العدد 2156 - الخميس 31 يوليو 2008م الموافق 27 رجب 1429هـ

«الداخلية» تنفّذ الأمر الملكي وتفرج عن الـ 225 في قيادات أمن المحافظات

المشمولون بالعفو وذووهم عبّروا لـ «الوسط» عن شكرهم وامتنانهم لعاهل البلاد

نفّذت الأجهزة الأمنية ممثلة في وزارة الداخلية أمس (الخميس) الأمر الملكي السامي بالعفو عن 225 متهما ومحكوما بقضايا الحق العام ممن لم يتورطوا في ارتكاب مخالفات جنائية تمسُّ أمن الوطن والمواطن، إذ أفرجت «الداخلية» عن من شملهم العفو في عدة مراكز شرطة تابعة لأمن المحافظات الخمس.

هذا، وقد عمّت مظاهر الفرح والغبطة أنحاء البحرين، إذ تجمع أهالي وذوو المفرج عنهم أمام مراكز المحافظات منذ ظهر أمس رافعين أعلام البحرين وصور القيادة السياسية، مبدين فرحتهم والسعادة التي اكتنفتهم منذ سماعهم خبر العفو الملكي، إذ حضر أمام بوابات مراكز أمن المحافظات الأمهات والآباء والأطفال والأصدقاء.

«الوسط» كانت حاضرة لهذه المناسبة السعيدة والتقت أولياء أمور المفرج عنهم، الذين عبروا عن بالغ شكرهم وامتنانهم لجلالة الملك، مؤكدين أن جلالته بهذه اللفتة الكريمة يؤكد للجميع مجددا أن قلبه يسع كل أبناء الوطن بلا استثناء، وأنه صاحب النفس المتسامحة الرحيمة كما هو أصلا وفعلا، وأن يده ممدودة للخير دائما، متمنين أن تعمّ الأفراح جميع المحبوسين الآخرين، وأن يتم توفير فرص عملٍ لمن أفرج عنهم ليباشروا حياتهم كغيرهم من المواطنين وينخرطوا في المجتمع منتجين لا معتالين، مؤكدين أن ذلك ليس ببعيدٍ عن جلالته.

وقد أفرج حتى نهاية أمس عن جميع المسجونين ما عدا خمسة من المحكومين و28 شخصا من غير المحكومين ممن ينتظرون المحاكمة. علما أن 13 من غير المحكومين هم من المتهمين في قضية مزرعة الشيخ عبدالعزيز بن عطية الله، وقد تنازل الأخير عن حقه وعرضت وزارة الداخلية على المتهمين التوقيع على تعهد إلا ان الاجراءات لم تكتمل. وينتظر 15 من غير المحكومين اجراء المحاكمات لهم.


العاهل يشيد بعطية الله والمتجاوبين مع المبادرات الملكية

وجه عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة شكره إلى الشيخ عبدالعزيز بن عطية الله آل خليفة على مبادرته بالتنازل عن حقه الخاص عمن قبض عليهم بتهمة الحرق العمد لمزرعته، كما ثمّن جلالته لشعب البحرين كافة والصحافيين وكتّاب الأعمدة والجمعيات وكل من تفاعل مع دعوة جلالته لتعزيز روح الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية.

وأكد جلالته أن الجميع كان عند مستوى المسئولية وأبدوا حرصهم الخالص على مساندة كل توجه يرمي إلى تعزيز روح المحبة وتماسك النسيج الاجتماعي وتحقيق السلم الأهلي، مشيدا جلالته بمثل هذه المواقف المشرفة من أبناء البحرين بكل أطيافهم بما يعكس التزامهم وتمسكهم بالثوابت الوطنية.


أعرب عن تقديره لكل من تفاعل لتعزيز روح الوحدة الوطنية


العاهل: مبادرة عبدالعزيز بن عطية الله عكست روح التسامح

المنامة - بنا

أعرب عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عن شكره وتقديره إلى الشيخ عبدالعزيز بن عطية الله آل خليفة على مبادرته الكريمة بالتنازل عن حقه الخاص عمن قبض عليهم بتهمة الاعتداء بالحرق العمد على مزرعته الخاصة.

وأكد عاهل البلاد أن «هذه المبادرة عكست نبل أخلاقه وحرصه على إشاعة روح التسامح بين أبناء هذا البلد الذين تجمعهم العادات الحميدة والأخلاق الفاضلة وتجمعهم روح المحبة، وهي صفات جبل عليها المجتمع البحريني منذ أمد بعيد».

وأضاف جلالة الملك «إن هذه المبادرة جاءت استجابة لمبادرة جلالته بالعفو عن عدد من المتهمين والمدانين بقضايا الحق العام»، مشددا جلالته على أن «هذه المبادرة الطيبة ستترك أبلغ الأثر في نفوس الجميع».

كما وجه جلالته شكره وتقديره إلى شعب البحرين كافة وإلى الصحافيين وكتاب الأعمدة والجمعيات وكل من تفاعل مع دعوة جلالته لتعزيز روح الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية، مؤكدا أن «الجميع كان عند مستوى المسئولية وأبدوا حرصهم الخالص على مساندة كل توجه يرمي إلى تعزيز روح المحبة وتماسك النسيج الاجتماعي وتحقيق السلم الأهلي»، مشيدا جلالته بمثل هذه المواقف المشرفة من أبناء البحرين بكل أطيافه بما يعكس التزامهم وتمسكهم بالثوابت الوطنية.

ودعا جلالة الملك الله سبحانه وتعالى أن يحقق ما نصبو إليه جميعنا من عزة واستقرار لمملكة البحرين.


الملك يتلقى شكر «الوفاق» على مبادرة العفو الملكي

تلقى عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة أمس (الخميس) برقيات شكر من كل من الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية النائب الشيخ علي سلمان والنائب الشيخ حسن سلطان والنائب جلال فيروز ورئيس وأعضاء جمعية الوفاق، رفعوا فيها إلى جلالته شكرهم وامتنانهم على مكرمة جلالته بالعفو عن 250 من الأشخاص المتهمين والمدانين بقضايا الحق العام ممن لم يتورطوا في ارتكاب مخالفات جنائية تمس أمن الوطن والمواطن، فضلا عن محكومين آخرين دون انتظار مناسبة حلول عيد الفطر المبارك للإفراج عنهم، وأكدوا أن هذه المكرمة تضاف إلى مكارم جلالته الأبوية، سائلين الله أن يحفظ جلالته ويبقيه ذخرا لأبنائه المواطنين.


... وإشادة «هيئة المواكب» بإنشاء مرصد الحوار الوطني

تلقى عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة برقية شكر من رئيس الهيئة العامة للمواكب الحسينية السيد حسين كاظم العلوي عبر فيها عن تأييده لخطاب جلالته خلال لقائه المعنيين بالشأن الديني، ودعوته إلى الارتقاء بالخطاب الديني، وان يكون يكون الخطاب الديني المنطلق من المنابر داعيا ومراعيا للوحدة الوطنية والمحبة والتآخي بين أبناء البحرين كافة، والتأكيد على التقريب بين المذاهب ورفض الطائفية.

وأكد العلوي أن كلمة جلالته جاءت لتعزز الوحدة الوطنية وتوحد جميع أطياف المجتمع البحريني من اجل الأمن والأمان والاستقرار في إطار دولة المؤسسات والقانون.

كما رحب بدعوة جلالة الملك إلى الحوار الهادئ الهادف، وإنشاء مرصد وطني يعزز الوحدة الوطنية، ويدعم المشروع الإصلاحي لجلالته من أجل ما فيه الخير والصلاح لأبناء المملكة.


العاهل أثلج صدورهم ... فتوجهوا له بالدعاء متمنين أن تعمّ الفرحة الجميع

الإفراج عن المشمولين بالعفو الملكي موزعين على قيادات أمن ومراكز المحافظات

مدينة عيسى - عادل الشيخ

نفّذت الأجهزة الأمنية ممثلة في وزارة الداخلية يوم أمس (الخميس) الأمر الملكي السامي بالعفو عن 225 متهما ومحكوما بقضايا الحق العام ممن لم يتورطوا في ارتكاب مخالفات جنائية تمسُّ أمن الوطن والمواطن، إذ أقدمت وزارة الداخلية بالإفراج عن من شملهم العفو الملكي السامي في قيادات أمن المحافظات الخمس بالإضافة إلى عدة مراكز شرطة تابعة لأمن المحافظات.

وقد أفرج حتى نهاية أمس عن جميع المسجونين ما عدا خمسة من المحكومين و28 شخصا من غير المحكومين ممن ينتظرون المحاكمة.

علما أن 13 من غير المحكومين هم من المتهمين في قضية مزرعة الشيخ عبدالعزيز بن عطية الله، وقد تنازل الأخير عن حقه وعرضت وزارة الداخلية على المتهمين التوقيع على تعهد إلا ان الاجراءات لم تكتمل. وينتظر 15 من غير المحكومين اجراء المحاكمات لهم.

هذا، وقد عمّت مظاهر الفرح والغبطة أنحاء مملكة البحرين، إذ تجمع أهالي وذوو المفرج عنهم أمام مراكز المحافظات منذ ظهر يوم أمس رافعين أعلام البحرين وصور القيادة السياسية، مبدين فرحتهم والسعادة التي اكتنفتهم منذ سماعهم خبر العفو الملكي. حيث حضر أمام بوابات مراكز أمن المحافظات الأمهات والآباء والأطفال وذوو وأصدقاء من شملهم العفو الملكي، في حين أن بعضا من الأهالي أعياهم بكاء الفرح عن التحدث ووصف شعورهم.

وفي لقاء «الوسط» التي كانت حاضرة لهذه المناسبة السعيدة بآباء وأمهات وأولياء أمور المفرج عنهم، توجه الأخيرون رافعين الأيدي بالدعاء إلى صاحب العفو جلالة الملك بطول العمر ووافر الصحة والعافية، معبرين عبر «الوسط» عن بالغ شكرهم وامتنانهم لجلالته، مؤكدين أن جلالته بهذه اللفتة الكريمة يؤكد للجميع مجددا أن قلبه يسع كل أبناء الوطن بلا استثناء، وأنه صاحب النفس المتسامحة الرحيمة كما هو أصلا وفعلا، وأن يده ممدودة للخير دائما، متمنين أن تعمّ الأفراح جميع المحبوسين الآخرين، وأن يتم توفير فرص عملٍ لمن أفرج عنهم ليباشروا حياتهم المعيشية كغيرهم من المواطنين وينخرطوا في المجتمع منتجين لا معتالين، مؤكدين أن ذلك ليس ببعيدٍ عن جلالته.

الأهالي وأثناء لحظات وقوفهم التي دامت أكثر من ساعة أمام بوابات مراكز الشرطة بالمحافظات الخمس - في ظل الجو الصيفي الحار - انتظروا وصول أبنائهم من المحبس للإفراج عنهم، وكانوا يرفعون أعلام البحرين، وصور القيادة السياسية، في حين ارتفعت الزغاريد والتهاليل ابتهاجا وفرحا بهذه المناسبة.

ولحظة وصول المفرج عنهم ممن شملهم العفو الملكي بسيارات خاصة تابعة لوزارة الداخلية، أسرع ذووهم إليهم متبادلين الأحضان والقبلات، فيما كانت دموع الفرح تنغمر من أعينهم وخصوصا الأمهات والزوجات والأطفال. في حين أن بعضا من الأهالي أعياهم بكاء الفرح عن التحدث ووصف شعورهم.

