حذر فريق التفتيش التابع للامم المتحدة من انه سيكون هناك تأخير في تفتيش اكثر المواقع التي تتسم بالحساسية في العراق وهو الامر الذي سيؤدي على الارجح الى اثارة غضب واشنطن وذلك في الوقت الذي أثارت فيه تكهنات في بغداد أمس بين دبلوماسيين غربيين من أن القصف اليومي الذي تقوم به الطائرات الاميركية والبريطانية لدفاعات العراق الجوية انما هو محاولة من جانب الولايات المتحدة وبريطانيا لاضعاف دفاعات العراق الجوية في أماكن محددة.
وذكرت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية ان الامم المتحدة تقول انه ليس لديها عدد كاف من الافراد او وسائل الاتصال والنقل اللازمة للبدء في وقت لاحق من الاسبوع الجاري في القيام بعمليات «مداهمة مفاجئة» ضد المواقع الاكثر حساسية في العراق.
واشارت الصحيفة الى انه من المعتقد على نطاق واسع ان ادارة الرئيس بوش تسعى لايجاد ذريعة لشن هجوم على العراق ومن ثم فإن اي تأخير من جانب الامم المتحدة في اجراء عمليات التفتيش قد يفوت على واشنطن فرصة الحصول على هذه الذريعة. بينما ذكرت شبكة «سي.إن.إن» الاميركية أمس أن حوادث القصف شهدت تزايدا ليس في الآونة الاخيرة فحسب بل في الاشهرالاخيرة الماضية، مشيرة الى أن العراق أبلغ عن وقوع ضحايا بين المدنيين جراء هذا القصف شبه اليومي. واستشهدت الشبكة بتقرير لوكالة الانباء العراقية الرسمية امس بأن عدد غارات القصف الغربي للمواقع العسكرية العراقية منذ العام 1998 بلغت 44 ألف عملية هجومية من جانب الطائرات الاميركية والبريطانية التي تغير من الجنوب.
فيما دافعت القيادة المركزية للقوات الاميركية عن الهجمات التي تنفذها الطائرات الحربية الاميركية والبريطانية على المواقع العراقية فيما يسمي بمنطقتي الحظر
الجوي بجنوب وشمال العراق ووصفتها بأنها «دفاع عن النفس».
وذكر بيان صادر عن القيادة المركزية أن الطائرات الاميركية والبريطانية نفذت آخر عملياتها باستخدام القنابل دقيقة التوجيه على موقع بجنوب منطقة العمارة الواقعة على بعد 165 ميلا جنوب شرق بغداد السبت «ردا على التهديدات العراقية المعادية لطائرات التحالف الحربية التي تراقب منطقة حظر الطيران بالجنوب».
ولم يحدد البيان حجم الأضرار التي تسبب فيها الهجوم، مشيرا إلى أن ذلك محل تقييم.
من جهته، أعلن المتحدث باسم لجنة الرصد والتحقق والتفتيش (انموفيك) والوكالة الدولية للطاقة الذرية في العراق هيرو ويكي انه تم اقامة خط ساخن (هوت لاين) للاتصال بين المفتشين الدوليين وهيئة الرقابة الوطنية العراقية المكلفة بالتنسيق معهم.
وقال ويكي (ياباني الجنسية) في مؤتمر صحافي عقده أمس ان الخط الساخن سيسهل عمل المفتشين للحصول على المعلومات ولتفادي الازمات الكبيرة التي قد تحصل.
وعلى الصعيد نفسه دعا العراق الامانة العامة والامم المتحدة واعضاء في مجلس الامن والدول المحبة للسلام إلى حث لجنة الامم المتحدة للرصد والتحقق والتفتيش (انموفيك) والوكالة الدولية للطاقة الذرية على ان تلزم مفتشيها باحترام التزامات المنظمتين وخدمة اغراض الامم المتحدة بما يؤدى الى الكشف السريع عن بطلان الاتهامات الاميركية للعراق بامتلاكه أسلحة الدمار الشامل.
جاء ذلك في رسالة بعث بها الى أمس وزير الخارجية العراقي ناجي صبري إلى الأمين العام للامم المتحدة كوفي عنان قبل ثلاثة ايام من بدء عمل المفتشين.
هذا وتصل طليعة مفتشي نزع الاسلحة التابعين للامم المتحدة اليوم الى بغداد لاستئناف عمليات التفتيش في الوقت الذي طالب فيه وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد الرئيس العراقي صدام حسين بان يختار ما بين البقاء في السلطة او الحفاظ على الاسلحة المحظورة.
وينتظر وصول 12 مفتشا من لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش التابعة للامم المتحدة (انموفيك) وستة آخرين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الاثنين الى بغداد حيث يبدأون العمل «منذ صباح الاربعاء» حسبما افاد المتحدث باسم المفتشين هيرو اوكي.
واضاف المتحدث في تصريح السبت في بغداد ان ما بين 80 و100 من مفتشي انموفيك والوكالة الدولية للطاقة الذرية سيكونون بدأوا العمل قبل نهاية العام.
وعلى صعيد آخر، ذكرت صحيفة «فرانكفورتر ألجماينه» الالمانية في عددها الاسبوعي الصادر أمس أن الولايات المتحدة طلبت من ألمانيا أن تكون مستعدة لتزويدها بصواريخ مضادة للطائرات في حال الحاجة إلى استخدام صواريخ باتريوت الاميركية للدفاع عن إسرائيل في أي صراع محتمل مع العراق.
ونقل التقرير الذي أوردته الصحيفة عن مسئولين كبارا في الحكومة الالمانية قولهم إن هناك عدم وضوح بشأن المكان الذي ستنشر فيه هذه الصواريخ.
ونقل عن أحد هؤلاء المسئولين قوله «عندما يتعلق الامر بأمن إسرائيل، فإنه سيكون من الصعب علينا أن نقول لا»
العدد 80 - الأحد 24 نوفمبر 2002م الموافق 19 رمضان 1423هـ