العدد 2505 - الأربعاء 15 يوليو 2009م الموافق 22 رجب 1430هـ

ولي العهد يدعو دول عدم الانحياز إلى سلام شامل في «الشرق الأوسط»

القذافي يطالب بالتمرد على النظام الدولي

ترأس ولي العهد نائب القائد الأعلى سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة أمس وفد مملكة البحرين في قمة دول عدم الانحياز الخامسة عشرة التي بدأت أعمالها في شرم الشيخ.

والتقى ولي العهد على هامش القمة بعدد من رؤساء الدول منهم: الرئيس التركي عبدالله غول، ونائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، ورئيس وزراء باكستان غلام جيلاني، ورئيسة وزراء جمهورية بنغلاديش الشيخة حسينة واجد، متناولا معهم أبرز القضايا الإقليمية الراهنة.

وألقى سموه خلال القمة كلمة أشار فيها إلى تزايد الفتن الإقليمية والصراعات الدولية وبؤر التوتر. ودعا إلى التفكير في رؤية جديدة لعدم الانحياز مستمدة من التحولات والتطورات السياسية التي استحدثت على الساحة الدولية. وطالب بسلام عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية في إطار الشرعية الدولية كما دعت إليه المبادرة العربية للسلام. وأكد ضرورة حل قضية جزر الإمارات من خلال المفاوضات المباشرة أو إحالتها إلى محمكة العدل الدولية، مشيرا إلى دعوة مملكة البحرين لإيجاد حل سلمي لأزمة الملف النووي الإيراني.

وكان الزعيم الليبي معمر القذافي دعا في كلمته أمام القمة الدول الأعضاء في هذه الحركة إلى التمرد على النظام الدولي الراهن، وطالب بمقعد دائم للاتحاد الإفريقي في مجلس الأمن الدولي.

وطلب القذافي من قادة الحركة الموافقة على اقتراح تقدمت به بلاده لإنشاء مجلس أمن وسلم للحركة، يكون بديلا عن مجلس الأمن الدولي. وشدّد القذافي على تأييده لـ «حق» إيران في تخصيب اليورانيوم لاستخدامه في الأغراض السلمية.

وخلال افتتاح الجلسة تبسم الرئيس المصري حسني مبارك خلال دعوته للزعيم الليبي معمر القذافي إلى إلقاء خطابه، بعد أن راح يعدد ألقابه إلى أن وصل إلى «ملك ملوك إفريقيا»، فتبسم.


ولي العهد يغادر شرم الشيخ بعد المشاركة في قمة «عدم الانحياز»

المنامة - بنا

غادر ولي العهد نائب القائد الأعلى سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة مساء أمس شرم الشيخ بعد أن ترأس وفد مملكة البحرين في أعمال قمة دول عدم الانحياز الخامسة عشرة بجمهورية مصر العربية، وكان في مقدمة مودعي سموه محافظ جنوب سيناء اللواء محمد هاني متولي وكبار المسئولين وأعضاء سفارة مملكة البحرين لدى القاهرة.

وتأتي مشاركة ولي العهد بين 118 بلدا في حركة عدم الانحياز لتؤكد مواقف مملكة البحرين والتزامها بمبادئ حركة عدم الانحياز التي تأسست العام 1955، وانتهاج سياسات متطورة تجاه القضايا الدولية من خلال رؤية جديدة لعدم الانحياز مستمدة من التحولات والتطورات السياسية التي استحدثت على الساحة الدولية، ترتكز على المصالح الاستراتيجية المشتركة وتقوم على البرامج الواقعية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة المستدامة بأسلوب علمي ومنهجي وامكانيات حل الازمات الدولية والاقتصادية والمالية من خلال التعاون الدولي وفقا لمبادئ القانون الدولي المتمثل في الأمم المتحدة ومجلس الامن.

كما تهدف القمة إلى تسوية القضايا الشائكة التي تواجه منطقة الشرق الاوسط بعد ان وصلت العملية السلمية الى طريق مسدود والتي من بينها القضايا الملحة لسلام عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية على اساس الامن المتكافئ لجميع منطقة الشرق الاوسط بما في ذلك شعب «اسرائيل» في اطار الشرعية الدولية وقرارات مجلس الامن ذات الصلة على ان يكون الخيار هو خيار السلام العادل، كما دعت اليه المبادرة العربية للسلام.


... ويشدد مع الرئيس التركي على ضرورة الحل العادل للقضية الفلسطينية

- شدد ولي العهد نائب القائد الأعلى سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة والرئيس التركي عبدالله غول، خلال لقائهما أمس على هامش قمة دول عدم الانحياز المقامة بشرم الشيخ, على ضرورة التوصل إلى الحل العادل والشامل بما يخدم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني من خلال الحوار البناء بين الطرفين. مشيدين بالجهود المبذولة في هذا الخصوص.

كما أعرب الجانبان عن أملهما بأن تتوصل القمة إلى اتخاذ مزيد من الخطوات الجادة نحو السبل الكفيلة بإحلال الأمن والاستقرار ودعم كل ما من شأنه أن يحقق مستقبلا افضل للبشرية وفق نهج التسامح والتعايش والاحترام المتبادل. وأن تتوصل كذلك جميع الأطياف في العراق إلى الحلول التي من شأنها أن تحقق الأمن والاستقرار في العراق حتى ينمو شعبه وفق توافق وطني.

من جانبه أعرب الرئيس التركي عن اعتزازه بتطور العلاقات البحرينية التركية متطلعا الى مزيد من التنسيق والتعاون بينهما، كي تتمكنا من لعب دور اكبر على المستوى الاقليمي وخاصة فيما يتعلق بالوضع في المنطقة.


... ويؤكد مع الهاشمي أهمية التوافق الوطني في العراق

- التقى ولي العهد نائب القائد الأعلى سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي على هامش قمة دول عدم الانحياز المقامة بشرم الشيخ, حيث نقل إليه تحيات عاهل البلاد ورئيس الوزراء وامنياتهما للعراق وللشعب العراقي دوام التوفيق. وجرى خلال اللقاء تأكيد أهمية أمن واستقرار العراق والحفاظ على سيادته ووضع الآلية الكفيلة التي تضمن مستقبل العراق من خلال توافق وطني بين جميع الاطياف.


... ويتناول أوضاع المنطقة مع رئيس وزراء باكستان

- تناول ولي العهد نائب القائد الأعلى سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة مع رئيس وزراء باكستان غلام جيلاني، لدى لقائهما أمس على هامش انعقاد قمة عدم الانحياز، الأوضاع في المنطقة والسبل التي تجعل منها منطقة مستقرة، إذ أكدا ضرورة تفعيل الجهود الرامية لمواجهة التحديات وخاصة تلك المتعلقة بالتطور والنمو الاقتصادي.

وشدد ولي العهد خلال اللقاء على أهمية ان تكون المنطقة آمنة مستقرة حتى تتمكن من تنفيذ برامج التنمية وخلق كيان اقتصادي متماسك. متطلعا سموه الى وجود سياسات لتحقيق مصالح الشعوب في المنطقة.

كما تناول الجانبان التطورات في الاراضي الفلسطينية واهمية الوصول الى الحل الشامل والعادل، وبينا في الوقت نفسه ضرورة امن واستقرار العراق والتطلع الى مستقبل افضل للشعب العراقي.


... ويستعرض الاهتمامات المشتركة مع رئيسة وزراء بنغلاديش

- التقى ولي العهد نائب القائد الأعلى سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة أمس برئيسة وزراء جمهورية بنغلاديش الشيخة حسينة واجد، إذ استعرض الجانبان عددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، واهم ما تتناوله قمة دول عدم الانحياز من شئون تخص الامن والاستقرار وبرامج التنمية في مختلف المجالات بما يعود بالنفع والفائدة على شعوب العالم.

ونقل سموه خلال اللقاء تحيات عاهل البلاد ورئيس الوزراء الى رئيسة وزراء بنغلاديش وتمنياتهما لبنغلاديش كل التقدم والنمو.


كلمة ولي العهد صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة أمام القمة الخامسة عشر:

توجد حاجة لإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل

- بسم الله الرحمن الرحيم

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو...

باسم حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، يسرني أن استهل كلمتي بتهنئة فخامة الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية، على رئاسته أعمال مؤتمر القمة الخامسة عشر لحركة عدم الانحياز، وعلى جهوده الحثيثة من أجل إيجاد مناخ دولي أكثر ملائمة للتعاون بين الدول في ظل عالم يسوده الأمن والعدالة والسلام، متمنيا لفخامته التوفيق والنجاح في إدارة أعمال مؤتمرنا هذا، كما أشيد بدور مصر الشقيقة في العمل على تعزيز دور حركة عدم الانحياز منذ تأسيسها وبالإخوة والصداقة الوثيقة التي تربط بلدينا الشقيين.

إننا اليوم نعيش لحظات تاريخية مفعمة بذكريات الماضي وتفاعلات الحاضر وآمال المستقبل، أتينا إلى مصر... أرض الكنانة... لحضور القمة الخامسة عشر لحركة عدم الانحياز، حاملين آمالنا العريضة بالتفاهم والتعايش الإنساني المتشرك، وإن أول ما يجول بخاطري أن نسأل أنفسنا عن موقفنا كحركة عدم الانحياز، عن تزايد الفتن الإقليمية والصراعات الدولية وبؤر التوتر واشتعال الحروب في مناطق كثيرة من العالم وتسابق محموم من بعض الدول نحو امتلاك أسلحة الدمار الشامل.

السيد الرئيس...

تأسست حركة عدم الانحياز إبان انهيار النظام الاستعماري وفي ذروة الحرب الباردة، وكانت وراء نجاح كثير من الدول والشعوب في الحصول على حريتها وتحقيق استقلالها السياسي الذي كان وسيلة وهدفا من أهداف الحركة لبلوغ الاستقلال الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، إلا أن نهاية الصراع بين القطبين فضلا عن الصعوبات الداخلية والصراعات بسبب عدم التجانس بين الدول الأعضاء وتضارب مصالحها السياسية والأيديولوجية، كان التحدي الأكبر لحركة عدم الانحياز وتراجع دورها وعدم تحقيق مبادئها وأهدافها التي قامت عليها في الحفاظ على السلم والاستقرار العالمي.

وهذا يدفعنا إلى أن نفكر معا في رؤية جديدة لعدم الانحياز مستمدة من التحولات والتطورات السياسية التي استحدثت على الساحة الدولية، ترتكز على المصالح الاقتصادية المشتركة، وتقوم على البرامج الواقعية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة المستدامة، بأسلوب علمي ومنهجي، وإمكانيات حل الأزمات الدولية والاقتصادية والمالية من خلال التعاون الدولي، وفقا لمبادئ القانون الدولي المتمثل في الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

السيد الرئيس...

إن مرور 54 عاما على تأسيس حركة عدم الانحياز يسبغ على أعمال هذه القمة أهمية خاصة وطابعا مميزا مختلفا عن سابقاتها، فهناك مشاكل الأمن الغذائي والتصحر والتغيير المناخي والكوارث الطبيعية والأزمة المالية والقضايا السياسية والسلاح النووي وغيرها، تزداد يوما بعد يوم. ولعل عزاءنا الوحيد إزاء هذه المشاكل هو إيماننا بقدرتنا وإصرارنا على مجابهة الصعاب لمعالجتها وحل قضايانا.

