أعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس (الخميس) أنه سيتم تقديم مسودة أولية للاتفاق الأمني المثير للجدل مع واشنطن إلى المجلس السياسي للأمن الوطني، أعلى هيئة سياسية في العراق اليوم (الجمعة). وتزامن ذلك مع وصول وزيرة الخارجة الأميركية كوندوليزا رايس إلى بغداد في زيارة مفاجئة.
وقال زيباري إن «المسودة ستقدم إلى المجلس السياسي للأمن الوطني» الذي يضم رئيس الجمهورية ونائبيه ورئيس الوزراء ورؤساء الكتل البرلمانية الرئيسية في البلاد. وأضاف «الجمعة سيكون يوما مهما جدا». لكنه قال «إننا قريبون جدا من اختتام الاتفاق وسيكون في صالح الشعب العراقي، ولصالح المنطقة (...) قلنا لا يوجد جدول أعمال سري، وكل شيء سيعرض على ممثلي الشعب العراقي، والشعب سيتمكن من أن يفحص الاتفاق».
وأضاف «نحن ننتقل الآن إلى مرحلة تقديم المسودة إلى المجلس التنفيذي (المجلس السياسي للأمن الوطني) لكي نحصل على رأيها بشأن ما توصل إليه المفاوضون، وبالتالي الوقت مهم، لنختتم الاتفاق بشكل ناجح».
جاء ذلك في حين قالت وزيرة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة والعراق اقتربا من التوصل إلى اتفاق بتمديد وجود القوات الأميركية بعد العام 2008 لكن أي جدول زمني بشأن انسحاب القوات يجب أن يكون «عمليا». نفت رايس التي وصلت إلى بغداد اليوم في زيارة لم يعلن عنها من قبل تقارير ذكرت أنه تم بالفعل التوصل إلى الاتفاق بشأن وجود القوات الأميركية لكنها قالت إن التوصل لاتفاق بات قريبا وإنها تأمل في أن تعرف من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عما إذا كانت هناك قضايا أكثر صعوبة تحتاج إلى حل. وقالت للصحافيين الذين يرافقونها على متن طائرتها «من دون شك أن المفاوضين قطعوا شوطا طويلا جدا نحو التوصل إلى اتفاق لكن لا يوجد سبب للاعتقاد أنه تم التوصل إلى اتفاق حتى الآن أو أنه سيتم التوصل إلى اتفاق».
إلى ذلك، استنكر التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، الزيارة التي تقوم بها رايس، مؤكدا أنه سينظم تظاهرات احتجاج في كل العراق على هذه الزيارة. وقال رئيس الهيئة السياسية للتيار الصدري لواء سميسم في بيان تلاه خلال مؤتمر صحافي في النجف إن «التيار يستنكر هذه الزيارة المشبوهة في هذا الوقت بالذات». وأضاف «نؤكد موقفنا الرافض للاتفاق طويل الأمد (...) ونطالب الحكومة العراقية بأعلى مستوياتها بعدم توقيع الاتفاقية كما نطالب بخروج الاحتلال».
في سياق آخر، أكدت قيادة عمليات بغداد أمس (الخميس) إن قوات الأمن العراقية اعتقلت نجل رئيس جبهة التوافق عدنان الدليمي أثناء زرعه عبوة ناسفة في منزل لعائلة مهجرة غرب بغداد.
وأوضحت القيادة في بيان صحافي أنه «تم إلقاء القبض على المتهم أثناء قيامه بزرع عبوة ناسفة في أحد المنازل العائدة لإحدى الأسر المهجرة في منطقة حي العدل». وتعرضت العائلات الشيعية التي كانت تسكن حي العدل، أحد الأحياء الراقية في بغداد لحملات تهجير واستقرت بدلا منها عائلات سنية مهجرة من مناطق أخرى.
العدد 2177 - الخميس 21 أغسطس 2008م الموافق 18 شعبان 1429هـ
