أعلن محافظ ديالى رعد رشيد الملا جواد أمس (الثلثاء) أن قوة عراقية قتلت سكرتيره الشخصي، واعتقلت مسئول اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة في حين «فتحت بغداد تحقيقا» في الهجوم الذي نفذته «القوة الخاصة»، بحسب مسئول رفيع.
وقال الملا جواد ان «قوة عراقية اقتحمت فجر اليوم (أمس) مبنى مجلس المحافظة وعبثت بمحتوياته، واعتدت على الموجودين وجردت عناصر الحماية من أسلحتهم». وأضاف أن «القوة التي جاءت من بغداد أطلقت النار على سكرتير عباس التميمي وقتلته داخل مقر المحافظة، واستولت على سيارات وأموال وأجهزة قبل أن تغادر». وأكد أن «القوة اعتقلت عضو مجلس المحافظة حسين الزبيدي». يذكر أن الزبيدي مسئول اللجنة الأمنية وهو من الحزب الإسلامي بزعامة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي.
وتابع الملا جواد أن «مدير مركز العمليات في وزارة الداخلية وقائد شرطة ديالى بالوكالة اللواء عبد الكريم خلف واجه القوة، واندلعت مواجهات مسلحة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى».
وأفادت مصادر أمنية أن القوة داهمت منزل رئيس جامعة ديالى نزار الخفاجي واعتقلته دون معرفة الأسباب.
بدوره، أكد المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع اللواء محمد العسكري أن «القائد العام للقوات المسلحة (رئيس الوزراء نوري المالكي) أمر بتشكيل لجنة للتحقيق بالعملية التي جرت في مبنى محافظة ديالى».وأوضح ان «اللجنة يرأسها قائد القوات البرية الفريق الركن علي غيدان وقضاة متخصصون تعمل بهدف الكشف عن ملابسات الحادث، وأسباب ضعف التنسيق، بين قيادة العمليات والقوات على الأرض».
وأضاف العسكري أن «القوة داهمت مبنى المحافظة وقتلت سكرتير المحافظ واحد الحراس وأصابت أربعة من قوات وزارة الدفاع، فضلا عن اعتقال الزبيدي».
من جهته، قال مسئول رفيع في وزارة الدفاع إن «القوة التي داهمت المحافظة هي قوة خاصة عراقية مرتبطة بالقوات المتعددة الجنسيات»، وأضاف أن «هذه القوة تعمل تحت إمرة القوات الأميركية فقط، ولا تأتمر بأوامر وزارة الدفاع لذلك حدثت مشاكل (...) ليس لدينا علم بتحركاتها».
من جانبه، انتقد النائب عن الحزب الإسلامي عمر عبدالستار الحادثة واعتبرها غير مبررة. وقال إن «استهداف مجلس المحافظة ومبنى المحافظة أمر غير مقبول». واعتبر انه «كان من الممكن اعتقال الزبيدي بطريقة محترمة ومؤدبة، وهو موجود في المحافظة بينهم (...) وليس بهذه الطريقة، فالمداهمة من المفترض أن تجري ضد الإرهابيين وليس ضد أعضاء مجلس المحافظة».
بدوره، قال رئيس مجلس المحافظة إبراهيم باجلان إن «أعضاء المجلس علقوا عضويتهم احتجاجا على التجاوزات»، وأكد «انسحاب أعضاء الحزب الإسلامي في مجلس المحافظة، وعددهم سبعة حتى إطلاق سراح الزبيدي».
وأعلن مصدر أمني في محافظة ديالى أن الإدارة المحلية في المحافظة قررت تعليق الدوام الرسمي في جميع مكاتبها لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من أمس حدادا واحتجاجا على مقتل سكرتير المحافظ.
في غضون ذلك، طالب مسئول في وزارة حقوق الإنسان العراقية الحكومة والقضاء بمحاكمة المسئولين عن حالات تعذيب في سجون البلاد بعد ثبوت 121 حالة، بينها ثلاث ضد نساء خلال العام 2007 ومايزال التحقيق فيها جاريا. وأكد المسئول «عدم صدور أي حكم بحق المتهمين بتعذيب سجناء حتى الآن»، وأضاف أنه يوجد حاليا 47445 معتقلا بينهم نساء وأطفال في السجون.
من جانب آخر، أعلن الجيش الأميركي مقتل أحد جنوده في هجوم استهدف مقرا للجيش قرب العمارة ( جنوب بغداد)، ما يرفع عدد قتلى الجيش الأميركي إلى 4143 جنديا منذ غزو العراق العام 2003.
العدد 2175 - الثلثاء 19 أغسطس 2008م الموافق 16 شعبان 1429هـ