يعيش الجميع هذه الأيام على وقع الذكرى السنوية الخالدة لواقعة الطف الأليمة والتي سطرها الإمام الحسين بن علي (ع) وجمع من أصحابه المخلصين والذي قال فيهم: لم أرى صحبا أفضل وأخلص من أصحابي. كيف لا وصحبه عليه السلام قد نذروا الغالي والنفيس وكل مايملكوه لأجل التضحية والاستشهاد معه في سبيل الله وإعلاء كلمة الحق بعد أن أضحى الإسلام غريبا بين أيدي يزيد وبني أمية.

وبفضل وقفة الحسين (ع ) وأصحابه قد سطروا أروع مثل الشجاعة والنبل في ميدان الوغى وبدمائهم الزكية قد حفظوا الإسلام من الضياع.

ولأجل ذلك نناشد خطباءنا الكرام بأن يستخلصوا العبر التربوية والسلوكية والقيم الأصيلة من مدرسة الحسين ويبينوا ذلك للحشود المتدفقه من مختلف الأعماروعدم حصر عاشوراء الحسين ببوتقة التاريخ فقط فالحسين عَبرة وعِبرة، ذلك أن الحسين وأصحابه قد صنعوا بمواقفهم ومبادئهم ودمائهم الزكية عاشوراءهم الخاصة والتي من خلالها قد وصلوا لمقامات عالية يغبطهم عليها أهل الجنة، ونحن كذلك مطالبون بأن نصنع عاشوراءنا الخاصة بنا كأفراد وجماعات وعدم الركون على وقع الذكرى التاريخية فقط، فمبادئ الحسين (ع) تملأ سماء واقعة عاشوراء وعلينا أن نستلهم الدروس منها ونطبقها على أرض واقعنا من خلال التجسيد العملي لمبادئ الثورة الحسينية في سلوكنا وأقولنا وأفعالنا عندها يمكننا أن نواسي الحسين وأن ندخل عليه السرور لا أن نكون أول سهم نطلقه تجاهه سواء جهلنا أو علمنا.

محمد سعيد