العدد 2173 - الأحد 17 أغسطس 2008م الموافق 14 شعبان 1429هـ

تراجع دور المتاجر التقليدية في ألمانيا

أظهرت دراسة لمعهد الدارسات التجارية في مدينة كولونيا الألمانية تراجع دور المتاجر التقليدية في ألمانيا بعد ظهور سلاسل مراكز التسوق الكبرى، التي تعمل على تقديم كم هائل ومتنوع من المعروضات تحت سقف واحد.

في الماضي كانت المتاجر تشكل أماكن تجذب كل المواطنين الألمان إلى مراكز المدن. وفي سبعينيات القرن الماضي، كان كل ثامن مارك، يتم التعامل به في تجارة التجزئة في ألمانيا، من نصيب المتاجر. كما ارتفعت في السوق الألمانية لتبلغ قرابة 12 في المئة. لكن تقديم منتوجات في متجر واحد، لم يعد اليوم يجذب الزبائن كسابق عهده؛ الأمر الذي سبب انخفاض قيمة حصتها التجارية إلى قرابة 3,5 فقط. هذا التراجع الحاد يضع المتاجر الألمانية التقليدية في وضع حرج للغاية.

وهذه الأزمة الحالية تذكر بأخرى مشابهة واجهتها المتاجر الصغيرة في تسعينيات القرن الماضي بسبب منافسة المراكز التجارية الكبيرة، التي بدأت تحل محلها تدريجيا. آنذاك اختفت بعض المتاجر التقليدية كهورتن وهيرتي. صحيح أنه تم فيما بعد إحياء متجر «هيرتي» كماركة تجارية من جديد، لكن المجموعة اضطرت إلى إعلان افلاسها من جديد. ومن المتوقع ألا ينجو من أزمة مجموعة «هيرتي» الحالية سوى نصف فروعها في أنحاء ألمانيا والبالغة 72 فرعا.

مشاكل صعبة

ولا تعاني سلاسل المتاجر الفاخرة أو تلك التي تبيع البضائع الرخيصة الثمن من مشاكل، كتلك التي تواجهها المتاجر، التي تبيع بضائعها بأسعار متوسطة. ويعلق ماركو آتسبيرغر من معهد الدارسات التجارية في مدينة كولونيا الألمانية على هذه الظاهرة بالقول: «بدأت خسارة هذه المتاجر منذ 15 عاما، لكنها لم تتخذ إجراءات لمواجهة ذلك سوى في وقت متأخر».

كما يرى الخبير الألماني أن هذه المتاجر لم تحقق استثمارات كافية على صعيد العلامة التجارية وتنوع معروضاتها أو في توسيع صفقاتها. لذلك فانها ماتزال تفتقر إلى الأجواء التي تدفع زبائنها إلى الشراء. إضافة إلى ذلك تفتقر هذه المتاجر إلى تقديرات خبراء السوق بشأن وضع مفاهيم جديدة، مثل «محل في محل». وفي هذا النوع من المراكز التجارية يتم تأجير مساحات إلى شركات تنتج ملبوسات من ماركة معينة أو إلى منتجي البضائع المنزلية. ويضيف آتسبيرغر بهذا الخصوص «عموما لا يتم تطبيق هذا في ألمانيا بصورة منهجية كما هو الحال في الخارج».

منافسة من خلال الإنترنت ومراكز التسوق

وتواجه المتاجر التقليدية منافسة من قبل المتاجرة من خلال الإنترنت تهدد وجودها. وبحسب المحلل الاقتصادي الألماني فإنها تعتمد في عملها على الاستشارات ولا تحاول في البدء في الدخول في منافسة مع المتاجر التقليدية على صعيد الأسعار. ويضيف الخبير «لذلك تحاول هذه المتاجر، بدلا عن التميز بأسبقية في الأسعار، أن تخلق نوعا من العاطفية». لكن هذه المسألة تعد صعبة بالنسبة إلى أغلب المتاجر، ومن الأمثلة تلك التي تعمد إلى توظيف تعاطف زبائنها، على غرار متجر «كا دي في» في برلين و»آلسترهاوس» في مدينة هامبورغ (شمال ألمانيا). كما تزيد حقيقة أن مراكز التسوق العملاقة الجديدة، تقدم عرضا متكاملا من المنتوجات في محل واحد، من صعوبة وضع المتاجر التقليدية.

العدد 2173 - الأحد 17 أغسطس 2008م الموافق 14 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً