حقق الوفد الاميركي الذي زار لندن خطوة مهمة في تسوية الخلافات بين اطراف المعارضة العراقية في اللحظات الاخيرة وكادت ان تمزق الجهود السابقة التي بذلتها اللجنة التحضيرية لعقد مؤتمرها في بروكسيل. واستطاع الوفد الاميركي المؤلف من خمسة دبلوماسيين ان يضغط على كل الاطراف باتجاه حسم نقاط الاختلاف من خلال البحث عن حلول وسطية تجمع الجهود المشتركة لعقد المؤتمر الموسع في اسرع وقت، والتخلي عن الشروط التي تعيق نجاح المؤتمر.
وكان الوفد الاميركي الذي ضم كلا من ديفيد بدس ويائيل لامرت من وزارة الخارجية، وليم لوتي وكريس ستروب من وزارة الدفاع وهيلاري مان من مجلس الأمن القومي التقى قادة الفصائل وعرض عليهم بنود البرنامج الاميركي للتغيير وطلب منهم التصديق عليه في داخل المؤتمر. ويتضمن البرنامج عدة نقاط اهمها ثلاث هي: القضاء على وجود النظام البعثي في العراق (اي تصفية كل ما يمت بصلة لحزب البعث الحاكم) والابقاء على العقوبات الاقتصادية في ظل اي نظام جديد يأتي بعد اطاحة صدام، وتصفية الجيش النظامي واختزاله إلى ادنى مستوى. وآثار البرنامج الاستياء فأعلنت الفصائل عدم موافقتها وهددت بعدم عقدها مثل هذا المؤتمر. وأشارت إلى ان واشنطن يجب عليها ان تحترم ارادة العراقيين والا تتدخل في الشأن الداخلي بهذا الاسلوب.
وأثناء الاجتماع الذي تم في بيت السيد محمد بحر العلوم وحضرته الفصائل الستة المعارضة تراجع الوفد الاميركي عن برنامجه للتغيير، وأقر بأن هذا الحق يملكه العراقيون.
وفي هذا الاجتماع تمت المصالحة بين الاطراف، واتفق على اضافة 40 شخصية مستقلة إلى العدد السابق الذي حددته اللجنة التحضيرية لمؤتمر المعارضة العراقية امتثالا لمطالبة رئيس المؤتمر الوطني العراقي احمد الجلبي وحليفه الشريف علي بن الحسين ليصل العدد الكلي إلى 300 واتفقت هذه الفصائل بوجود الدبلوماسيين الاميركان على استبدال مكان عقد المؤتمر من بروكسيل إلى لندن، على ان يقوم وفد يمثل اللجنة التحضيرية بزيارة وزارة الخارجية البريطانية في غضون الايام القليلة المقبلة لأخذ إذن الموافقة على عقده في لندن. وحدد تاريخ عقد المؤتمر في 11 من الشهر المقبل موعدا اوليا، يجري تثبيته بعد أخذ موافقة الجهات البريطانية
العدد 80 - الأحد 24 نوفمبر 2002م الموافق 19 رمضان 1423هـ