العدد 2327 - الأحد 18 يناير 2009م الموافق 21 محرم 1430هـ

علاج مرضى السكلر من دون فحص... وتكرار مراجعة المستشفى ممنوع!

أوجاع مستمرة يزيدها الإهمال

الوسط - محرر الشئون المحلية 

18 يناير 2009

معاناة كبيرة يعيشها مرضى السكلر، هؤلاء الذين توفي منهم 23 مريضا خلال العام 2008 شكلت في بعضها لجان تحقيق داخل وزارة الصحة بعد شكوك ذوي بعض المتوفين في أن الإهمال يقف وراء أسباب الوفاة، كما تزداد النوبات التي يتعرض لها مرضى السكلر خلال هذه الفترة من كل عام من جراء دخول المملكة فصل الشتاء وهو ما ينعكس على زيادة تردد مرضى السكلر على المستشفيات، وخصوصا مجمع السلمانية الطبي ويُترجم ذلك امتلاء الأجنحة المخصصة لهم.

من جهته أكد أمين سر جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر وأحد المرضى حميد المرهون استمرار تعرض مرضى السكلر إلى مشكلات كثيرة في تلقي العلاج في مجمع السلمانية الطبي وقال «يؤسفنا ما آل إليه الحال في مجمع السلمانية الطبي، إذ تناسى بعض الأطباء كيفية تشخيص مرضى السكلر، ولا نعلم هل هو تقاعس مِن قِبلهم أم هو أحد نتائج الضغط الهائل من مرتادي دائرة الحوادث والطوارئ في المجمع؛ ولكن ذلك لا يعفي الأطباء من أداء مهامهم، إذ أصبحوا يقدمون العلاج لمرضى السكلر من دون إجراء فحص إكلينيكي أو معاينة دقيقة لهم كأن مرضى السكلر روتين اعتادوا عليه».

وواصل المرهون «اليوم وبسبب وجود عدد من الأطباء المستوردين الذين ليس لديهم إلمام كامل بمرض السكلر، وعدم حصولهم على تدريب كاف بشأن كيفية التعامل مع مرضى السكلر، أصبحنا لقمة سائغة في أيديهم؛ فبالأمس القريب أهمل أحد الأطباء الآسيويين أحد المرضى لمدة ساعتين وعندما تفضل بالحضور للمريض كتب له العلاج من دون أي فحص يذكر ليخلي مسئوليته من جراء مطالبة أهل المريض بالمسارعة في النظر في حال مريضهم، فقام بإعطاء الممرضة التي أدت واجبها على أكمل وجه ورقة العلاج لجلب الأدوية المسكنة التي وصفها ووضعتها بالقرب من المريض، وقد ازداد حال المريض سوءا إثر انتظاره لفترة طويلة من دون علاج فطلب الأهل من الطبيب أن يعطي مريضهم الأدوية المسكنة، فرد الطبيب بأن إعطاء الأدوية المسكنة ليست من مهامه بل من مهام الممرضة، فراجعوا الممرضة لتعطي المريض الأدوية فأخبرتهم بأنه يمنع على الممرضات إعطاء الأدوية المسكنة للمرضى وهذه مهمة الطبيب!».

وأضاف «احتار الأهل بين الطبيب والممرضة، فراجعوا الطبيب مرة أخرى في اليوم التالي، وكان يخرج ويدخل إلى الغرفة باستمرار، وعندما استفسروا منه رد عليهم غاضبا أن مريضهم أتى بالأمس، فلماذا كل هذه الضجة؟!». واستطرد المرهون «فطلبوا من الطبيب أنه إذا امتنع عن علاج مريضهم أن يقوم بتحويله لطبيب الباطنية ليتم إدخاله، وبعد ساعات تم تحويله فأتى طبيب الباطنية الذي غضب واستنكر تصرف طبيب الطوارئ بعد أن رأى الحال الذي آل إليه المريض، وفي مقابل تصرف طبيب الطوارئ المذكور قام طبيب الباطنية بأداء واجبه على الوجه الأكمل وسارع في أداء عمله بكل جهد وإخلاص، وهذا الطبيب خير مثال على الأطباء الذين نفخر بوجودهم ويستحقون منا كل الاحترام والتقدير على مايبذلونه من جهد في خدمة مرضاهم».

وبيَن أمين سر جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر «وعندما أمر طبيب الباطنية إدخال هذا المريض لأجنحة المجمع لسوء حالته، تم إبلاغ أهله بأنه لا يوجد أي سرير شاغر في المستشفى وسينتظر ليوم آخر في الطوارئ حتى يتوافر سرير في اليوم التالي، فطلبوا نقله لغرفة خاصة إن وجدت وبعد عناء تم نقله لأحد الأجنحة، وكانت المفاجأة بأن الغرفة التي نقل إليها في ذلك الجناح خاوية من المرضى والأسرة فارغة!، وهذا جزء بسيط من مسلسل الإهمال الذي يحصل في مجمع السلمانية الطبي، وعلى صعيد آخر قام أحد الأطباء في زيارة خاطفة لجناح (61) المخصص لمرضى السكلر وقام بالتهجم والصراخ على أحد المرضى، كما لم يتهاون عن الصراخ والاستنكار لأن أحد المرضى كان نائما في فترة الظهيرة!».

وأضاف «أوليس من حق المريض النوم أو أصبح النوم من المحرمات على المرضى أم لأن هذا المريض مصاب بالسكلر فيحرم عليه النوم؟». وتابع المرهون «وتطول قائمة المحرمات على مرضى السكلر فيمنع عليهم زيارة الطوارئ في اليوم نفسه أو بعد يوم، لأنهم سيصبحوا محط أنظار الطاقم التمريضي والطبي وكأنهم أُناس مشبوهين، فلا يحق لهم زيارة المستشفى في اليوم نفسه ويجب عليهم الموت في منزلهم من شدة الألم أو الذهاب لأي مكان آخر لتلقي العلاج، فعند تكرار زيارة مريض السكلر إلى المستشفى مرتين في اليوم نفسه ترتسم علامات الاستفهام على الوجوه ويزيد الهمز والغمز، وخصوصا من الطاقم الآسيوي على المرضى؛ فلو كانت هناك رعاية كاملة وجودة في العلاج المقدم للمرضى لما عادوا مرة أخرى لطلب العلاج، وهل منع العلاج عنهم يعتبر حلا للمشكلة؟».

وختم المرهون «نأمل من وزارة الصحة إلى وضع أساسيات وخطط واضحة لعلاج مرضى السكلر وجلب أطباء متخصصين في المرض للحد من الإهمال الحاصل في حق مرضانا».

إلى ذلك تحدث شقيق مريض السكلر(م.أ) إن أخيه البالغ من العمر 22 عاما والذي يرقد حاليا في مجمع السلمانية الطبي من جراء نوبة سكلر شديدة إنه تم إدخال أخيه في أول يومين من رقاده في السلمانية إلى أحد الأجنحة غير المخصصة لمرضى السكلر بسبب امتلاء الأجنحة الخاصة بهم وهو ما أدى إلى أن يتأثر علاجه، ويحكي المريض معاناته قائلا «كانت الممرضات في الجناح الآخر الذي رقدت فيه لا يعرفن كيفية وضع المغذي(السيلان) لي وخصوصا أن العروق تختفي خلال النوبات فيضطررن إلى الاتصال بطبيب النوبة، وكل طبيب يحول العمل على الآخر الذي إن جاء فإنه يأتي متأخرا، عانيت من تملص بعض الأطباء في المجيء إذا اتصلت بهم الممرضة، كما أن طبيبين في هذا الجناح لم يعرفا كيف يضعا لي المغذي وإحدى الطبيبات وضعته لي بطريقة غير صحيحة ما أدى إلى انتفاخ موضعه، والمشكلة أن أدويتي تُعطى لي عن طريق المغذي».

وواصل المريض «بلغ الألم مبلغا لم أحتمل معه الانتظار أكثر من ذلك، حتى كدت أجرب وضع المغذي بنفسي، فما كان من الممرضات إلا أن اتصلن للطبيب وأخبرنه بذلك والذي رد قائلا «دعوه وأعطوه أدوية تحت الجلد فقط ولا تركبوا له الأدوية عبر المغذي، وأخبرت الطبيب المسئول في هذا الجناح عما حدث وقال إنه سينظر في الأمر».

وأضاف «كان معي في هذا الجناح مريضا سكلر ولكنهما لم يتعرضا إلى ما تعرضت له من مشكلات، ولكن بعدها تم نقلي إلى أحد الأجنحة الخاصة بمرضى السكلر والوضع أفضل هنا حيث تعرف الممرضات علاج مرضى السكلر ووضع المغذي».


24 مريضا بالسكلر ينتظرون أسرّة «السلمانية» أمس

علمت «الوسط» من مصادر مطلعة أن 24 مريضا بالسكلر كانوا ينتظرون أسرة السلمانية حتى ظهر أمس في دائرة الطوارئ والحوادث، وأشارت المصادر إلى أن مجموع المرضى المحتاجين إلى إدخالهم لأجنحة المجمع بلغ حتى مساء أمس 46 مريضا.

ويتأرجح عدد المرضى الذين ينتظرون إدخالهم إلى أجنحة المجمع إذ يتم إدخال المرضى حالما تتوافر أسرة شاغرة فتقل قامة المرضى المنتظرين، لتزيد بعدها وخاصة مع حلول المساء واستمرار تدفق المرضى على الطوارئ.

وكان 24 مريضا بالسكلر ينتظرون مساء أمس الأول في طوارئ مجمع السلمانية الطبي توفير أسرة شاغرة لهم داخل أجنحة المجمع، بالإضافة إلى ثلاث حالات عناية قصوى، وذكرت المصادر أن وزير الصحة فيصل الحمر قام بزيارة مفاجئة لدائرة الطوارئ بالمجمع مساء السبت الماضي لوحده وتفقد أوضاع الوحدة والمرضى، ولفتت المصادر إلى أن مجموع المرضى الذين كانوا ينتظرون إدخالهم مساء أمس الأول بلغ 39 مريضا غالبيتهم من مرضى السكلر الذين كان بعضهم ينتظر إدخاله منذ الأربعاء الماضي.

من جهته قال رئيس الأطباء بمجمع السلمانية الطبي أمين الساعاتي إن عدد المرضى على قائمة الانتظار بقسم طوارئ السلمانية بلغ 41 - إلى حين تصريحه - وأضاف أن عدد المرضى انخفض مقارنة بوقت استلام نوبة العمل الصباحي إذ كانوا 45 مريضا أدخلوا إلى أجنحة السلمانية بعد إجراء الفحوصات اللازمة لهم.

وأكد الساعاتي المتابعة المستمرة من قِبل إدارة مجمع السلمانية الطبي والاستشاريين والأطباء في دائرة الطوارئ والحوادث لتشخيص الحالات وتحديد احتياجها للإقامة في المستشفى أو ترخيصها للمساهمة في تقليل انتظار المرضى في الطوارئ والتخلص من حدوث أزمة حقيقية في نقص الأسرّة ووضع الخطط المناسبة لتلافيها، وأشار إلى أن إدارة السلمانية مستمرة في دراسة جميع المقترحات لوضع حلول دائمة لمشكلة انتظار المرضى لإدخالهم المجمع وأدرجت مشروعين لذلك ضمن موازنة العامين 2009 - 2010 ويتمثلان في إنشاء وحدات صباحية لاستقبال الحالات التي لا تستدعي الإدخال، إذ يمكن للمريض أخذ علاجه في الفترة الصباحية والترخيص من المستشفى، بالإضافة إلى تخطيط الإدارة لإنشاء وحدات متخصصة مثل وحدة أمراض الدم الوراثية ووحدة جراحة الأطفال التي سيكون فيها أسرة لإدخال المرضى للمساهمة في تقليل الضغط على أسرة مجمع السلمانية الطبي.

العدد 2327 - الأحد 18 يناير 2009م الموافق 21 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً