تنطلق مساء اليوم (الجمعة) فعاليات معرض الكتب المستخدمة تحت شعار: «الكتاب حق للجميع» برعاية وزير شئون البلديات والزراعة جمعة أحمد الكعبي وذلك في تمام الساعة السابعة مساء بصالة نادي سار الثقافي والرياضي.
من جهته، أشار رئيس مجلس بلدي المنطقة الشمالية يوسف البوري إلى «أن القراءة كانت ولا تزال عماد العلم والمعرفة، والوسيلة الرئيسية لكسب المعارف والمعلومات».
من ناحية أخرى، قال مدير مكتبة الشيخ عيسى الوطنية منصور سرحان إن من حسن الطالع اختيار توقيت افتتاح معرض الكتب المستخدمة بعد يوم من افتتاح الصرح الثقافي الكبير في البحرين وهو مركز عيسى الثقافي بما يضمه من مكتبة وطنية كبيرة، متمنيا نجاح المعرض وداعيا الى دعمه بالحضور والمشاركة.
وأيّد الكاتب والمؤرخ البحريني خالد البسام هذا التوجه الذي سيمثل سُنّة ثقافية حميدة، فيما أيّد الكاتب والباحث في التراث الشعبي إبراهيم راشد الدوسري نوعية «الفكرة» كونها تستهدف مصادر حيوية للكتب متوافرة لدى جمهور المواطنين والمقيمين، وتقديمها لجمهور آخر؛ ما يؤكد حب الإنسان البحريني للثقافة والعلم والمعرفة.
الوسط - أحمد الصفار
يفتتح مجلس بلدي المنطقة الشمالية عند الساعة 7:00 من مساء اليوم (الجمعة) بنادي سار الثقافي والرياضي، معرض الكتب المستخدمة «الكتاب حق للجميع»، تحت رعاية وزير شئون البلديات والزراعة جمعة الكعبي.
وفي هذا الشأن، قال رئيس مجلس بلدي المنطقة الشمالية يوسف البوري: «اليوم سنتشرف بافتتاح معرض الكتاب تحت رعاية ودعم وزير البلديات جمعة الكعبي الذي كان ولا يزال الداعم الكبير والمساند للمعرض، إلى جانب جهود صحيفة «الوسط» التي نعتبرها من شركائنا الرئيسيين وكذلك صحيفة الأيام، إذ تأتي أهمية هذا المعرض لنسلط الضوء على هذا الجانب لأن الكتاب يهم الجميع، ولكي نشد جيلنا وشبابنا وأطفالنا إلى القراءة، ونشير إلى أهمية العلم والتعلم في حياة الفرد والمجتمع».
وأضاف أن «القراءة كانت ولاتزال عماد العلم والمعرفة، والوسيلة الرئيسية لكسب المعارف والمعلومات والاتصال المباشر بالمواد القرائية المختلفة من دون وسيط أو جهاز يحكم وقتها وأسلوب ممارستها، فأينما كان الإنسان فإنه يستطيع القراءة طالما وفر لنفسه ما يقرأ وتهيأت له الأجواء المناسبة لذلك، ونحن نؤمن أنه على رغم تطور وسائل الاتصال الحديثة ونمو تكنولوجيا المعلومات التي يسرت نقل الثقافة والمعرفة واختزانها واسترجاعها، إلا أن القراءة لم تفقد مكانتها المتميزة ولم تتراجع عن دورها في التعليم والتثقيف، بل إن هذه المكانة زادت أهميتها وهذا الدور زاد تأكيدا».
وشدد البوري على «أهمية القراءة والاطلاع في مختلف الثقافات في هذا العصر المليء بالمتغيرات المختلفة، والتي يمكن استشراف اتجاهات وأسس والأساليب المختلفة التي يمكن أن تعد النشء للتكيف مع متطلبات هذه المرحلة، إذ أثبتت التجارب أن التمكن من القراءة واكتساب مهاراتها وتنمية ميلوها وغرس عادتها، ستكون من أهم العوامل التي تؤثر إيجابيا بصورة كبيرة على شخصية الشاب وتحسين دوره وامتداد أثره، لذلك يأتي هذا المعرض وفق هذه الأجواء ويتبنى هذه المعطيات، ولم نكن كمجلس بلدي سوى وسيطا والفضل يعود من بعد الله إلى الخيرين من أبناء هذا الوطن الذين تجاوبوا مع هذا المعرض منذ الترويج له في أيامه الأولى».
ورأى أن «أهم ما يميز هذه الفعالية أنها تمتزج بعطائها الثقافي والخيري وتبتعد عن المنظور المادي، ولعلنا نريد أن نشد هذا الجيل أكثر إلى النبع الثقافي ونساهم في جوانب مختلفة تسهم في الدفع باتجاهات ضرورية في واقع مجتمعنا، لأننا نؤمن بأن مجتمعنا لايزال بحاجة إلى المزيد من المبادرات المختلفة، وبالتالي علينا أن نسهم في تعزيز هذه المبادرات إسهاما منا في رفعة وطننا ومجتمعنا».
وبيّن رئيس «بلدي الشمالية» أن «معرض الكتب المستخدمة يأتي متزامنا مع احتفالات البحرين بعيد جلوس جلالة الملك والعيد الوطني المجيد، ويمثل إضاءة واشراقة تسهم في خدمة الوطن، وإن كانت بصورة مختلفة عن الموروث الروتيني السائد، فقد أردنا أن ننمي لدى المواطن والمقيم بذرة العطاء التي هي موجودة في الأساس ونجحنا في أن ننميها وتزداد في عطائها واتساعها وبعدها، فالمجتمعات يجب أن لا تعيش حالة جمود وتتوقف عند العناوين الباهرة من الضوء».
وتابع «هذه واحدة من أهداف المجلس التي نؤمن بها ونتطلع إليها ونتمنى أن نحقق الكثير مما نصبوا إليه، فكلما سنحت لنا الفرصة وتهيأت لنا الأسباب سنساهم في خدمة المجتمع في جوانب كثيرة لاتزال بعيدة عن الرصد الحقيقي».
ووجه البوري الدعوة إلى «جميع المواطنين والمقيمين ابتداء من مساء اليوم عند الساعة السابعة وطيلة الأسبوع المقبل، إذ ستكون هناك محاضرات وندوات مختلفة للتعريف بتاريخ المنطقة، لذلك ندعو الكل للمشاركة والمساهمة في هذا المعرض الذي سيصب في اتجاهات خيرية، وسيكون الجميع شريكا في رسم البسمة على شفاههم وإدخال الابتسامة في نفوسهم، أن تكون هناك خطوات مقبلة بعيدة عن مقاييس الربحية ومضامينها، وأن نستهدف الكثير من البرامج التطوعية والخيرية الهادفة».
ونوه الرئيس البلدي إلى أن الانتهاء من تصنيف الكتب كانت المرحلة الأصعب، إلا أن اللجنة التنفيذية المشتركة أسهمت في سير الأمور نحو الأفضل، معربا عن أمله في أن تتوج هذه الجهود التي استمرت لمدة 3 أشهر بالنجاح والإقبال على المعرض، وأن يكون المعرض مبادرة خيرة تتبعها خطوات أخرى تعزز من الدور الثقافي وتدعم جوانب خيرية في المجتمع، ونعول كثيرا لتحقيق ذلك على إقبال المواطنين والمقيمين، ونأمل أن يشهد المعرض انطلاقة قوية تشجعنا على تبني مثل هذه الفعاليات مستقبلا».
وتطلع البوري إلى «تحقيق عائد مادي جيد نستطيع من خلاله أن نرسم البسمة في نفوس الذين علقوا آمالهم علينا، وخصوصا أن هناك أسر تحتاج إلى شراء بعض المستلزمات الضرورية، وبالتالي فإن ريع المعرض سيوجه إلى الفئات التي تحتاج إلى الدعم والمساندة، ونؤكد أن كل ما سيتم تحصيله من المعرض سيخصص لهذه الفئات».
الجبل: الأسعار تبدأ من 100 فلس
إلى ذلك، أفاد نائب رئيس مجلس بلدي المنطقة الشمالية رئيس لجنة العلاقات العامة والإعلام علي الجبل، بأن أسعار الكتب ستتراوح ما بين 100 فلس و10 دنانير، مشيرا إلى أن ما تم جمعها منها للمشاركة في المعرض بلغ أكثر من 20 ألف كتاب من مختلف الحقول والمعارف، تم تصنيفها إلى عدة أصناف، من بينها فرع الأدب ويشمل القصص والشعر والمسرح والفلسفة والسينما، وفرع التاريخ والآثار ويتضمن التاريخ البحريني والعربي والإسلامي والدولي، بالإضافة لتراث البحرين وحضارتها، والأختام الدلمونية ومعابد باربار وقلعة البحرين.
وأشار الجبل إلى أن المعرض يشتمل على «كتب تعليمية تضم اللغات والمهن والرياضيات والكمبيوتر، وكتب علمية ومن بينها علوم الأحياء والفيزياء والكيمياء والرياضيات، وكتب شخصيات (أدبية وفكرية)، وكذلك كتب دينية (حملات الرسول (ص)، الأخلاق، القيم، التعاليم الإسلامية)، وكتب سياسية (مؤتمرات، حروب، ندوات سياسية)، إلى جانب كتب الفكر العام (منوعات، ألغاز، تفسير الأحلام)».
ومن المقرر أن يستضيف مجلس بلدي الشمالية بعض الشخصيات التي لها إسهاماتها في الساحة المحلية للمشاركة في المحاضرات والندوات المصاحبة التي ستقام جميعها عند الساعة السابعة مساء ماعدا واحدة، ففي يوم الأحد المقبل سيقدم المحاضر عيسى أمين ورقة عن «تراث وتاريخ البحرين»، وفي يوم الإثنين سيقدم الباحث محمد حسن كمال الدين ورقة عن «العصر الذهبي لدلمون» يتبعه حسن حمادة بورقة أخرى عن «تنمية الكتابة» (عند الثامنة والنصف مساء)، فيما سيخصص يوم الثلثاء للحديث عن «حضارة دلمون» لعبدالعزيز صويلح، ويوم الأربعاء سيجيب محمد الخزاعي عن تساؤل «هل كانت هذه جنة عدن؟»، وأخيرا ستكون هناك حلقة نقاشية عن «دور الأندية الشبابية» يتحدث فيها سعد طرار من المؤسسة العامة للشباب والرياضة.
وسيشمل المعرض الذي سيفتح أبوابه على مدى 7 أيام من الساعة 10:00 صباحا وحتى 1:00 ظهرا ومن 4:00 حتى 10:00 مساء ابتداء من 19 إلى 26 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، كتبا مستخدمة وأخرى جديدة بأسعار مناسبة لمختلف شرائح المجتمع، ستنحصر في المجالات العلمية والفنية والثقافية والأدبية، وسيتخلله عرضا إلكترونيا وندوات تعريفية بالمعالم التاريخية للبحرين عموما والمحافظة الشمالية خصوصا، وسيخصص ريعه لخدمة الجوانب الخيرية والأسر المحتاجة وذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام تحت إشراف المجلس البلدي.
سار - محرر الشئون المحلية
عبر عدد من الكتاب والمثقفين والمهتمين بالحياة الثقافية والفكرية في البحرين عن سرورهم بهذه الفكرة التي تؤكد تجدد المشهد الثقافي في البحرين، مجمعين على أن هذه الفكرة سيكون لها الأثر الكبير في استقطاب الكم الأكبر من محبي القراءة من المواطنين والمقيمين وخصوصا مع طرح آلاف الكتب بأسعار زهيدة.
وقال مدير مكتبة الشيخ عيسى الوطنية منصور سرحان إن من حسن الطالع اختيار توقيت افتتاح معرض الكتب المستخدمة بعد يوم من افتتاح الصرح الثقافي الكبير في البحرين وهو مركز عيسى الثقافي بما يضمه من مكتبة وطنية كبيرة، متمنيا نجاح المعرض وداعيا إلى دعمه بالحضور والمشاركة.
وقال مضيفا: «اعتقد أن هذه بادرة طيبة وخصوصا وأنها تنطلق من الأهالي أنفسهم وبهذا تكون هذه الفعالية الثقافية متميزة في نوعيتها، وستكون إن شاء الله بادرة يحتذى بها مستقبلا وخصوصا أنه سيتم عرض الكثير من عناوين الكتب المختلفة التي تم التبرع بها، وذلك - كما قرأنا - بأسعار تشجيعية مخفضة ما يشجع القراء والباحثين ومحبي الكتب على زيارة هذا المعرض الثقافي»، معبرا عن سعادته بمشاركته في تقديم مجموعة من 300 كتاب للأديب المرحوم ابراهيم العريض وتشكيلة من الكتب الأخرى.
وأيد الكاتب والمؤرخ البحريني خالد البسام هذا التوجه الذي سيمثل سنة ثقافية حميدة، مشددا على أن دعم القطاع الثقافي والاهتمام بالباحثين والمفكرين والكتاب وتشجيع محبي الثقافة من المواطنين يمثل جوا نقيا دافعا نحو التنوير والإبداع، فيما أيّد الكاتب والباحث في التراث الشعبي إبراهيم راشد الدوسري نوعية «الفكرة» كونها تستهدف مصادر حيوية للكتب متوافرة لدى جمهور المواطنين والمقيمين، وتقديمها لجمهور آخر ما يؤكد حب الإنسان البحريني للثقافة والعلم والمعرفة.
وزاد الدوسري قوله: «هذاالمشروع يعتبر مشروعا رائدا، ويكفي القائمين على هذا المشروع فخرا أنهم استطاعوا الحصول على هذا الكم الهائل من الكتب، ثم هذا الكم من الكتب يدل على أن شعب البحرين مهتم بالثقافة والقراءة، ومهتم بالكتاب بشكل خاص مهما تطورت وسائل الإتصال ثقافيا، لكن يظل الكتاب رمزا ومصدرا شاملا وصديقا للإنسان، بالإضافة إلى أن اللجنة المنظمة استطاعت بشكل حقيقي ملفت أنها تطرح الفكرة على الداعمين».
واختتم بالتعبير عن أمله في أن يتكرر كل عام وأكثر من مرة في العام، وتحتذي به الجهات الرسمية والأهلية في مختلف أرجاء البحرين، فهناك الكثير من مصادر هذه الكتب لدى المواطنين والمؤسسات وندعو كل الشباب والشابات والأطفال والمقيمين للحضور، ونتوقع حضورا جميلا يعبر عن حب الإنسان البحريني للثقافة والعلم والمعرفة
العدد 2296 - الخميس 18 ديسمبر 2008م الموافق 19 ذي الحجة 1429هـ