العدد 37 - السبت 12 أكتوبر 2002م الموافق 05 شعبان 1423هـ

كيف يظن الأميركيون أنهم سيحكمون العراق؟

هل يوجد امبراطور قادم للعراق... أم لا؟

مشكلة الجنرال تومي فرانكس - اذا ما دخل بغداد ليلعب دور الجنرال دوغلاس مكارثي - هو ان النموذج الموحِّد الذي حافظ على تماسك اليابان وسط رماد الهزيمة النووية في العام 1945 كان الامبراطور هيرو هيتو، الذي اخلي جانبه بصورة عجيبة من كل المسئولية عن فظاعات بلاده في الحرب العالمية الثانية، فيما ذهب اتباعه العسكريون إلى المشانق.

ولكن في العراق، اذا صدقنا الادارة الاميركية، فأن «الامبراطور» صدام حسين سيذهب إلى جانب بقية مجرمي الحرب العراقيين. وعلى الجنرال فرانكس أن يلعب دور الامبراطور والحاكم الاستعماري، وهو ما يوحي إلى ما ستنتهي إليه كل هذه المغامرة الامبريالية الاميركية من فشل. فماذا لو تحدّت المساجد الاحتلال الاميركي؟ وماذا لو أقام الشيعة في الجنوب والاكراد في الشمال اداراتهم الخاصة؟ هل سيقبض الاميركان على كل الائمة الذين سوفه يدعون لمقاومة المحتل؟

بعد حرب الخليج الثانية مباشرة، اجتمع عدد كبير من الشخصيات العراقية المعارضة في بيروت للتخطيط إلى «عراق جديد»، متخيلين ان صدام سيسقط في غضون اسابيع معدودة. ولكن بعد 24 ساعة اصدرت المعارضة - بما فيها أغلب الحركات العراقية العلمانية والليبرالية - بيانا تعرب فيه انها لن تسمح للقوات الاجنبية بتدنيس ما اسمته بـ «الضفاف المقدسة لنهري دجلة والفرات». وهنا أسقط بيد الاميركان.

وفي العام 1991 احتلت القوات الاميركية جزءا صغيرا من جنوب العراق، فهل تتصور إدارة بوش ان الأمور ستكون افضل اذا ما احتلت «كل» العراق؟ ربما يكون في مخيلتها ان يكون امبراطور العراق المحتل أحد افراد الاسرة الهاشمية نفسها التي منحت جائزة ترضية لطردهم من دمشق من جانب الفرنسيين في أعقاب الحرب العالمي الأولى، ولكن هل سيقبل العراقيون ذلك؟ بل هل يريد العراق امبراطورا آخر؟

لا غرابة ان نجد المسئولين الاميركيين يتحدثون عن «رحلة بطيئة» نحو الديمقراطية.

اليابان حصلت على ديمقراطيتها في النهاية بالطبع، ولكن... اليابان لم تكن تمتلك النفط

العدد 37 - السبت 12 أكتوبر 2002م الموافق 05 شعبان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً