تشهد البحرين تطورات سياسية ودينية متسارعة رمت بثقلها على توجهات الشباب؛ مما فرض الحاجة إلى مراكز شبابية تستوعب قدراتهم وطاقاتهم وتشغلهم عن تداعيات الحراك السياسي والديني وتجاذباته المختلفة وتوجههم الوجهة الصحيحة التي تضمن مستقبلا زاهرا للبحرين يضم قادات للغد وكفاءات مبدعة وخلاقة تتحدى الظروف، في الوقت الذي تبرز دعوات لتحقيق ذلك من مراكز الشباب لدمجهم ضمن برامج تكفل تحقيق بنود التنمية المستدامة التي من أحد أبعادها التنمية الاجتماعية.
لذلك كان لنا لقاء مع اختصاصي البرامج الشبابية في مركز الإبداع الشبابي الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة أخيرا للوقوف على واقع الشباب، إذ وجّه إلى التنسيق مع الصناديق الخيرية والمؤسسات الشبابية والنوادي لدفع التوجه لانخراط الشباب في مثل هذه المراكز لصقل مواهبهم من جهة وإشغالهم عن قشور الحراك السياسي من جهة أخرى، لافتا إلى أن موازنة المركز تتجاوز 250 ألف دينار ومن المتوقع أن يتم فتح مركز شبابي في المحافظة الشمالية في الدوار الأول بمدينة حمد خلال الأسبوعين المقبلين ليستوعب شبابها كافة، ونبقيكم مع اللقاء التالي...
هلاّ سردت لنا على عجالة نبذة تاريخية عن المركز؟
- كان المركز في السابق مركزا للعلوم والفلك والحاسوب ومنذ عامين تحول إلى مركز للإبداع الشبابي ويضم خمسة أقسام، قسم للتصوير وإنتاج الأفلام وآخر آلي وقسم للعلوم وقسم للفلك وقسم أخير للمهارات القيادية، وهناك مشرف متخصص لكل قسم ويستمر نشاط تلك الأقسام طوال العام، ولكن في موسم الصيف والربيع يتضاعف حجم العمل فيها.
أي فئة يستهدف مركزكم؟ وما الأنشطة التي يقوم بها؟
- برامجنا تقدم للفئة العمرية التي تبدأ بـ10 سنوات وتمتد إلى 25 سنة والبرامج تصاغ وفق العمر والنوع، وفي ما يتعلق بأنشطتنا فهي متنوعة تبدأ بالمهارات والقواعد الأساسية للحاسب الآلي لتصل إلى مهارات الثقة والقيادة والمهارات الحرفية وبرامج الفلك والحوار وبرامج التبادل الثقافي.
1300 مسجّل في المركز الصيف الماضي
من المتعارف عليه أن المركز يقع تحت مظلة المؤسسة العامة للشباب والرياضة فكم يردها من مسجلين؟
- لم نرصد بعد المسجلين لهذا العام بيد أن الصيف الماضي شهد تسجيل زهاء 1300 مسجل، ولاسيما أن أبواب المركز مفتوحة للجميع ويقدم برامجه بأسعار رمزية مقارنة بالبرامج المطروحة.
ما أبرز الأنشطة الذي تميزتم بها؟
- بدأنا عددا من الدورات في منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي ومن المزمع أن ندشن دورة في الرصد الفلكي في شهر رمضان المقبل ودورة «التوست ماستر»، فضلا عن البرامج المتعارف عليها والمعلنة في المركز، وللعلم دشنا في أبريل/ نيسان الماضي مهرجانا للطيران لتعريف الشباب بهذا القطاع بتقديم الندوات والمحاضرات، بالإضافة إلى التدريب العملي على قيادة الطائرة والميكانيكا وورش العمل بتوفير 10 أجهزة للتدريب على الطيران بالتعاون مع النادي العلمي الكويتي وقدمنا عرضا في الفورمولا للطائرات اللاسلكية ودشنا ثلاث زيارات للمطار وإدارة الأرصاد الجوية وبرج المراقبة ومن المتوقع أن نطرح برامج حرفية بعد شهر رمضان كالنجارة والحدادة وإعادة التدوير إيمانا منا بحاجة الشباب للتعاطي مع مختلف المهن.
ومن أروقة المركز إلى خارجه ما أنشطتكم الخارجية؟
- لدينا برنامج للتبادل الثقافي في أميركا وخرج وفد من منتسبي المركز لعمان للمشاركة في مسابقة علمية ووفد آخر لحضور ملتقى في دولة الكويت.
من الملاحظ أن مثل هذه المراكز تحتاج إلى حملة إعلانية لتستقطب مزيدا من الشباب المنشغل بأمور أخرى فهل هناك توجه للتعاون مع الصناديق الخيرية والمؤسسات الأهلية والنوادي التي لا يختلف عليها اثنان بأنها قريبة من جموع الشباب؟
- الفكرة جيدة جدا والمركز مستعد للتعاون مع أي جهة سواء الصناديق الخيرية أو النوادي أو المدارس أو الحركات التطوعية الشبابية لتحقيق أهداف المركز بدعم الشباب لكونهم عماد هذا الوطن وبهم تصلح الأمة.
ما الصعوبات التي تواجه المركز؟
- تواجهنا بعض العراقيل كقلة عدد المسجلين في بعض البرامج كبرنامج الصالون الثقافي فضلا عن حاجتنا لحملة إعلامية تصل إلى جميع شباب البحرين، وللعلم لدينا موقع إلكتروني للمركز ومجموعة في «الفيس بوك» للإعلان عن برامجنا ودوراتنا.
كلمة أخيرة؟
- اليوم نحن نحتاج لمراكز شبابية تقدم كل ما هو مفيد وتصقل المواهب وتخلق القيادات الفاعلة في المجتمع لا مراكز للتجمعات؛ مما يجعلنا في تحدٍ لتقديم ما يحقق ذلك من برامج نظرية وعملية ولن يتم ذلك إلا بتعاون جميع الجهات الأهلية والرسمية المعنية من دافع حس وطني.
العدد 2149 - الخميس 24 يوليو 2008م الموافق 20 رجب 1429هـ