أما المشمولون بالعفو الملكي السامي، فتوجهوا بالشكر والعرفان إلى عاهل البلاد المفدى، وقد تعهد بعضا منهم بنسيان الماضي وإصلاح من أنفسهم، والعمل من أجل رفع راية الوطن، موضحين لـ «الوسط» التهم الموجهة إليهم والفترة الزمنية التي قضوها من العقوبة المقررة لهم.

«الوسط» كانت تنتظر إلى جانب الأهالي وصول المفرج عنهم ممن شملهم العفو الملكي السامي، وقد سنح لها أن تلتقي بمجموعة من المعفو عنهم، في ظل أجواء الفرح والسعادة التي كانت تحتضن مراكز الشرطة، إذ كان المفرج عنهم يتحدثون للصحافة ووسائل الإعلام بينما كانت الزغاريد ترتفع والمشموم والريحان ينتثر.

أحدهم المفرج عنهم قال لـ «الوسط» لحظة نزوله من سيارة الداخلية: «أشعر بالفرحة، فأنا حرٌ الآن، وفعلا فإن الحرية لها ثمنها الغالي، وأحمد الله بداية، ومن ثم أتوجه لمليكنا بالشكر الجزيل». وقد أوضح الشاب أنه محكوم في قضية مرورية بتهمة القتل الخطأ، وأن القضاء قرر معاقبته بالحبس مدة عام كامل.

شاب آخر شمله العفو أيضا تحدث لـ «الوسط» بالقول: «أشكر صاحب القلب الكبير على هذه المكرمة، وأعني عاهل البلاد، فهذا ليس بغريب عنه، وأتعهد بأن أصلح من نفسي، فأنا محكوم بالسجن ثلاث سنوات وذلك في قضية بيع مواد مخدرة».

وعن شعوره بهذه المناسبة، رد: «بلا شك شعوري هو شعور الطائر الذي يتم إطلاقه من قفصه ليطير بحرية في فضاء الجو... شعوري هو أفضل شعور وهذه المناسبة هي أحلى وأغلى مناسبة مرّت عليّ في عمري، فأنا الآن وسط أهلي وأسرتي وأقاربي وأصدقائي بعد أن كنت بعيدا عنهم لفترة ليست بالبسيطة، عانيت خلالها ألم فراق الأحبة».

كما التقت «الوسط» بشاب آخر محكوم في قضية قتل، وهو «ح. ع.ح»، الذي كان يهمُُّ بحمل أمتعته من سيارة وزارة الداخلية، متوجها إلى خارج مركز محافظة الوسطى لتبدأ اللحظات الأولى من شعوره بالحرية، فقد ذكر لـ «الوسط»: «أنا محكوم بقضية مشاجرة وقتل عن طريق الخطأ، وقد حكمت بالسجن مدة عشر سنوات، إلا أنني قضيت فترة 6 سنوات وخمسة شهور في المحبس، وأنا أؤكد أن الجريمة التي اقترفتها كانت عن طريق الخطأ ولم أكن أتقصد القتل العمد، إلا أنني في هذه اللحظة قد قررت أن أنسى الماضي، وأن أصفح صفحة جديدة في عمري، فأنا متفاءل بعد هذا العفو الملكي، وكلي نظرة إيجابية إلى الحياة والمجتمع، وقد عاهدت نفسي أن أنسى ما مضى وأن أترك التشاؤم والتفكير السلبي»، مضيفا «وما كل ذلك إلا بهذه المبادرة الكريمة التي أحيت نفسي التي تعبت من حرمانها من الحرية، فشكرا كل الشكر لصاحب هذه المبادرة، وجزاه الله عني وعن جميع المشمولين بالعفو أفضل الجزاء».

إلى ذلك، أجرت «الوسط» بعض المقابلات مع عدد من أهالي المفرج عنهم، فوالدة أحد المحكومين قالت: «ابني في العقد الثالث من العمر، وهو محكوم بالحبس مدة عامين على ذمة بيع مواد مخدرة، وهو في الحبس منذ شهر مايو/ أيار للعام 2007». وقد توجهت والدة المفرج عنه - وهي تمسح دموعها من على خديها - بالشكر الجزيل لجلالة الملك، داعية له بوافر الصحة والعافية.

والد أحد المتهمين بقضية حرق سيارة أوضح أن ابنه متهم بحرق جنائي لإحدى السيارات، وهو يبلغ من العمر 22 عاما، وهو عامل بإحدى الشركات، موضحا أن ابنه كان قيد الاتهام من دون أمر إحالة القضية إلى المحكمة. حيث أكد المواطن أن مشاعر الفرح التي يعيشها وهو ينتظر لحظة الإفراج عن ابنه مشاعر لا يمكن وصفها، مشيرا إلى أنه وفي هذا الموقف يؤكد على شكر جلالة الملك، مفصحا عن أنه ينوي تزويج ابنه في المرحلة المقبلة.

وقد التقت «الوسط» أمام مركز أمن محافظة الوسطى بأحد الشبان، الذي كان ينتظر تطبيق العفو الملكي السامي بالإفراج عن ثلاثة من أصدقائه، إذ قال: في هذه اللحظة أنتظر وصول ثلاثة من أعز أصدقائي، وجميعهم في منتصف العقد الثاني من العمر، وهم متهمون بقضايا حرق، إلا أنه لم يصدر بحقهم أي حكم قضائي، ولكنهم قضوا في الحبس مدة ثلاثة أشهر تقريبا. هذا، وفي مظاهر فرحٍ يصعب وصفها، حمل المشمولون بالعفو الملكي السامي أمتعتهم هامّين مسرعين إلى أهاليهم وذويهم، لتنطلق بهم سياراتهم التي تضجُّ بالتزمير بالأبوقة والأهازيج والتهاليل، ليس إزعاجا ولكن صورة من صور التعبير عن مظاهر الشعور بالغبطة التي اكتنفت القلوب، فمرّت تلك السيارات وانطلقت، وهي ترفرف بأعلام البحرين وصور رموز القيادة.

يذكر أن عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة قد أصدر يوم أمس الأول (الأربعاء)، بمناسبة لقائه جلالته الأخير مع مجموعة من علماء الدين، أمرا ملكيا بالعفو عن 225 من الأشخاص المتهمين والمدانين بقضايا الحق العام ممن لم يتورطوا في ارتكاب مخالفات جنائية تمس أمن الوطن والمواطن، فضلا عن محكومين آخرين.


بُعيد الإفراج عن 225 متهما ومحكوما بقضايا الحق العام

الفرحة تجتاح شوارع وقرى البحرين

جو، الخميس - مازن مهدي

اجتاحت شوارع وقرى البحرين فرحة عارمة عصر أمس (الخميس) بعد أن بدأ تطبيق المكرمة الملكية بالإفراج عن 225 من ضمنهم متهمون ومحكومون بقضايا أحداث شغب، حيث أفرجت وزارة الداخلية عن الموقوفين من خلال خمسة مراكز، هي قيادة أمن العاصمة وقيادة أمن الوسطى، وقيادة أمن المحرق، ومركزي شرطة الخميس والرفاع الشرقي، وذلك بدءا من الساعة الرابعة عصرا.

عمليات الإفراج التي جرت بشكلٍ سريع شهدت تجمعات كبيرة لأهالي وأصدقاء الموقوفين في تلك المراكز، حيث امتزجت دموع الفرح بالصلوات والتكبيرات، في حين سارع بعض الأهالي بالعودة بالمفرج عنهم إلى منازلهم، فيما انطلق البعض في مسيرات سيارات، انتهى بعضها في المساجد لأداء صلوات الشكر والحمد.

مركز شرطة الخميس كان له نصيب الأسد في أعداد المفرج عنهم، يليه مركز أمن المنطقة الوسطى.

الصورة في مركز شرطة الخميس عكست الصورة نفسها التي تكررت في المراكز الأربعة الأخرى من حيث اكتظاظ الأهالي داخل أسوار المركز بانتظار وصول السيارات والحافلات التي تقل المعفو عنهم الذين تم توزيعهم بحسب مناطقهم السكنية وتوافدوا في سجن جو ومراكز الحبس الأخرى.

سجن جو نفسه كان مسرحا منذ ليل أمس للاحتفالات، وذلك حسبما ذكر بعض المعفو عنهم في لقاء «الوسط» بهم.

بعض الموقوفين كانوا قد أودعوا السجن بتهم جنائية والبعض الآخر كان قد أودع السجن على خلفية تهم أعمال شغب، إلا أن الجميع أجمع على أن تجربة السجن هي تجربة لا يودون تكرارها، حيث أشار معظمهم إلى أن تلك التجربة قد ساهمت في تغيير مسار حياتهم ودفعهم إلى بناء حياة مختلفة وأفضل.

«ح.م» البالغ من العمر 19 عاما كان قد دخل السجن بتهمة سرقة بالإكراه وحكم عليه بالسجن مدة ثلاث سنوات، وقد قضى منها سنتان وشهر، أشار إلى أن التجربة كشفت له أن درب السرقة ليس ذا منفعة، مضيفا أنه أخبر بالإعفاء عنه كمفاجئة سارة، حيث إنه كان من المقرر أن يفرج عنه في سبتمبر/ أيلول للعام 2009، وإنه لم يتوقع الإفراج عنه قبيل ذلك، متوجها بالشكر الجزيل إلى جلالة الملك، مؤكدا أن العفو الملكي سيتيح له إعادة بناء حياته من جديد.

«ع.ع.م» البالغ من العمر 27 عاما والذي حكم عليه بالسجن 13 عاما قضى منها 8 سنوات، وذلك على خلفية قضية سرقة، تقدم بالشكر والامتنان إلى جلالة الملك، لشمله في قائمة المعفو عنهم، واصفا ذلك بأنه لم يصدق بأنه شمل في العفو؛ حيث إن الحبس كاد أن يهدم حياته، معربا عن أمله في أن يعيد بناء حياته، متمنيا العفو عن الجميع، لكي يفكروا عن أخطائهم ويسمح لهم بإعادة بناء حياتهم.

أبومريم البالغ من العمر 32 عاما والذي حكم عليه بالسجن 7 سنوات على خلفية قيامه بالسرقة، قضى منها 5 سنوات، أشار إلى أن والده وأحد إخوته في السجن معه، حيث حكم على والده في القضية ذاتها بالسجن 6 سنوات، فيما دخل أخاه الأصغر سنا السجن أخيرا.

والد أبومريم البالغ من العمر 61 عاما، أوضح أن تجربة السجن مع ابنه غيرت مسار حياته وانعكست على ترابط الأسرة، إلا أن الاثنين أثنيا على جلالة الملك، لقيامه بشملهما في المكرمة الملكية، معربين عن أملهما أن تكون تلك بداية لفتح صفحة جديدة في حياتهم.

الاثنان ومن باب الدعابة أشارا أيضا إلى أنهم ملزمان بزيارة سجن جو ولو لفترة بسيطة، وذلك للقاء شقيق أبومريم الأصغر الذي يقضي عقوبة السجن في سجن جو.

أما أبومنار البالغ من العمر 35 عاما، والذي حكم عليه بالسجن على خلفية مشاركته في أعمال شغب قضى منها 7 أشهر ونصف، فشكر جلالة الملك وكل من سعى له بالدفع بالإفراج عنه، مناشدا إدارة السجن فتح باب أكبر للاستفادة من الطاقات الموجودة داخل أسوار السجن.

أكثر من موقوف التقتهم «الوسط» ناشدوا أيضا بأن تمحى من سجلاتهم التهم التي وجهت إليهم، لكي يتمكنوا من التقدم للحصول على أعمال وبناء مستقبل جديد.

«ح.م» البالغ من العمر 22 عاما، والذي أوقف في ديسمبر الماضي على خلفية أعمال شغب في منطقة السنابس، وحكم عليه بالسجن مدة عام، أعرب عن فرحته بالإفراج، متمنيا أن يتم الإفراج عن الجميع لتكتمل الفرحة.


دعوا الجميع للاستجابة لمنطق التسامح والحوار

ناشطون: مبادرات الملك فتحت مناخات جديدة للتلاقي الوطني

الوسط - حيدر محمد

تواصلت ردود الأفعال الأهلية المرحبة بالقرار الملكي بالعفو عن 225 من المتهمين والمدانين في قضايا الحق العام، وكذلك دعوة جلالته للحوار، مشيرين إلى أن «من شأن هذه المبادرات الإيجابية أن تهيئ السبل إلى تركيز دعائم الاستقرار والتطور الديمقراطي ومواصلة الطريق الإصلاحي».

ورفع عضو كتلة الوفاق النائب جاسم حسين التهنئة إلى جلالة الملك على هذه الخطوات الإيجابية الكبيرة قائلا: «نريد أن نهنئ جلالة الملك على هذا القرار الشجاع الذين أدخل السرور إلى مئات الأسر في البحرين، كما أن هذه الخطوة تعكس الرغبة والحرص الذي يوليه جلالة الملك لتعزيز الوحدة الوطنية وخلق مناخات إيجابية باستمرار».

وأوضح حسين أن «خطوة جلالة الملك تعكس الحكمة التي تدعو إلى العفو عند المقدرة، وبهذا القرار أثبت جلالة الملك أنه قائد يتحلى بالحكمة والعمل على حل كل المشكلات، وترسيخ أسس الاستقرار الأمني والاجتماعي».

وأضاف «إننا في الوقت الذي نجدد فيه الشكر لجلالة الملك فإننا ندين بعض الشخصيات التي تطالب وزارة الداخلية بعدم التسامح مع المجتمع، ومن يطرح مثل هذه الأفكار الغريبة لا ينتمي لثقافة شعب البحرين؛ لأن هذه الشخصيات تحب لغة العنف والكراهية بخلاف شعب البحرين الذي يقدم نموذجا رائدا في التعايش والتسامح»، مشيرا إلى أن هناك ثلاثة معتقلين من مدينة حمد وأحدهم طالب جامعي وبالتأكيد فإن إطلاق سراحهم سيدخل البهجة في منطقة مدينة حمد التي تحمل اسم جلالة الملك.

من جهته، أكد نائب رئيس الهيئة المركزية في جمعية العمل الوطني (وعد) عبدالله جناحي أن خطوة جلالة الملك تعبر عن الحرص على تهدئة الساحة السياسية وترسيخ الأمن، مشيرا إلى أن المطلوب الآن ليس فقط حوارا بين رجال الدين وإنما يتوسع الحوار بحيث يكون حوارا وطنيا شاملا بين الحكم وجميع القوى السياسية بهدف البدء في حل مجموعة من الملفات التي تخلق نوعا من اللاستقرار.

ورأى جناحي أن «هناك فرصة حقيقية لمعالجة الملفات العالقة، وأهم ملف حقوقي هو البدء في تنفيذ العدالة الانتقالية وذلك بالاستعانة بالتجارب الناجحة، والملف الآخر هو ملف الدستور والتفكير الجدي في إعطاء المزيد من الصلاحيات التشريعية والرقابية للمجلس النيابي وتعديل قانون الانتخاب». كما شدد جناحي على أهمية الملف المعيشي عبر تحسين مستويات المعيشة المنخفضة من خلال محورين أساسيين: التوزيع العادل للثروة والمحور الثاني محاربة حقيقية للمفسدين، آملا أن تستمر الخطوات الإيجابية على كل المسارات.