يعتبر ضمان الأمن الغذائي العالمي في ظل التغيير المناخي، أكبر التحديات التي نواجهها في هذا القرن بسبب تأثير التغيير المناخي على الثروة الزراعية والثروات الحيوانية والسمكية، وما يسببه من مشاكل متداخلة ومعقدة لعل أهم عواملها الفقر والوقوع في براثن الجوع المزمن الذي يشمل حاليا سدس البشرية، ففي كل عام بفقد العالم نحو 691 كيلومترا مربعا من الأراضي الزراعية نتيجة لعملية التصحر، وحسب تقرير الصندوق العالمي للطبيعة (world Wide Fund for Nature) فقد فقدت الأرض نحو 30 في المئة من مواردها الطبيعية ما بين عامي 1970م و1995م، ما يمثل خطرا جديا على السلام والأمن في العالم، يستوجب دعم برامج الاستثمارات في الزراعة في البلدان النامية للنهوض بإنتاجها الزراعي للحدّ من الفقر والجوع.

السيد الرئيس...

يعتبر العام 2009 هو العام الأكثر تحديا وأهمية في تاريخ الإنسانية في حربها ضد التغيير المناخي، وذلك لما قد تتعرض له الإنسانية من أخطار، إذا لم يتمكن العالم من التعامل مع هذا التحدي بتوفير الطاقة النظيفة والآمنة والمحافظة على التنوع البيولوجي وضمان الأمن الغذائي، ومعالجة ذلك في إطار نهج متعدد الجوانب، ومن هذا المنطلق تقع على عاتق الدول الصناعية الكبرى في العالم مسئولية المبادرة بخفض الانبعاث الحراري، وخاصة أن العالم سوف يواجه تحديات مؤتمر كونبهاجن المقرر في ديسمبر/ كانون الأول المقبل من أجل التوصل إلى اتفاق دولي لتحقيق الأهداف والإجراءات للحدّ من التغيير المناخي، مما يمهد الطريق لمجتمع عالمي أكثر استدامة.

ولقد أكد تقرير التقييم العالمي للحدّ من الكوارث الذي انطلق من المنامة، عاصمة بلادي في مايو/ أيار الماضي، على الترابط العضوي بين تغيير المناخ والكوارث الطبيعية وعلى أهمية وجود سياسة وطنية للحدّ من الكوارث، لأننا في البحرين على سبيل المثال معرضون بوجه خاص لارتفاع مستوى سطح البحر مما سوف يهدد تطور الحياة البحرية والساحلية.

السيد الرئيس...

يمرّ الاقتصاد العالمي بأزمة خانقة تخيّم بشبحها على حاضر ومستقبل شعوب الأرض قاطبة، وربما تكون الأزمة المالية الحالية مدعاة لتكون محورا أساسيا للتعاون الدولي.

إلا أن ثقل وطأة الأزمة المالية العالمية لم يواكبها تعاون دولي فاعل لمواجهة تحديداتها الراهنة. فقد خرجت الأزمة المالية من طور المشكلة إلى طور الأزمة لتمس انعاكساتها مصير الإنسان، وذلك بعد أن قلصت فرص العمل وزادت البطالة مما أدى أيضا إلى زيادة حدة الفقر. إن ذلك يدفعنا إلى إعادة التفكير بتقويم مسار العلاقات الاقتصادية الراهنة بين الدول من أجل إقامة نظام اقتصادي دولي جديد أكثر ازدهارا، وإدخال إصلاحات جذرية على هيكل النظام الاقتصادي الحالي، لمعالجة مشاكل الركود الاقتصادي الذي أدى إلى انعكاسات سلبية خطيرة على خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول النامية.

ومن حسن الطالع أن تكون لبلادي البحرين الريادة في ظل الأزمة المالية، البدء بتنفيذ مبادرة تهدف إلى وضع الرؤية الاقتصادية 2030 بعيدة المدى، يكون هدفها واضح ومحدد وهو رفع المستوى المعيشي ومتوسط دخل الأسرة البحرينية، وذلك من خلال خلق وتحفيز الطموحات وتحسين التعليم والتدريب والرعاية الصحية وحتى تتحول البحرين إلى مركز عالمي للاستثمار التجاري.

السيد الرئيس...

