العدد 2505 - الأربعاء 15 يوليو 2009م الموافق 22 رجب 1430هـ

في السنة الرابعة طب عام... حادث مروري يحصد روح شاب بحريني أمس

لحظة واحدة فقط ربّما تفصل ما بين آمال وطموحات أسرة بكاملها وما بين انهدام هذه الآمال والطموحات؛ لحظة واحدة فقط ربّما تكون سببا في أن يفقد البلد أحد الذين يعول عليهم مستقبلا؛ واحدا كان يقضي أحلى لحظاته مع ذويه وأهله وإذا بهم يحملونه على عواتقهم.

هذا الذي حصل للشاب حسين الصبّاغ الذي قضى نحبه في وقت متأخر من مساء أمس الأول (الثلثاء) في حادث مروري مأسوي بالقرب من شارع الزلاق فيما أصيب صديقه بإصابات بليغة نقل على إثرها إلى المستشفى لتلقى العلاج.

حسين الصبّاغ الذي تمّ تشييعه أمس(الأربعاء) في قرية النعيم هو شاب في العشرينات من العمر، انتهى للتو من سنته الرابعة في مشوار دراسته الطب في جمهوريّة مصر؛ وقد كان مثالا للشاب الطموح الذي لم يبخل بأي مجهود في سبيل تحصيل العلم لخدمة مجتمعه ووطنه في المستقبل؛ وبذل الغالي والنفيس في سبيل ذلك؛ فلم يكن يهتم باغترابه بعيدا عن أهله وأحبّائه طوال هذه المدّة وفي وسط ظروف معيشيّة قاسية؛ وخصوصا أنّه يقوم بدراسة الطب الذي يتطلّب ما لا يقل عن 7 سنين من الدراسة المتواصلة.

الشاب الصباغ كان حسن الخلق؛ دمثا؛ محبّا للغير، لم يشهد له أي من أصدقائه وزملائه إلا بكل خير؛ ولأنّه كان من الطلبة المتفوّقين؛ لم يكن يرفض مساعدة أحدٍ من زملاء الدراسة حتى وإن جاءت هذه المساعدة على حساب مصلحته الخاصّة، ولهذا السبب؛ كان حسين محبوبا لدى جميع زملاء غربته.

أهل حسين كانوا ينتظرون اللحظة التي يعود فيها إلى البحرين بعد تخرّجه؛ ليحقق بذلك حلمه في أن يصبح طبيبا؛ فقد كان هذا حلمه منذ أن كان صغيرا؛ و كم كانت فرحة أهله كبيرة بعد تخرّجه من الثانوية ومغادرته إلى جمهوريّة مصر لدراسة الطبّ العام على نفقتهم؛ وبهذا سيكون حسين قادرا على تحقيق حلم طفولته؛ ولكنّهم لم يعلموا أن هذا الحلم سيتحطّم في مهده؛ وسيدفن في صغره.

لم يكن أحد من المحيطين بحسين يتصوّر أن يحدث هذا؛ لكنّه الحادث المروريّ الذي أودى بحياة هذا الشاب المجد وأحزنت أسرته ومحبيه، وهكذا هي الأحداث المرورية لا تنفك تسبب المآسي... فكم من آمال تبّخرت بسببها؛ وكم من أسر فجعت بأبنائها الذين هم في عمر الزهور بسببها، فهي لا تفرّق بين صغيرٍ وكبير؛ فالكل عندها سواء.

العدد 2505 - الأربعاء 15 يوليو 2009م الموافق 22 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً