أنا قبل كل شيء مواطن من أبناء هذا الوطن المخلصين، مشهود لي بحسن الخلق والنزاهة – ولله الحمد – راض بقضاء رب العالمين، ولكن قسوة الظروف التي مررت بها جعلتني في لحظة فاقدا لزمام نفسي، ويتلخص الموضوع في أنني قد حضرت إلى قسم الطوارئ بمجمع السلمانية الطبي في تمام الساعة 12.44 صباحا بتاريخ 4 أغسطس/ آب 2008، برفقة زوجتي المصابة بنزيف حاد في الرئة تطلب دخولها غرفة الإنعاش بشكل فوري. وتم إثر ذلك تشخيص حالتها بشكل مبدئي من قبل الطبيب الموجود في الطوارئ الذي طلب إجراء بعض الفحوصات الطبية، واستدعى كذلك الاختصاصية لبحث حالتها، وتم ذلك كله والنزيف لايزال مستمرا لدى زوجتي المريضة، التي حمتها الرعاية الإلهية والجهود المخلصة للممرضات من حدوث ما لا يحمد عقباه.
واستمر النزيف حادا لدى زوجتي حتى وصول الاختصاصية في تمام الساعة 4.30 صباحا لتوجه المريضة حينها إلى إجراء الأشعة المقطعية لها من دون أدنى محاولة منها لوقف النزيف، ولكم أن تتخيلوا حالتي وأنا أرى زوجتي ورفيقة دربي تعيش العناء، وتصارع آلامها لتعيش. وكنت أثناء معايشتي للموقف أحاول معرفة حال المريضة، لكن الاختصاصية لم تشرح لي طبيعة الحال مما زادني توترا وقلقا. وتطورت الحال حتى وصلت إلى الاستعانة بجهاز التنفس الصناعي لأكثر من مرة، وظللنا بالمستشفى حتى اليوم التالي، وأصابني اليأس من معرفة طبيعة حالتها مما دفعني إلى اللجوء إلى الممرضات والاستفسار منهن عن سبب بقاء زوجتي في الطوارئ لمدة طويلة جدا، فأجبنني بأنه لا توجد أسرَّة شاغرة في الجناح المختص!
وتوجهت إثر ذلك إلى الأطباء الموجودين في الطوارئ من دون أي حل سوى أنهم قاموا بتحويلي من طبيب إلى آخر، من دون جدوى، حتى سدت كل أبوابهم في وجهي، ولجأت في تمام الساعة 1.30 ظهرا إلى أحد مسئولي السلمانية وكلي أمل بأن أجد لديه الحل المناسب الذي يخفف من وطأة حال زوجتي ونقلها إلى الجناح المختص، لكنني فوجئت بتجاهله لي وتحويلي فورا إلى موظف أدنى منه مرتبة من دون أن يسمع مني شيئا، مما زاد من همي وعنائي وأصابني بذهول أفقدني كل إحساس، وقمت لا شعوريا بلومه على موقفه غير المسئول تجاه زوج ضاقت به السبل وهو يرى رفيقة دربه تعاني مرارة الألم من دون أن يلتفت إليه أصحاب الشأن. وأعترف بأنني رفعت صوتي أمامه ولكن من دون وعى مني، فوطأة المعاناة وشدتها أفقدتني تفكيري وهدوئي.
وحضر أحد الإداريين من المكتب المجاور لتهدئتي وأبدى استعداده لحل مشكلتي بعد أن شرحتها له. ولكن المسئول السابق رفع علي دعوى قضائية اتهمني فيها بتهم كثيرة وأخذ الموضوع منحى شخصيا. فشرف المهنة التي يشغلها وعظم المسئولية التي يفرضها عليه ضميره وإنسانيته كانا ليدفعانه إلى اتخاذ الإجراءات الضرورية بحسب المستطاع مع عدم تجاهل معاناة مريضة تصارع مرضها وتنتظر منهم التخفيف عنها.
لذلك فإنني أناشد مسئولي وزارة الصحة بحث موضوع الإهمال الذي لقيته في الطوارئ على محمل الجد، والنظر في قضيتي مع المسئول الذي انتظرت منه المساعدة والعون فبادرني بقضية في المحكمة، ورفعها عني لأنني مظلوم فيها. كما أرجو منكم مد يد العون لنا لمعالجة زوجتي المريضة.
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
العدد 2167 - الإثنين 11 أغسطس 2008م الموافق 08 شعبان 1429هـ