يستمر أحد المصانع التجارية بمنطقة الصالحية في إلقاء كميات كبيرة من المياه التي تعتبر ملوثة نسبيا يوميا في مجرى مفتوح «ساب»، وذلك على رغم توافر شبكة صرف مياه المجاري والأمطار في المنطقة المحيطة بالمصنع.
وتشير التفاصيل بحسب ما نقلها اختصاصي السلامة والبيئة في المصنع علي شهاب، الذي فضل عدم ذكر اسم المصنع، إلى أن «الموضوع ليس جديدا وهو مستمر منذ أعوام طويلة، وكان هناك عدد من الاجتماعات والاتصالات مع وزارة الأشغال والإسكان آنذاك لكن من دون أية فائدة ليومنا هذا، أي بعد مرور أكثر من عامين ونصف العام».
وتابع شهاب «المصنع لا يلقي المياه المصروفة في شبكة صرف مياه المجاري أو الطرقات بسبب عدم وجود رخصة لدى إدارة المصنع من قبل وزارة الأشغال لصرفها في تلك الشبكات، وهو ما اضطر المصنع إلى صرف المياه في المجرى المفتوح الواقع خلف المصنع للتخلص من المياه».
وقال شهاب إن «وزارة شئون البلديات والزراعة عمدت إلى إصدار مخالفة بلدية للمصنع بسبب إلقاء المياه في مجرى الأراضي المفتوحة، وهو ما دفع المصنع بدوره إلى إجراء الاتصالات اللازمة بوزارة الأشغال ورفع طلب رسمي بشأن إيصال المياه لمحطة توبلي للصرف الصحي، إذ عمد المسئولون في محطة توبلي لأخذ عينية من المياه إثر ذلك من أجل تحديد قرار نهائي بشأن إيصال المياه للمحطة أم لا، إلا أنهم رفضوا في الأخير إيصال المياه للمحطة لعدم مطابقة مواصفات المياه متطلبات التوصيل المشروطة لدى المحطة».
وبين شهاب أنه «بناء على ذلك كانت هناك اجتماعات مع وزارة الأشغال للتباحث بشأن استعداد الشركة لجعل هذه المياه بحسب المواصفات المطلوبة وإيصالها للمحطة، إذ اقترحت الوزارة إيصال المياه إلى البحر مباشرة عبر شبكة الطرق قبل 6 أشهر، والشركة وافقت على ذلك، إلا أنه منذ ذلك الوقت لحد الآن لا توجد أية ردود فعل إيجابية على رغم استمرار المصنع في إرسال الرسائل التذكيرية إليهم، علما أنهم أكدوا مرات عدة أن الموضوع سينحل».
ولفت إلى أن «المصنع لا يود إثارة الموضوع، لكن الواقع الملموس يؤكد تقصير الأشغال في تأدية ما عليها، علما أن المجرى له أضراره البيئية والصحية التي تخطت الحدود التي من الممكن أن الإنسان يعيش فيها، ونحن لابد ان نحصل على موافقة لضخ المياه في شبكات الطرق أو المجاري في أسرع وقت ممكن، لأن الوضع أصبح مزريا نظرا الى إلقاء أصحاب الحظائر في المنطقة المحيطة الحيوانات النافقة في المجرى، ما يتسبب في زيادة حجم المشكلة وخصوصا أن المنطقة تتعرض حاليا لحراك عمراني وزيادة عدد السكان بالقرب من هذه المجاري».
وأوضح شهاب أن «المشكلة لا تكمن في المواد التي تحتويها مياه المصنع الجارية الملقاة في المنطقة المفتوحة، بل في بقاء المياه دون دورانها وصدور الروائح النتنة منها»، مذكرا بأن المياه في نهاية المجرى تصب في نقطة معينة تختفي فيها المياه ولا يُعلم ما إذا كانت تصب في مجاري الصرف الصحي أم مجاري الطرقات».
وأكد شهاب أن المصنع على أتم الاستعداد للتجاوب من أجل حل المشكلة، وهو ماض في اتصالاته مع وزارة الأشغال لحل الموضوع في أسرع وقت ممكن.
العدد 2327 - الأحد 18 يناير 2009م الموافق 21 محرم 1430هـ