العدد 2157 - الجمعة 01 أغسطس 2008م الموافق 28 رجب 1429هـ

مبادرة في المالكية لتغليب لغة الحوار على العنف

في خضم احتفالات الأهالي بإطلاق سراح 7 من أبنائهم

في خضم احتفالات أهالي المالكية بإطلاق سراح 7 من أبنائهم من الذين شملهم العفو الملكي، بدأ أهالي القرية سلسلة من الحوارات لتقريب وجهات النظر وتوحيد الصفوف بهدف تغليب لغة الحوار على لغة المواجهات.

وأكد لقاء الأهالي الذي جمع عددا من وجهاء القرية، ضرورة تبني لغة الحوار والوحدة وتغليبها على الخيارات الأخرى، لأن ذلك يعتبر السبيل الأمثل لدفع عجلة التقدم في المنطقة وتحقيق المطالب.

وشدد المشاركون على ضرورة أن يتم استيعاب جميع وجهات النظر وعدم استباق نتائج تلك الحوارات بتوقع صدور قرارات سريعة وإنما الدفع بتلك الحوارات لتحقيق الإصلاح المنشود.

علماء الدين والوجهاء الذي تحدثوا خلال اللقاء أكدوا أيضا ضرورة تبني لغة الحوار سواء بين وجهات النظر المختلفة داخل القرية أو مع السلطة، رافضين تغليب خيار الصدام أو محاولة جعل الشارع يقود توجهات علماء الدين والسياسيين. وفيما اعتبر عضو كتلة الوفاق النائب الشيخ حسن سلطان أن ما يجري في القرية يأتي على خلفية تجاذبات سياسية وليست أمنية، قال «إن هناك ما يكفي من السبل للتعبير عن التظلمات بطرق سلمية وضمن القانون»، محذرا من أن «فشل الحوار بين السلطة والمعارضة هو ما يفتح الباب لتغليب مسار الصدام الذي يدفع به البعض».


أهالي المالكية: نرفض العنف ولا بديل عن الحوار

المالكية - مازن مهدي

في خضم احتفالات أهالي المالكية بالإفراج عن سبعة من أبنائهم من الذين شملهم العفو الملكي بادر أهالي القرية للاجتماع للتوصل إلى حلول تجنب القرية وأهاليها التداعيات التي شهدتها في الأشهر الأخيرة إثر تدهور الوضع الأمني الذي أدى في طياته إلى اعتقال عدد من أهالي القرية بالإضافة إلى تحولها إلى مسرح لعدد من الاشتباكات بين متظاهرين ورجال الأمن.

وجهاء القرية في لقاء صريح ومفتوح جمع جميع الأطراف ليل أمس أكدوا أن أسلوب العنف لا يدعم المطالب الشرعية التي يتفق عليها الجميع، معتبرين أن سياسة الحوار سواء فيما بينهم أو مع الأطراف الأخرى هي السبيل الأمثل لتحقيق المطالب.

الحوار الذي تحدث فيه أكثر من شخصية من القرية وشابه بعض التوتر أكد أن الحوار والوحدة بين أبناء القرية ضروري لتحقيق مكتسبات للجميع في وقت تسلط فيه الأضواء على المالكية بسبب ما تشهده ساحتها.

وأكد الشيخ جعفر الشاخوري أهمية الوحدة وأشار في حديثه إلى أن وجود المعارضة أمر طبيعي ولكنه نبه إلى ضرورة أن تكون المعارضة ملتزمة بالإطار التشريعي الديني، موضحا أن المعارضة المدنية لها عدة أساليب يمكن استخدامها فيها، مشددا على أن وجود المعارضة يعطي البلاد (سلطة ومعارضة) قوة تحسن بها صورتها كدوله متحضرة تفي بمتطلبات الجميع وأن التنوع في الآراء لا يؤثر على الوحدة.

الشاخوري أضاف أن الحوار هو السبيل الأمثل لحل الخلاقات وهو ما أكده عضو كتلة الفاق النائب الشيخ حسن سلطان الذي شارك أيضا في اللقاء المفتوح.

سلطان أكد ضرورة أن تكون وجهة نظر كل فرد في القرية محط اهتمام وتباحث، معتبرا بدء النقاش في المواضيع الحساسة أنه باب للوصول إلى اتفاق ولو بعد حين، مشددا على أن الهدف من مثل تلك الحوارات ليس التوصل إلى قرارات فورية وإنما إلى اتفاق يرضي الجميع ويحقق الإصلاح.

وأوضح سلطان أن ما تشهده المالكية هو نتاج تجاذبات سياسية وليس مشكلات أمنية، معتبرا أن المفصل الأساسي هو العمل النيابي الذي هو في الوقت الحالي في موقع شك لدى المواطن العادي بسبب عدم اقتناع المواطن بما حققه البرلمان في ظل استمرار عدم حلحلة عدد من القضايا العالقة.

وأضاف سلطان أن خيار التصادم والعنف يفتقر إلى التشريع الديني والسياسي وأن لا خيار للمعارضة والسلطة لكسر الجمود سوى الحوار لأن فشل ذلك المسعى سيسمح لمسار التشنج بأن يطغى.

واعتبر سلطان أن المواطن البحريني لديه عدة وسائل متاحة لم تكن متوافرة من قبل للتعبير عن تظلماته بطرق سلمية من دون مخالفة القانون، رافضا أن يتحول الشارع لقائد للقيادات الدينية والسياسية التي لا تتبنى سياسة التصادم.

عضو مجلس الشورى سيدحبيب مكي هاشم الذي كان منزله موقع لقاء جمع وزيري «الأشغال» و «البلديات» الأسبوع الماضي مع اللجنة الأهلية حيث كشف الوزيران عن وقف المشروعات في المنطقة جراء تدهور الوضع الأمني مطالبين الأهالي باتخاذ تدابير تساهم في الحد من ذلك العنف، أكد أن جميع وجهات النظر لأبناء القرية هي محط احترام وتقدير، معتبرا أن جميع الجهود على اختلاف طرقها تسعى إلى تحقيق هدف واحد وأن تلك الجهود تأتي مكملة لبعضها البعض.

من جانبهم، طالب بعض الأهالي أيضا بإعادة النظر في تكوين اللجنة الأهلية لتكون ممثلة لجميع وجهات النظر والآراء وهو ما كان نقطة حوار ساخنة خلال الاجتماع الذي يعتبر الأول من نوعه في أي من قرى البحرين.

وطالب بعض الأهالي أيضا بألا تقتصر جهود التواصل التي بدأت من خلال اللقاء على المنابر الدينية وإنما تمتد إلى التواصل مع الشباب خارج تلك المنابر وخاصة أنهم يعتبرون الطرف الآخر في المعادلة

العدد 2157 - الجمعة 01 أغسطس 2008م الموافق 28 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً