قال مصدر مطلع لـ «الوسط» أمس (السبت) إن وزارة التربية والتعليم عمدت إلى تقليص عدد الملتحقين الجدد بسلك التعليم ضمن قائمتها الجديدة إلى 412 وظيفة فقط من أصل أكثر من 800 وظيفة كانت مقررة سابقا.
وشرح المصدر ذلك من خلال حاجة الوزارة إلى توظيف 150 معلما ليحلوا مكان من ستتم ترقيتهم معلمين أوائل، فضلا عن حاجتها إلى 250 معلمة لسد النقص الذي أحدثه قرار منح ساعتين للرضاعة للمعلمات، أي كان من المفترض أن تضم القائمة الجديدة 802 ملتحقين بالسلك التعليمي.
وفي سياق ذي صلة، ساهم تبخر آمال المئات بعد إعلان القائمة الجديدة في إطلاق موجة غضب في الشارع البحريني مع إعلان وزارة «التربية» قائمتها الجديدة.
من جانب آخر، زار وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي صباح أمس مركز المراجعين بالمنامة؛ للاطمئنان على انسيابية تسجيل المرشحين لشغل الوظائف التعليمية الذين نشرت الوزارة أخيرا أسماءهم، والتقى المسئولين في الموارد البشرية والقائمين على المركز، واطمأن على سير العمل به، والتقى عددا من المراجعين واستمع إلى ملاحظاتهم.
الوسط - زينب التاجر
وردت إلى «الوسط» معلومات من مصدر موثوق به أمس (السبت) تشير إلى أن وزارة التربية والتعليم عمدت إلى تقليص العدد في القائمة الجديدة لتوظيف الملتحقين بالسلك التربوي من أكثر من 800 إلى 412 وظيفة فقط. وعوّل المصدر في ذلك على حاجة الوزارة إلى 150 معلما ليحلوا مكان من ستتم ترقيتهم كمعلمين أوائل، فضلا عن حاجة الوزارة إلى 250 معلمة لسد النقص الذي أحدثه قرار منح ساعتين للرضاعة للمعلمات، أي أنه كان من المفترض أن تضم القائمة الجديدة 802 ملتحقين بالسلك التربوي.
ورأى المصدر جدوى ضخ موازنة توظيف العاطلين الجامعيين (15 مليون دينار) في وزارة التربية والتعليم عوضا عن صندوق العمل، معللا ذلك بأن نصف كتلة العاطلين الجامعيين من خريجي كليات التربية.
وفي سياق متصل، أسهم تبخر آمال المئات بعد إعلان القائمة الجديدة إلى إطلاق موجة غضب شهر أغسطس/ آب السنوية الذي يشهد تكرار ردود الفعل نفسها في الشارع البحريني في كل عام مع إعلان التربية لقائمتها الجديدة.
وبالعودة للمصدر، فقد بين أن وزارة التربية والتعليم سبق أن أعدت دراسة تمخضت عن نتيجة تشير إلى حاجة الوزارة إلى 250 معلمة لتعويض النقص بعد قرار ساعات الرضاعة، فضلا عن تقدمها بمشروع آخر عن تخصيص مشرف اجتماعي لكل 250 طالبا، مستدركا بالقول إن المشروع هو الآخر تقلص إلى مشرف اجتماعي لكل 350 طالبا، وبالضرورة أدى إلى تقلص عدد فرص التوظيف لعاطلي علم النفس.
وذكر المصدر أن الوزارة سبق أن صرحت بأنها بصدد توظيف 150 معلما أول خلال الأسبوع الثالث من الشهر الجاري، بيد أن ذلك لم يتم وخلت قائمتها من المعلمين الأوائل. وتابع أنه كان من الأجدى ضخ موازنة توظيف العاطلين الجامعيين (15 مليون دينار) أو جزء منها على أقل تقدير في وزارة التربية والتعليم عوضا عن صندوق العمل، معللا ذلك بأن نصف كتلة العاطلين الجامعيين من كليات التربية.
واعتبر تعلل الوزارة بضعف الموازنة في التوظيف غير منطقي وغير مقنع، ولا سيما بعد توجيه جلالة ملك البلاد إلى سرعة توظيفهم وضخ موازنة لذلك، لافتا إلى أن هناك أسبابا أخرى تحول دون توظيف العاطلين وهي كون معظم الخريجين الجامعيين من طائفة معينة.
ورأى أن التوظيف بهذه الآلية يتعارض مع مشروع جلالة الملك الإصلاحي الهادف إلى تجويد مخرجات التعليم وتطوير القطاع التعليمي.
انتابتها حالة هستيرية بعد أن تصفحت قائمة توظيف وزارة التربية والتعليم الجديدة المعلن عنها في الموقع الإلكتروني لصحيفة «الوسط» يوم الخميس الماضي، حالة تراودها في هذه الفترة نفسها من كل عام بعد إعلان كل قائمة جديدة تخلو (كالمعتاد) من اسمها واسم المئات من دفعتها. خريجة تخصص تكنولوجيا التعليم عبرت عن استيائها من استثناء اسمها وأسماء معظم دفعتها على الرغم من تخرجها بمعدل عالٍ ونجاحها على مدى أربع سنوات في امتحانات ومقابلات توظيف الوزارة.
ولم يكن تعليق خريجة تخصص التربية الفنية أقل تأثرا ويحمل في جعبته قليلا من الفكاهة، إذ منيت بأن تكون واحدة من أقدم العاطلات على قائمة وزارة التربية والتعليم ويكون لها نصيب الأسد في عدد مقابلات وامتحانات التوظيف لدرجة أن أمست خبيرة وآن الأوان بأن تنال شهادة الدكتوراه فيها.
ولم تقف التعليقات عند انتقاد قائمة التوظيف، إذ طالت ماهية وفحوى الامتحانات، وأشار قراء إلى أن امتحانات قبول الوزارة لا تتواءم مع تخصص كل خريج وتخلو من المنهجية في الطرح، كسؤال خريج لغة عربية عن شئون جغرافية وسؤال خريجة تربية فنية عن شئون إسلامية.
ولم تكن آلية فرز وتصحيح الامتحانات وتقييم المقابلات بمعزل عن موجة غضب العاطلين، إذ لفت أحد العاطلين إلى أن مسألة تأخر توظيفه تعود إلى خطأ في تصحيح ورقة امتحانه ورصد الدرجات، في حين كشف آخر عن إرفاق اسمه مع ورقة امتحان زميل له، الأمر الذي يشير إلى عدم الدقة وتحري الصدقية على حد قوله.
هذا واستغربت إحدى العاطلات من بعض الأسماء المعلنة في القائمة التي لا لم يألفها المجتمع البحريني، مطالبة بوقف توظيف المجنسين وتهديد مشروع جلالة ملك البلاد الإصلاحي.
وتوجه عدد من العاطلين في مختلف التخصصات كتكنولوجيا التعليم وعلم النفس والخدمة الاجتماعية والتربية الفنية والرياضية بمناشدة لجلالة الملك خلال سطور قليلة علقوا خلالها على خبر إعلان القائمة الجديدة التي تضم 412 اسما فقط، بحل المشكلة وتوجيه أجهزة الدولة لتوظيف العاطلين وفقا للكفاءة والأقدمية من دون محسوبية ومعايير شخصية وفك لعنة أغسطس السنوية.
مدينة عيسى - وزارة التربية والتعليم
قام وزير التربية والتعليم ماجد علي النعيمي بزيارة تفقدية إلى مركز المراجعين بالمنامة التابع لوزارة التربية والتعليم بمناسبة تسجيل المراجعين من المرشحين لشغل الوظائف التعليمية الذين نشرت الوزارة أخيرا أسماءهم في الصحف المحلية، إذ التقى الوزير المسئولين بقطاع الموارد البشرية والقائمين على المركز، واطمأن على سير العمل به، كما التقى عددا من المراجعين واستمع إلى انطباعاتهم.
وعبر الوزير بالمناسبة عن الشكر والتقدير للقيادة السياسية على ما توليه للتربية والتعليم من عناية كبيرة ودعم لامحدود، ما مكن الوزارة من توفير كل الإمكانات المادية والبشرية الكفيلة بتشغيل العام الدراسي بالشكل المطلوب، مشددا على أن الوزارة تبذل جهودا كبيرة من خلال أجهزتها المختلفة لضمان نجاح العودة المدرسية. كما عبر الوزير في ختام تصريحه عن شكره للقائمين على ديوان الخدمة المدنية وصندوق العمل لتعاونهم المستمر مع وزارة التربية والتعليم لتوفير الموارد البشرية.
مدينة عيسى - وزارة التربية والتعليم
انتهى مساء أمس اليوم الأول من أيام استكمال إجراءات ومتطلبات المرشحين لشغل الوظائف التعليمية، إذ توافد إلى مبنى وزارة التربية والتعليم بالمنامة نحو 100 مرشّحة، توزّعنَ ما بين مركز استقبال المراجعين ومركز مصادر التعلم للمعلمين.
وكان اليوم الأول مخصصا للمرشحات لشغل الوظائف التعليمية في تخصصات اللغة العربية والتربية الفنية والأنسجة والملابس والاجتماعيات والحاسب الآلي، بالإضافة تخصص تكنولوجيا المعلومات والمواد التجارية والعلوم والتربية الإسلامية واللغة الإنجليزية.
وصرّح الوكيل المساعد للموارد البشرية بوزارة التربية حسن محمد حسن أنّ «عملية استكمال إجراءات المرشحين للوظائف التعليمية في اليوم الأول قد جرت بيسر وسهولة وسلامة»، مرجعا ذلك إلى «أمرين أولا، التنظيم الجيد لإدارة الموارد البشرية للمركزين اللذين يستقبلان المرشحين، حيث تمّ تخصيص يومين، وفترتين صباحية ومسائية، وتوزيع المرشحين للتخصصات على هاتين الفترتين، بشكل يضمن عدم حصول الزحام، وعدم تأخّر المرشحين في إتمام عملياتهم وتسليم أوراقهم. وثانيا، التعاون الجيد الذي أبداه المرشحون، حيث كانوا ملتزمين بملء الاستمارات المخصصة لهذا الغرض والتأكد من اكتمال أوراقهم، بالإضافة إلى التزامهم بالوقت المحدد لكلّ تخصص، ومراجعة الموظفين الذين تمّ وضعهم لإرشاد المرشحين أثناء عملية التسجيل».
وقال الوكيل المساعد للموارد البشرية بالوزارة إنّ «يوم الأحد سيكون مخصصا في الصباح للمرشحات في تخصص الرياضيات والرياضة والتربية الخاصة، فيما ستكون الفترة المسائية مخصصة للمرشحين في جميع التخصصات».
من جهتهنّ، عبّر المرشحات اللائي توافدن على مبنى الوزارة لإكمال إجراءاتهنّ عن سعادتهنّ لترشيحهنّ للوظائف التعليمية، كما أثنين على إجراءات التسجيل السهلة والميسرة.
مريم بدر (إحدى المرشحات) أبدت سرورها من ترشيحها للوظيفة، وخصوصا أنّها لم تتوقّع أن يتمّ إدراج اسمها ضمن المرشحات، وقالت: «جاءني الخبر صباحا، بعد أن قرأت أسرتي الصحف ووجدت اسمي بها».
وعن إجراءات التسجيل أكدت «كانت الإجراءات التسجيل واستكمال البيانات للوظيفة ميسّرة، وكنت أتوقّع أن تستغرق وقتا أطول». وأضافت: «كان لديّ بعض الأسئلة حين كنت أملأ استمارة التسجيل، ولكن كان هناك موظفون من الوزارة متعاونون جدّا، وأوضحوا لي ما لم أكن أعرفه في الاستمارة».
علياء عبدالحسين كانت تهمّ بالخروج بعد أن أنهت عملية التسجيل في دقائق، ولما طلبنا رأيها في إجراءات التسجيل قالت: «دخلت بهدوء وخرجت بهدوء». وأضافت: «قلت لأهلي مرّوا عليّ بعد ساعة، ولكن عملية التسجيل لم تستغرق أكثر من 15 دقيقة، لقد كان كلّ شيء منظما فعلا».
وعن شعورها وهي تستلم ورقة ترشيحها لشغل الوظيفة التعليمية: «اجتهدت في الامتحان، وبذلت قصارى جهدي في المقابلة، ولم يخيّب الله رجائي، فقد بذلت مجهودا وكافأني عليه. أعتقد أني الآن في قمّة النشوة وأنا على أعتاب حصولي على الوظيفة التعليمية التي كانت حلم حياتي».
أما أميرة عامر الظاعن التي كانت علت وجهها الابتسامة أثناء إتمامها عملية التسجيل، فشكرت القيادة السياسية في البلاد على توفيرها للوظائف التعليمية وتشريفها هي وزميلاتها وزملائها لحمل الرسالة التعليمية التي هي مسئولية كبيرة. وقالت: «لقد هيأت نفسي طول الفترة الماضية لأن ألتحق بسلك التدريس وأن أخدم وطني من هذا الموقع. إنها مسئولية كبيرة، ولكني سأبذل كلّ طاقتي من أجل أن أكون على قدر المسئولية».
ولم ترغب نوال بشير علي في الخروج من مركز استقبال المراجعين إلا بعد أن تسلّم على الموظفة التي ساعدتها على إتمام علمية التسجيل وتصافحها بحرارة، لتقول لها: «لم أتوقع أن تكون العملية سهلة ومنظمة لهذه الدرجة، توقعت أن تتوافد الأعداد الكبيرة على المركز وأن تستغرق العملية ساعات. لم أنتظر طويلا، فبمجرّد أن دخلت تسلمت الاستمارات وملأتها، وتأكدت من أنّ أوراقي كاملة، وانتهيت».
وأضافت: «أتخيّل نفسي الآن في المدرسة، بعد أن أتممت الإجراءات، أتمنى أن يتحقق هذا الموضوع، وأخدم وطني من خلال عملي في المدرسة. انتظرت سبع سنوات حتى جرى ترشيحي هذه المرة. أشكر قيادة البلاد وأشكر وزارة التربية والتعليم على هذا الاختيار، وأرجو أن أكون عند حسن الظنّ».
أما هلا راجح حسين فقد كانت تتأكد من ملئها لجميع الفراغات في الاستمارة المعدّة خصيصا لهذا الغرض وهي تقول: «منذ أن دخلت الجامعة وأنا عندي رغبة في التدريس، وها هي الرغبة تتحقق. أشكر الله أولا وأشكر أسرتي التي ساعدتني على ذلك». وأضافت: «جميع المسئولين هنا في المركز، سألتهم عن أشياء كثيرة وأجابوني. كانوا قريبين منا، ووفروا لنا الماء والعصير والأكل والأوراق والأقلام وجميع الاحتياجات، أشكرهم جميعا».
العدد 2179 - السبت 23 أغسطس 2008م الموافق 20 شعبان 1429هـ