أكد تقرير مختص أن عائدات قطاع الفضاء عالميّا، سواء من الحكومات أو من القطاع الخاص، بلغت أكثر من 251 مليار دولار أميركي في العام 2007، مسجلة ارتفاعا يقدر بحوالي 11 في المائة عن عائداتها للعام 2006.
ونص التقرير الصادر عن «مؤسسة الفضاء» أو «سبيس فاونديشين» ومقرها الولايات المتحدة، على أن العائدات الكلية للمنتجات والخدمات الفضائية تقدر بحوالي 138,83 مليار دولار أميركي للعام 2007، وبزيادة تقدر بحوالي 20 في المئة عن عائداتها للعام 2006.
ويعزى النمو الهائل في صناعة الفضاء إلى خدمتين من خدمات الأقمار الاصطناعية التجارية وهما، خدمة البث التلفزيوني «دايريكت تو هوم» أو اختصارا «دي تي أتش»، ونظام الملاحة العالمي لتحديد المواقع والمعروف اختصارا «جي بي إس»، إذ حققت خدمة «دي تي إتش» نموّا يقدر بحوالي 19 في المئة، فيما حققت معدات نظام تحديد المواقع «جي بي إس» نموّا قدر بحوالي 20 في المئة في العام 2007، ومعا ساهما في تحقيق ما مجموعه 20 مليار دولار أميركي للاقتصاد العالمي.
وتشهد صناعة الفضاء عالميّا نموّا ضخما مع تواصل التطورات الحاصلة في تكنولوجيا الفضاء في إيجاد أسواق تجارية جديدة وفرصا مثيرة ضمن إطار صناعة الفضاء، وللمستثمرين والمتعاقدين في المجالات غير الفضائية.
وسيستقطب منتدى تكنولوجيا الفضاء العالمي، الذي يأخذ مكانا في الفترة ما بين 16 و 18 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل على أرض مركز أبوظبي الوطني للمعارض، خبراء عالميين في قطاع الفضاء لمناقشة آخر المستجدات التي طرأت على قطاع تكنولوجيا الفضاء، وكيف باستطاعة الأشخاص والشركات في الشرق الأوسط الاستفادة من التوسع التجاري لهذا القطاع.
وسيضم المنتدى الذي يقام بتنظيم من مجموعة ستريملاين للتسويق، ويحظى برعاية من «أريان سبيس»، الشركة العاملة في إطلاق الخدمات التجارية، مؤتمرا متخصصا يقام على مدار 3 أيام يشارك فيه رواد هذا القطاع والذين سيتناولون مجموعة واسعة من المواضيع وستضم توقعات عن مستقبل صناعة الفضاء عالميّا، وآخر الأبحاث والتطورات، ودور تكنولوجيا الفضاء في أنظمة الدفاع الوطني والأمن.
وسيتناول خبراء متخصصون في قطاع صناعة الفضاء مثل «إيه سي تشارينيا»، رئيس «سبيس ووركس كوميرشال»، والتي هي جزء من «سبيس ووركس إنجينيرينغ» المحدودة، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرّا لها، في اليوم الثالث من المؤتمر نظرة عامة وشاملة للأسواق التجارية الجديدة والرؤى المستقبلية لقطاع الفضاء على الصعيدين المحلي والإقليمي.
وقال تشارينيا: «توجد هناك الكثير من الفرص المتاحة لأولئك الذين على استعداد لتقبل فكرة أن العالم سيصبح أكثر ارتباطا عن طريق الفضاء، والتي بدورها ستحسِّن من نوعية الحياة عن طريق خدمات إعلامية ومعرفية جديدة. وهذه تتضمن استثمارات في قطاعات تطوير الأقمار الاصطناعة وامتلاكها، وحيازة مطوري منتجات الفضاء المتخصصين، والتطورات في تطبيقات البرامج الفضائية، وإيجاد مراكز فضائية تجارية».
ووفقا لأقوال «تشارينيا»، فإن الأسواق التجارية الرئيسية تتضمن أجهزة «الاستشعار عن بعد» والاتصالات، وأنظمة تحديد المواقع «جي بي إس» والخدمات الإذاعية، وكل ما سيحمل في ثناياه مزايا الاتصال عن بعد للمستهلكين حول العالم.
وأضاف «تشارينيا» قائلا: «إن الخدمات الإذاعية بمختلف ألوانها وأنظمة تحديد المواقع «جي بي إس» ستواصل تحقيق أعلى معدلات النمو، ذلك أن المستخدم النهائي لها حول العالم يستفيد منها من حيث السرعة والجودة والسعر».
من جهته، علق مدير مجموعة ستريملاين للتسويق، نيك ويب، قائلا: «إن صناعة الفضاء العالمية تشهد نموّا هائلا، ومن المتوقع أن يواصل نموه خلال العقدين المقبلين وحتى أكثر. إن منتدى تكنولوجيا الفضاء العالمي والذي سينطلق في نوفمبر سيسمح لكل المهتمين في الأسواق التجارية المستقبلية الالتقاء مع خبراء متخصصين في قطاع صناعات الفضاء وليكونوا أول الأشخاص المطلعين على آخر التطورات والفرص الاستثمارية في هذا القطاع».
العدد 2182 - الثلثاء 26 أغسطس 2008م الموافق 23 شعبان 1429هـ