إلى ذلك، أشار رئيس الهيئة المركزية في جمعية ميثاق العمل الوطني أحمد جمعة إلى أن مبادرة العفو الملكي تمثل إحدى المكرمات التي تعودنا عليها من جلالة الملك، والتي تصب في محاولة رصّ الصفوف وتعزيز الوحدة وتمكين الجسد البحريني من الالتئام بعيدا عن الاحتقان.

وأضاف «في الجانب الآخر يجب النظر إلى مسألة الأمن والاستقرار؛ لأننا نؤمن بأن الازدهار الاقتصادي والاجتماعي يحتاج إلى أجواء ومناخات يتوافر فيها الأمن والاستقرار، ونحن نؤمن أيضا بأهمية تطبيق نظرية الثواب والعقاب (...) نحن لا نؤمن بالعودة إلى الوراء، ولكن الديمقراطية تحتاج إلى استقرار والاستقرار لا يجب يأتي عبر التفريط في الأمن».

وبشأن الدعوة للحوار الوطني قال جمعة: «للأسف الشديد، نحن على مدى سبع سنوات وجميع الأطراف تتحدث عن الحوار ولكنه كان كأنه حوار بين طرشان؛ لأن لا أحد يستمع لآخر، وأصبحنا نقصي الآخر ويجب أن نعترف بذلك على الرغم من أن البحرين شهدت مؤتمرين للحوار الوطني وطرحت مشروعات مختلفة للحوار».

وأضاف «نحن نريد أن نتحدث عن الحوار الوطني إذا كانت الأطراف جميعها تؤمن بهذه المسألة، ويجب ألا يكون هناك إقصاء للآخر، ومجلس النواب على سبيل المثال يفترض أن يكون قبة للحوار الرشيد والموضوعي لكنه مال إلى نسف الحوار وإلى مصدر للاحتقان، والغريب أن الكثير من النواب يطالبون بالحوار وهم أنفسهم لا يحترمون قيمة الحوار (...) نحن نأمل أن يتحقق الحوار الوطني، بحيث تنبهنا إلى متى يظل الوطن أسيرا لهذه المراوحة والحراك في ظل المد والجزر الحالي».

إلى ذلك، أكد الاستشاري علي العرادي أن على الجميع أن يتلقف مبادرات جلالة الملك بشكل إيجابي ويتماشى مع لغة الحوار، وأنا لا أتصور أن هناك أفضل من الحوار، وكفانا شرذمة وتعنتا في الكثير من الموضوعات.

وقال العرادي: «آن الأوان لأن نجلس مع بعضنا البعض لنتحاور، وخصوصا أن دعوة الحوار جاءت من أعلى رأس في المملكة، لذلك يجب أن نستمع بعقلانية للحوار من أجل رفع الظلم على أي إنسان يشعر بالغبن، ولذلك فإن ما فعله جلالة الملك يمثل خطوة محمودة ومشكورة، وهذا عين الصواب».

وأضاف «ما حدث يؤكد أن جلالة الملك يعي المرحلة وصعوباتها، وطالما أن دعوة الحوار جاءت من قمة الهرم السياسي فيعني ذلك أن هناك إصرارا على حل الكثير من الأمور العالقة وإزالة اللبس عن الكثير من الأمور التي عليها غبار».

ودعا العرادي إلى قطع الطريق أمام الوصوليين قائلا: «نحن في تاريخنا لم نعش الشحن الطائفي كما نعيشه اليوم وهناك من لا يستطيع العيش إلا على الفتات الطائفي، والحل الوحيد لقطع الطريق على هذه الفئة الانتهازية والوصولية هي الاستجابة إلى دعوة جلالة الملك والجلوس على طاولة الحوار، وأنا متفائل بإذن الله بأن المجتمع سيقطع الطريق على كل متربص».

العدد 2156 - الخميس 31 يوليو 2008م الموافق 27 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً