ذكرت شركة الاتصالات توكونكت (2Connect) أنها تعتزم مدَّ خدماتها إلى المنازل منضمَّة بذلك إلى الشركات الأخرى العاملة في البحرين والتي تزود المنازل بخدمات الاتصالات من ضمنها الهاتف الثابت والانترنت، الأمر الذي سيزيد من شراسة المنافسة في وقت تستعد فيه الهيئة للترخيص لمزود ثالث لخدمة الهاتف النقال.

وأبلغ الرئيس التنفيذي للشركة فهد الشيراوي «مال وأعمال» أن الخطوة تأتي بعد موافقة مجلس الإدارة على توسيع نشاط الشركة، التي تزود حاليّا الشركات بخدماتها، ليشمل المنازل، وهي الخدمة التي لاتزال شركة البحرين للاتصالات (بتلكو) تسيطر عليها على رغم دخول منافسين آخرين مثل شركتي زين البحرين ولايت سبيد.

وجاءت الخطوة في وقت تستعد فيه شركة اتصالات أخرى لتقديم خدمات الانترنت والهاتف الثابت اللاسلكي إلى المنازل والشركات إذ يتم تثبيت هوائيات في المدن والقرى على أسطح المنازل تمهيدا على ما يبدو للبدء في العمل الذي سيساهم في خفض كلفة خدمة الانترنت والهاتف الثابت في هذه المملكة الصغيرة.

ويعتقد أن الشركة المعنية هي مينا تيليكوم التي حصلت على رخصة الهاتف اللاسلكي من هيئة تنظيم الاتصالات (الهيئة) التي تشرف على قطاع الاتصالات في البحرين. وكانت «زين البحرين» نالت كذلك رخصة مماثلة وبدأت في تقديم خدمات الهاتف الثابت والانترنت إلى المنازل والشركات، وهي أول خدمة من نوعها في المنطقة.

وأوضح رئيس إحدى شركات الاتصالات أنه يعتقد أن أسعار الانترنت والهاتف الثابت في سوق البحرين ستنخفض بقوة العام المقبل، وهو الأمر الذي دعا الشركات إلى تقديم عروض (Packages)، أو باقة خدمات إلى الزبائن يتضمن بعضها عقد خدمة يصل إلى عام وعامين بالإضافة إلى تقديم خدمات مجانية لمدد معينة.

وأضاف «خدمة الانترنت التي ستقدم في البحرين ستكون مختلفة كثيرا عن الخدمة التي تقدم في الوقت الحاضر من ناحية السعر المنخفض وزيادة السرعة، وخصوصا مع دخول تقنيات متطورة والتي ستساهم في هبوط الأسعار».

وطرحت «زين البحرين» هذا الأسبوع عروضا إلى زبائن مستخدمي الموجة العريضة للاستفادة من تقنية الوايمكس (Wimax). ويشمل العرض، وهو الأخير في سلسلة عروض قدمتها الشركات، على رسوم تأسيس مجانية وجهاز هاتف ثابت مجاني ومكالمات الهاتف الثابت المجانية المحلية وكذلك تأجير المود مجانا.

وشركة توكونكت هي واحدة من الشركات الجديدة التي دخلت المنافسة بعد فتح البحرين قطاع الاتصالات أمام الشركات المختلفة للمنافسة في العام 2003، وتعتبر منافسا قويّا في قطاع الاتصالات.

وكانت شركة «لايت سبيد» (Lightspeed) أطلقت في الآونة الأخيرة حلول «لايف بوكس» (Livebox) وهي خدمة مزدوجة للانترنت والصوت بحيث تمكن المشتركين من الربط مع شبكة الانترنت بسرعة عالية وفي الوقت نفسه إمكانية إجراء مكالمات من الخط الثابت.

وكشفت الشركة عن خطة طموحة تهدف إلى بناء شبكة اتصالات خاصة بها وعدم الاعتماد على شركة البحرين للاتصالات (بتلكو) في نشاطها، باستثمارات تصل إلى 15 مليون دينار (39 مليون دولار)، عاكسة الثقة بنمو قطاع الاتصالات في هذه المملكة التي من المنتظر أن تقدم الرخصة الثالثة للهاتف النقال في نهاية العام الجاري.

وتعتمد شركة «لايت سبيد» في الوقت الحاضر، مثلها مثل معظم شركات الاتصالات التي تعمل في البحرين، على شبكة بتلكو الداخلية لتقديم خدماتها إلى الزبائن.

ورأى محللون في المنطقة أن بتلكو التي تملك الحكومة البحرينية معظم أسهمها لاتزال تسيطر على سوق الاتصالات في البحرين بعد مرور أكثر من 4 سنوات على فتح الطريق أمام مختلف الشركات للمنافسة ودخول بعضها في منافسة تعد «غير متكافئة» بحسب قول أحد المحللين.

وبحسب بيانات رسمية من بتلكو فإن الشركة تسيطر على نحو 90 في المئة من خدمات الانترنت، وأكثر من ذلك في الهاتف الثابت، ونحو 65 في المئة من خدمات الاتصالات المتنقلة، في حين تتقاسم الشركات الأخرى النسبة الباقية. ومعظم شركات الاتصالات العاملة في البحرين والبالغ عددها نحو 17 شركة تعتمد بشكل رئيسي على بتلكو لتقديم خدماتها إلى الجمهور. وعلى رغم أن شركة «زين البحرين» طرحت خدمة تعد واحدة من أفضل خدمات الانترنت وهي خدمة الانترنت اللاسلكي باستثمارات تصل إلى نحو 150 مليون دولار فإن بعض المحللين قالوا إن عرض بتلكو أغرى الكثير من الناس في هذه الجزيرة، وهي أقل دول الخليج العربية ثراء.

ولكن ينتظر أن تتناقص حصة بتلكو في السوق البحرينية عند دخول مزود ثالث لخدمة الهاتف الجوال في المملكة، إذ إن المنافسة في الوقت الحاضر لا تعتبر متكافئة نظرا إلى أن معظم الشركات تعتمد عليها في تقديم خدماتها وخصوصا تلك التي تقدم خدمات الاتصالات الدولية عبر بطاقات مدفوعة الأجر مسبقا. ومن المنتظر أن تقدم الرخصة الثالثة في ديسمبر/ كانون الأول المقبل.

وذكرت «الهيئة» أن عدد الشركات العاملة في البحرين التي تقدم خدمات فعلية للاتصالات لا يتعدى 17 شركة من أصل 63 شركة عالمية وإقليمية مختلفة حصلت على أكثر من 134 رخصة لتقديم خدمات في هذه الجزيرة الصغيرة.