العدد 2171 - الجمعة 15 أغسطس 2008م الموافق 12 شعبان 1429هـ

«مطاعم الفاست فود» تفتح أبوابها لـ40 عاطلا

سئم طرق أبواب وزارة التربية والتعليم كما سئم طرق الباب ذاته في معظم الوزارات وهو خريج الخدمة الاجتماعية والحاصل على شهادة البكالوريوس مع مرتبة الشرف منذ أكثر من عامين؛ فقرر الانضمام أخيرا لزملائه من خريجي التخصص نفسه ليكون واحدا من بين 40 توظفوا أخيرا ولكن عاملين في مطاعم الوجبات السريعة (الفاست فود) بعد ضياع دراستهم الجامعية التي دامت خمس سنوات.

من تلك المطاعم، تساءل خريجو الخدمة الاجتماعية الذين التقت «الوسط» عددا منهم عن مدى جدية التوظيف بعد مكرمة جلالة الملك، واضطرارهم لقبول وظائف في مطاعم الوجبات السريعة بعد أن انعدمت الوسائل في الحصول على وظيفة في وزارة التربية والتعليم.


بعد وقف علاوة التعطل وشحّ الوظائف

بكالوريوس «الخدمة الاجتماعية» يوظف 40 عاطلا في مطاعم الوجبات السريعة

الوسط - زينب التاجر

سئم طرق أبواب وزارة التربية والتعليم وسئم طرق الباب ذاته في معظم الوزارات وهو خريج الخدمة الاجتماعية والحاصل على شهادة البكالوريوس مع مرتبة الشرف منذ أكثر من عامين، لينضم أخيرا إلى زملائه من خريجي التخصص ذاته ويكون واحدا من بين 40 منهم توظفوا أخيرا ولكن عاملين في مطاعم الوجبات السريعة (Fast Food) بعد دراستهم الجامعية التي دامت خمس سنوات. بعضهم كان من مبتعثي وزارة «التربية» التي تقضي خطتها الخمسية في الابتعاث بمنح بعثات للطلبة في تخصصات سيكون لخريجيها شاغر بعد التخرج في سوق العمل.

ومن تلك المطاعم، تساءل عدد من خريجي الخدمة الاجتماعية الذين التقتهم «الوسط» أمس الأول (الثلثاء) عن مدى جدية التوظيف بعد مكرمة جلالة الملك، ولاسيما بعد أن لجأ زهاء 40 عاطلا منهم لقبول وظائف في مطاعم الوجبات السريعة بعد أن عدموا الوسيلة في الحصول على وظيفة في وزارة «التربية».

إلى ذلك، ذكر الخريجون أن الفصل الجاري شهد تضاعف عدد عاطلي «الخدمة الاجتماعية» في ظل وقف علاوة ضد التعطل عن قدامى الخريجين من التخصص ذاته؛ مما دفع الكثيرين منهم ولاسيما الذكور إلى قبول وظائف متدنية ولا تتناسب مع مستواهم الأكاديمي كالانخراط في العمل في بعض مطاعم الوجبات السريعة ليساهموا بذلك في تكريس البطالة المقنعة، على حد وصفهم.

وأضافوا «البعض الآخر منا لجأ للعمل في مواقع أخرى كسواق في شركات النقل والمقاولات أو كموظفي استقبال وعمال في المصانع»، مستدركين إن «مدة عملنا في تلك الوظائف المتدنية لا تتجاوز ثلاثة أشهر ضمانا لعدم تجديد بيانات البطاقة الشخصية وتحويل مسمانا من عاطلين إلى عاملين وبذلك نخسر فرصتنا في التوظيف في وزارة (التربية)».

ولفتوا إلى أنهم مجبرون على ذلك لمواجهة ظروف الحياة في ظل آلية التوظيف التي مازالت تحبو على رغم توجيهات جلالة الملك ورئيس الوزراء لسرعة توظيف العاطلين الجامعين فضلا عما ينص عليه الدستور في المادة رقم (13) التي تشير إلى أن العمل واجب على كل مواطن تقتضيه الكرامة ويستوجبه الخير العام ولكل مواطن حق في العمل واختيار نوعه وفقا للنظام العام والآداب فضلا عن أن القانون يشير إلى وجوب أن تكفل الدولة توفير فرص عمل للمواطنين وعدالة شروطه.

وأضافوا «تنقلنا من وظيفة إلى أخرى لمواصلة حياتنا لحين توظيفنا في وظائف تتواءم مع تخصصاتنا من شأنه أن يؤثر سلبا على سيرتنا الذاتية علىرغم كوننا مجبرين على هذا الفعل»، على حد قولهم.

ووجهوا إصبع اتهام إلى وزارة «التربية» إذ قالوا إنها «غير جادة في توظيف العاطلين والدليل وقف علاوة ضد التعطل بعد 6 أشهر للدفعة الأولى التي لم يتم توظيف معظم من فيها، في الوقت الذي أعلنت وزارتا العمل و «التربية» عدم مسئوليتهما عن تلك الدفعة بعد وقف التأمين بعد مراجعتهم لهما أخيرا.

وطالبوا الوزارة باعتماد معيار الأقدمية والكفاءة في التوظيف، مستغربين توظيف خريجين جدد وزج أسمائهم في قائمة ضد التعطل على رغم دخولهم مقابلات في الوزارة وإجرائهم امتحانات شفهية وكتابية اجتازوها بنجاح، وتساءلوا عن مدى جدية الوزارة في التوظيف ولاسيما بعد نتائج آخر امتحانات توظيفهم التي جاءت بمثابة الصدمة.

واتهموا الوزارة باتباع سياسة التطفيش فما كان من الخريجين بعد تلك السياسة سوى اللجوء إلى القطاع الخاص، لافتين إلى أن أكثر من 80 في المئة من الخريجين لم يعودوا يعولون في توظيفهم على وزارة «التربية».

وطالبوا الوزارة بتوظيف خريجي الخدمة الاجتماعية من المصابين بأمراض وراثية مزمنة على أقل تقدير في سلك التدريس وإن لم يكونوا من الأقدمية ولاسيما أن القطاع الخاص يرفض توظيفهم لظروفهم الصحية.

ولفتوا إلى أن معظمهم من المنخرطين في العمل التطوعي في محاولة منهم للحفاظ على ما تبقى من ذاكرتهم الأكاديمية لحين إبصار عملية توظيفهم النور.

ورأوا أن شماعة الأخطاء تطول الجميع ابتداء من الأسرة والطالب الذي لم يعمد إلى اختيار التخصص الملائم لميوله فضلا عن الوزارة واستراتيجيها التي لا تنظر لاحتياجات سوق العمل إلى جانب الجامعات والمؤسسات التعليمية التي تفتح تخصصات بها اكتفاء ذاتي، وأخيرا شح مراكز الإبداع ومؤسسات خلق المواهب واعتماد الوزارة ومناهجها فضلا عن الجامعات التي تقتصر على التعليم التقليدي المعتمد على مبدأ «الحشو والتفريغ».

يذكر أن عددا من خريجي الخدمة الاجتماعية سبق أن اعتصموا غير مرة أمام وزارة «التربية» مطالبين بتوظيفهم.

العدد 2171 - الجمعة 15 أغسطس 2008م الموافق 12 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً