدد المشتركين في هذه الخدمات في دول الشرق الأوسط، إلا أن أداء هذه الخدمات غير مرضٍ مقارنة بالأداء العالمي، إذ إن سرعات هذه الخدمات بطيئة وعدد المشتركين فيها منخفض، كما أن أسعارها أعلى من المتوقع في سوق تنافسي وخصوصا تلك المقدمة للقطاع التجاري.
وقد توصلت الدراسة إلى أنه من غير المرجح أن ينتج عن المنافسة في البنية التحتية سوق تنافسي بالكامل لخدمات البرودباند، على الأقل على المدى القصير، من قبل مزودي الشبكات البديلين كالمشغلين المرخص لهم للخطوط اللاسلكية الثابتة.
وخلصت الدراسة إلى أن هناك حاجة لجعل منتجات الجملة لخدمات الإنترنت المقدمة من قبل شركة «بتلكو»حاليا أكثر ملائمة وبالتحديد فيما يتعلق بالسرعات والمؤشرات الفنية. وتم بالفعل مراجعة العرض المرجعي لبتلكو وتطبيقه والذي حسن من الأسعار المقدمة للجملة.
يشار إلى أنه في الشهر الجاري يوليو/ تموز من العام 2004 أعلنت هيئة تنظيم الاتصالات فتح سوق الاتصالات بالكامل للمنافسة في مملكة البحرين، إذ أصدرت الهيئة أكثر من24 ترخيصا منذ إنشائها مرتبط بتقديم خدمات الإنترنت بصورة مباشرة.
العدد 2146 - الإثنين 21 يوليو 2008م الموافق 17 رجب 1429هـ