العدد 2167 - الإثنين 11 أغسطس 2008م الموافق 08 شعبان 1429هـ

الطفل بائع الليمون

لي مون يصرخ في الطريق فأشتري

وأراه في تموز حافيا صابر

في كل مفترق الطريق محملا

وبكل ركن واقفا بل حائر

ويصيح ليمون حلال سيدي

فأحار من قول ويجري محجري

طفل بعمر الورد فوق متونه

كيس وكيس في اليدين منشر

وكأنه من كسرة لا ينتظر

حتى كلام الجالس المتكبر

ومتى تراه ترى الشهامة في حي

وكأنه من عزة متبختر

وإذا بدا للناس قالوا ويلنا

طفل يردد قولة المتحسر

والشمس تحرقه بحر لهيبها

وكأنه عند الولادة أسمر

والناس تسأله أمالك والد

يحنو عليك ويستثار لمنظر؟

فيفيض بالكلمات من أعماقه

ويكاد يبكي من سؤال المكثر

وتسيل دمعات على وجناته

ويقول لم أره وفارق باكر

أمي مضت واليتم أحسبه أبي

والأهل مني مشفق أو منكر

كانت تحب نداء اسمي دائما

وتقول ابني فتنة بالأخضر

فحملت ليمونا لأجعل قولها

صدقا وأسري بالنهار المبصر

ليمون إني لا أبيعك إنما

أحتاج بيعك كي أعيش وأستر

وأحب رائحة تفوح عطورها

من كيس أحمله جميل المنظر

كيس أكاد أنوء من أثقاله

وحشا فإن كرامتي في مصدري

إن كنت أحمله فتلك محبة

وأنا بغير محبة متحسر

في كل وقفات أصيح بمشترٍ

ليمون عندي والحياء مكسري

محمد حسن باقر رضي

عضو مجلس الشورى

العدد 2167 - الإثنين 11 أغسطس 2008م الموافق 08 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً