أكدت مصادر روسية وفرنسية متطابقة أمس (الأحد) أن موسكو ستبدأ في سحب قواتها المقاتلة من جورجيا اعتبارا من اليوم (الاثنين).
فقد أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف ابلغ نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في اتصال هاتفي أمس أن انسحاب القوات الروسية من جورجيا سيبدأ اليوم (الاثنين).
وقال الكرملين في بيان إن مدفيديف «ابلغ ساركوزي أن روسيا ستباشر ابتداء من الغد (اليوم) سحب قواتها العسكرية التي كانت أرسلت لتعزيز قوات حفظ السلام الروسية اثر الاعتداء الجورجي على اوسيتيا الجنوبية».
وفي باريس، أعلنت الرئاسة الفرنسية بعد هذا الاتصال الهاتفي أن الانسحاب سيبدأ «ظهر الاثنين». وقال قصر الاليزيه في بيان إن «الرئيس مدفيديف ابلغ رئيس الجمهورية أن انسحاب القوات الروسية سيبدأ الاثنين الثامن عشر من أغسطس/ آب عند الظهر».
واتصل ساركوزي بميدفيديف هاتفيا لتحذيره من عواقب خطيرة بالنسبة لعلاقات روسيا مع الاتحاد الأوروبي إذا لم تنسحب القوات الروسية من جورجيا تماشيا مع اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعه الجانبان.
ونقل الاليزيه عن ساركوزي قوله إن «توقيع كل الأطراف المعنيين وآخرهم رئيس اتحاد روسيا على اتفاق وقف إطلاق النار المؤلف من ست نقاط يجب أن يترجم بانسحاب من دون تأخير لجميع القوات العسكرية الروسية التي دخلت جورجيا منذ السابع من أغسطس».
وتابع البيان أن الرئيسين «اتفقا على نشر مراقبين دوليين تابعين لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في اقرب وقت». وأضاف أنهما اتفقا أيضا «على إجراء اتصال هاتفي يومي يركز على كيفية تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار».
وينص اتفاق وقف إطلاق النار بين روسيا وجورجيا الذي تم التوصل إليه بمبادرة من الرئيس الفرنسي على عودة القوات الجورجية إلى مراكزها، وانسحاب القوات الروسية إلى المواقع التي كانت فيها قبل بدء النزاع في اوسيتيا الجنوبية في الثامن من أغسطس الجاري.
ومن جهتها، قالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس بلهجة جافة «آمل هذه المرة بأن يفي (الرئيس الروسي) بوعده».
وفي وقت سابق، أعلن قائد القوات الروسية في منطقة غوري الجنرال فياتشيسلاف بوريسوف «لقد وصلت قوات حفظ السلام، والقوات الروسية تنسحب تدريجيا» من دون أن يوضح ما إذا كانت هذه التحركات تشمل كل أنحاء جورجيا أو منطقة غوري فقط قرب منطقة اوسيتيا الجنوبية الانفصالية.
وسأل الجنرال: «ماذا رأيتم على طريق (غوري)؟ انه رتل من قوات حفظ السلام»، مؤكدا أن «كل الطرقات مفتوحة أمام المساعدات الإنسانية والجورجيين».
ومنعت القوات الروسية الشرطة الجورجية الأحد من دخول مدينة غوري الاستراتيجية التي تحتلها القوات الروسية ومازالت تسير دوريات في شوارعها. وشاهد احد مراسلي وكالة فرانس برس في المكان أمين مجلس الأمن الجورجي الكسندر لومايا في مناقشة حادة مع بوريسوف.
وأكد الجنرال الروسي أن «كل شيء تحت السيطرة» وليس ضروريا نشر الشرطة الجورجية في المدينة.
وفي وقت سابق أعلن لومايا أن القوات الروسية كانت تواصل أمس تعزيز مواقعها في جورجيا بعيدا عن اوسيتيا الجنوبية الانفصالية وذلك على رغم وقف إطلاق النار الذي ينص على انسحابها.
وقال لفرانس برس «ليس هناك أي مؤشر يدل على أن الروس يخططون لانسحابهم. بالعكس أنهم يكثفون نقاط التفتيش ويعززون مواقعهم».
وأفاد مراسل فرانس برس أن عدة حواجز مراقبة روسية مازالت قائمة على الطريق المؤدية إلى غوري.
ميركل: جورجيا ستصبح عضوا في الأطلسي
تبيليسي - أ ف ب
أعلنت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أمس في تبيليسي أن جورجيا «ستصبح عضوا في الحلف الأطلسي».
وقالت ميركل في تصريح صحافي أدلت به قبل لقائها الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي إن «جورجيا ستصبح عضوا في الحلف الأطلسي إذا أرادت ذلك، وهي فعلا تريد ذلك».
كما أعلن ساكاشفيلي اثر المحادثات أن بلاده لا تعترف «بأية قوة سلام» روسية. وقال للصحافيين «لا يمكننا الكلام في جورجيا عن قوات سلام روسية. لا يمكن أن تكون هناك قوات سلام روسية، إنها قوات روسية».a
العدد 2173 - الأحد 17 أغسطس 2008م الموافق 14 شعبان 1429هـ