تواجه منطقة الشرق الأوسط عددا من القضايا الشائكة التي هي بحاجة ماسة إلى تسوية بعد أن وصلت العملية السلمية إلى طريق مسدود. وان من بين القضايا الملحة الحاجة إلى سلام عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية على أساس الأمن المتكافئ لجميع شعوب منطقة الشرق الأوسط بما في ذلك شعب «إسرائيل» في إطار الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، على أن يكون الخيار هو خيار السلام العادل كما دعت إليه المبادرة العربية للسلام. وفي هذا الإطار أيضا هناك حاجة ملحة إلى تسوية سلمية على المسار الإسرائيلي السوري تأخذ في اعتبارها الانسحاب من الجولان السوري المحتل وبقية الأراضي اللبنانية، وأصبح ضروريا حلّ قضية جزر الإمارات العربية المتحدة من خلال المفاوضات المباشرة أو إحالتها إلى محكمة العدل الدولية كخطوة مهمة لتعزيز بناء الثقة في علاقات دول مجلس التعاون وإيران. كما وتجدد ممكلة البحرين دعوتها لحل سلمي لأزمة الملف النووي الإيراني لإبعاد المنطقة عن ويلات الحروب وبما يحقق الأمن والاستقرار الدوليين. كذلك توجد حاجة ملحة لإخلاء منطقة الشرق الأوسط بما فيها منطقة الخليج من أسلحة الدمار الشامل بما في ذلك الأسلحة النووية، وضمان حق جميع البلدان في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وفقا لاتفاق الضمانات للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

السيد الرئيس...

وفي الختام أود أن أعرب عن شكر مملكة البحرين لجمهورية كوبا - دولة الرئاسة السابقة لحركة عدم الانحياز - على جهودها ودورها المشهود في تذليل كافة العقبات التي واجهت الحركة خلال فترة رئاستها الماضية.

وشكرا سيدي الرئيس.


مبارك يبتسم بعد دعوته «ملك ملوك إفريقيا» للحديث... والقذافي يطالب بمجلس أمن جديد

القمة الـ 15 لعدم الانحياز تفتتح بدعوات لتأسيس نظام دولي جديد

شرم الشيخ - أ ف ب

افتتحت أمس (الأربعاء) في منتجع شرم الشيخ المصري على البحر الأحمر، القمة الخامسة عشرة لحركة عدم الانحياز بدعوات إلى إقامة نظام دولي جديد أكثر توازنا يأخذ في الاعتبار مصالح دول الجنوب النامية.

وعقدت الجلسة الافتتاحية بحضور قادة أكثر من خمسين دولة إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لكن في غياب الرئيسين الإيراني محمود أحمدي نجاد والسوري بشار الأسد.

وخلال افتتاح الجلسة تبسم الرئيس المصري حسني مبارك خلال دعوته للزعيم الليبي معمر القذافي إلى إلقاء خطابه، بعد أن راح يعدد في ألقابه إلى أن وصل إلى «ملك ملوك إفريقيا»، فتبسم.

ودعا الرئيس الكوبي راؤول كاسترو، الذي ترأست بلاده الحركة خلال الأعوام الثلاث الماضية، في كلمته الافتتاحية، إلى إقامة «نظام مالي واقتصادي دولي جديد أكثر عدلا». وأشار إلى أن الأزمة المالية العالمية الراهنة «كان مصدرها» دول الشمال الصناعية إلا أن «الدول النامية كانت الأكثر تأثرا» بها. وقام كاسترو بعد انتهائه من إلقاء كلمته بتسليم رئاسة الحركة إلى الرئيس المصري الذي وجه دعوة مماثلة.

وقال مبارك: «ندعو إلى نظام دولي سياسي واقتصادي وتجاري أكثر عدلا وتوازنا». وطالب بأن «يرسي هذا النظام ديمقراطية التعامل بين الدول النامية والدول الغنية».

أما الزعيم الليبي فانتقد بشدة «الخلل الخطير جدا في التوازن الدولي الذي يضر بالسلم العالمي». ودعا القذافي حركة عدم الانحياز إلى التمرد على النظام الدولي القائم، وطلب من قادتها الموافقة على اقتراح تقدمت به بلاده لإنشاء مجلس أمن وسلم للحركة يكون بديلا عن مجلس الأمن الدولي، مشيرا إلى أن شعوبها تشكل «ثلاثة أرباع شعوب العالم».

وقال «نحن 118 دولة وأي مشكلة تخصنا يجب أن تحول إلى هذا المجلس الخاص بالحركة وليس إلى مجلس الأمن الدولي الذي لا نثق فيه ولا تأثير لنا فيه ولا يهتم بمشاكلنا». وتابع أن «مجلس الأمن الآن محتكر من قبل مجموعة صغيرة من أصحاب المقاعد الدائمة، وهم تحت سيطرة إحدى القوى الكبرى وتم اختزاله في دولة واحدة تهيمن عليه، وهذا يشكل خطرا على السلم الدولي».

كما دعا إلى إنشاء محكمة جنائية لدول حركة عدم الانحياز بديلا عن المحكمة الجنائية الدولية التي اعتبر أنها تتبنى معايير مزدوجة فتطالب بمحاكمة الرئيس السوداني عمر البشير «ولا تحاكم من قتل مليون شخص في العراق ولا من يقومون بإعدام أسرى الحرب»، في إشارة إلى الاحتلال الأميركي للعراق وإلى التقارير بشأن قيام الجيش الإسرائيلي بإعدام أسرى حرب مصريين إبان الحروب العربية الإسرائيلية.

وقال الزعيم الليبي، إنه بصفته الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي سيطلب خلال الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول المقبل سيطلب «مقعدا دائما للاتحاد الإفريقي في مجلس الأمن الدولي على أن يكون له حق النقض (الفيتو)» مثله مثل بقية الأعضاء الدائمين في المجلس». وأكد القذافي تأييده لـ «حق» إيران في تخصيب اليورانيوم لاستخدامه في الأغراض السلمية. وقال «قامت القيامة بسبب تخصيب إيران لليورانيوم وهذا موقف خاطئ»، معتبرا أنه إذا كان التخصيب لخدمة التنمية «فيجب أن نصفق له ونشجعه».

من جهته، أكد رئيس الوزراء الهندي، مانموهان سينغ، أن على الدول الأعضاء في الحركة أن تؤدي دورا أكثر أهمية على الساحة الدولية. وقال إن «عمليات اتخاذ القرار في الأمم المتحدة والمؤسسات المالية الدولية لاتزال تستند إلى مواثيق كتبت قبل أكثر من ستين عاما، على رغم أن العالم تبدل في شكل كبير منذ ذلك» الحين.

وستصدر عن القمة التي تختتم اليوم (الخميس) وثيقة أطلق عليها «إعلان شرم الشيخ» تتضمن «تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية التي يمر بها العالم وكيفية تجاوز آثارها»، بحسب مصادر رسمية مصرية.

غير أن الأنظار تتجه أساسا خلال هذه القمة إلى اللقاء المتوقع عقده الخميس بين رئيسي الوزراء الباكستاني يوسف جيلاني والهندي مانموهان سينغ لإحياء محادثات السلام بين القوتين النوويتين الجارتين في جنوب آسيا.

والتقى وزيرا الدولة للشئون الخارجية الهندي شيف مينون نظيره الباكستاني سليم بشير أمس الأول في شرم الشيخ للإعداد لاجتماع رئيسي وزراء البلدين.

إلى ذلك، دعت الحكومة الفلسطينية المقالة، التي تديرها حركة «حماس»، دول عدم الانحياز إلى اتخاذ قرارات فعلية بإنهاء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة. وطالبت الحكومة المقالة بـ «اتخاذ قرارات واضحة تجاه إنهاء الحصار على غزة واتخاذ الآليات اللازمة لذلك وعدم الاكتفاء بالبيانات والعبارات».

العدد 2505 - الأربعاء 15 يوليو 2009م الموافق 22 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً