نداء عاجل أرفعه الى المعنيين في وزارة الداخلية، طالبا الحكم العادل والمنصف الذي من خلاله أتمكن من استرجاع جميع حقوقي المسلوبة...
أنا مواطن اتهم جزافا وبطلانا في العام 1997 بتهمة لا صلة له بها، وقد وضع خلف القضبان مع السجناء لمدة تناهز 3 سنوات من دون اية محاكمة، فبمجرد وشاية من احد المعتقلين ألصقت التهمة بي من دون السماح لي بالدفاع عن نفسي، كما تم فصلي من وظيفتي السابقة (شرطي في مركز شرطة مدينة عيسى)، وبعد مضي 3 سنوات في السجن تم تحويلي الى المحكمة التي أصدرت بعد عدة جلسات للنظر في مدى صلتي بقضية حرق بقالة تقع في مدينة حمد، حكما نهائيا يفصل ببراءتي من التهم المنسوبة إلي في تاريخ 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 1999...
بعد حكم البراءة خرجت من السجن وكان ذلك في العام 2000 ضمن دفعة السجناء المعفو عنهم... خرجت كالطائر مكسور الجناجين لا اعرف سبيلا للنجاة من حياة رسمت فيها الطموح والآمال والآن بلحظة عابرة تلاشت كل تلك الاحلام وتراءى لي أن الهم والنحس يلاحقاني من كل حدب وصوب... خرجت وانا كلي امل بالعودة من جديد الى عملي السابق (شرطي) فظللت اراجع وزارة الداخلية التي لم تجبني إلا بـ «انتظر خيرا « وهكذا استمر الحال حتى بلغنا العام 2002 وصدر قرار حكومي من مجلس الوزراء يقضي بإعادة المفصولين من وزارة الدفاع والداخلية الى اعمالهم من جديد... فرحت كثيرا بهذا الخبر لأن هذا القرار يلامسني من قريب، فسلكت المسلك السابق من امر المراجعات لدى الداخلية لمعرفة أوان عودتي الى احضان العمل، فقيل لي انه سيتم انتقاء 8 اشخاص من يثبت انهم ذوو تاريخ وسيرة نظيفة وذوو ملف نظيف من الجرائم، وبالتالي ستتم اعادة النظر في احوالهم وامر ارجاعهم الى العمل.
وبعد عدة مراجعات تيقنت ان اسمي اصبح مدرجا ضمن فئة الاشخاص المؤهلين الى العودة الى العمل، والدليل على صحة معلوماتي هو رقم الرسالة الخاصة بشأن اعادتي الى العمل التي تحمل رمز: وود/4/4/800 بتاريخ 13 ديسمبر/كانون الأول 2006 كانت موجهة الى قسم الموارد البشرية وصادرة عن مكتب وكيل وزارة الداخلية... استبشرت خيرا بعد هذا الوعد القاطع الذي لا مجال للشك فيه بأنني شخص مؤهل للعودة الى العمل، الا انهم ظلوا يصرون على طلب دلائل وقرائن تثبت خلو ملفي من اية جريمة وسوابق، فاستجبت لهم على وجه السرعة وكانت وجهتي هي النيابة العامة التي عن طريقها استطعت استخراج افادة تؤكد انني مواطن ذو ملف نظيف وخال من اية اتهامات وجرائم وسوابق، وانني خرجت براءة من قبضة السجان، وأودعت هذه الافادة عندهم فظللت من ذلك التاريخ وحتى كتابة هذه السطور عاطلا عن العمل انتظر امل العودة مجددا الى مهنة الشرطي، ولا جواب في هذا الموضوع!
حينما راجعت المعنيين في الداخلية، كان جوابهم المعهود «انتظر خيرا في الفترة المقبلة»، حتى صارت الفترة المقبلة 8 سنوات وانا انتظر امل العودة الى العمل، مع العلم انني أقضي جل يومي في العمل بمهنة بسيطة في القطاع الخاص استحصل منها مبلغا لا يتجاوز 100 دينار فيما المسئوليات والمهام الملقاة على عاتقي في ازدياد مستمر، ومسئولية الزواج تحتم علي تدبر اموري المعيشية على رغم قساوتها. كما أني اعيش مع زوجتي في غرفة واحدة في بيت والدي وأنتظر مولودا في الطريق... لذلك كل ما أرتجيه هو نظر المسئولين في الداخلية بعين من الانسانية في أحوالي المعيشية والاجتماعية الصعبة، والأخذ بيدي وإرجاعي مجددا الى عملي السابق ولهم كل التقدير والاحترام.
(الاسم و العنوان لدى المحرر)
العدد 2173 - الأحد 17 أغسطس 2008م الموافق 14 شعبان 1429هـ