أعلن وزير الداخلية الموريتاني مساء أمس فوز قائد الانقلاب العسكري محمد ولد عبدالعزيز في الانتخابات الرئاسية الموريتانية، رئيسا للجمهورية بنسبة 52.58 في المئة من الأصوات في الاقتراع الرئاسي الذي جرى السبت.
وقال الوزير محمد ولد رزيزيم: «لم أتلق أية شكوى أو طعن يشكك في صدقية الانتخابات على رغم معلومات وصلتنا عن إصدار 4 مرشحين بيانا يرفض النتائج».
إلى ذلك قال رئيس الجمعية البحرينية للشفافية عبدالنبي العكري الذي يشارك في مراقبة الانتخابات في موريتانيا إن فوز ولد عبدالعزيز من الجولة الأولى شكل مفاجأة ودحض التنبؤات التي توقعت إجراء جولة ثانية، مبديا خشيته من أن رفض المعارضة لنتيجة الانتخابات سيدخل البلاد في مأزق سياسي جديد.
وقال العكري في حديث خاص عبر اتصال هاتفي أجرته معه «الوسط» أمس «أمام المعارضة خياران؛ إما تقديم طعون للمجلس الدستوري - الذي يعد بمثابة المحكمة العليا - أو الطلب من الدول التي رعت اتفاق داكار الذي أوصى بإجراء الانتخابات، التدخل».
نواكشوط - أ ف ب، رويترز
أعلن وزير الداخلية الموريتاني مساء أمس (الأحد) انتخاب الجنرال محمد ولد عبدالعزيز قائد انقلاب السادس من أغسطس/ آب 2008 في موريتانيا، رئيسا للجمهورية بنسبة 52.58 في المئة من الأصوات في الاقتراع الرئاسي الذي جرى يوم السبت الماضي.
وقال الوزير محمد ولد رزيزيم: «تم انتخاب محمد ولد عبدالعزيز الذي حصل على 52.58 في المئة من الأصوات رئيسا للجمهورية»، وذلك بعدما أدلى بالنتائج الكاملة غير النهائية للدورة الأولى من الانتخابات.
وأضاف أن «الانتخابات تمت في ظروف جيدة جدا. أهنئ الناخبين الموريتانيين على روح المسئولية والمواطنة». وتابع وزير الداخلية «أؤكد هنا أنني لم أتلق أية شكوى أو طعن يشكك في صدقية الانتخابات على رغم معلومات وصلتنا عن إصدار أربعة مرشحين بيانا يرفض نتائج التصويت».
وخرج أنصار قائد المجلس العسكري السابق الذي استقال في أبريل/ نيسان ليترشح إلى الانتخابات، ليل السبت الأحد إلى شوارع نواكشوط يحتفلون مسبقا بفوزه.
وفي وقت سابق، أفادت نتائج الفرز الأولية أن رئيس الجمعية الوطنية ومرشح الجبهة المعارضة للانقلاب مسعود ولد بلخير حل في المرتبة الثانية بفارق كبير وحصل على 16,72 في المئة من الأصوات يليه رئيس اكبر أحزاب المعارضة احمد ولد دادة بنسبة 13,86 في المئة من الأصوات.
وحل في المرتبة الرابعة المترشح إبراهيم سار الذي ينتمي إلى أقلية السود الموريتانيين بنسبة 5,01 في المئة. وحصل المترشح الإسلامي المعتدل جميل ولد منصور الذي ترشح للمرة الأولى على 4,57 في المئة من الأصوات متقدما على الرئيس السابق للمجلس العسكري (2007 - 2007) العقيد اعل ولد محمد فال (3,79 في المئة) الذي أعاد السلطة للمدنيين في عملية انتقالية اعتبرت نموذجية. وبلغت نسبة المشاركة 61,46 في المئة.
وندد ابرز أربعة مترشحين معارضين صباح الأحد أمام الصحافيين بما وصفوه بـ «مهزلة انتخابية تحاول إضفاء الشرعية على انقلاب» 6 أغسطس 2008.
وكان ولد بلخير يتحدث باسم ثلاثة مترشحين آخرين، هم: مرشح اكبر حزب معارض احمد ولد دادة واعل ولد محمد فال والسفير السابق والمترشح المستقل حمادي ولد ميمو.
واصدر المترشحون الأربعة بيانا أعلنوا فيه رفضهم «النتائج المعدة سلفا» لاقتراع السبت ودعوا المجتمع الدولي إلى التعجيل بتحقيق مستقل بشأن المخالفات التي قالوا إنهم لاحظوها.
كما طلبوا من «الجهات المعنية» مثل المجلس الدستوري ووزارة الداخلية عدم المصادقة على النتائج ودعوا الشعب الموريتاني «إلى التعبئة لإفشال الانقلاب الانتخابي».
واتهم المترشحون الجنرال عبدالعزيز بعملية غش مكثفة تشمل «التلاعب باللوائح الانتخابية» و «الفساد الشامل» واستخدام وثائق انتخابية مزورة.
وفي الوقت نفسه تقريبا، توجه القائد السابق للمجلس العسكري الذي نفذ انقلاب 6 أغسطس إلى مقر حملته حيث هنأ فريقه ووعد «بتطبيق صارم» لبرنامجه الانتخابي.
وأعلن مسئول حملته الانتخابية، شيخنا ولد نني، ظهر أمس، أن «النتائج ماضية نحو تأكيد انتصار نهائي». وقد كرر الجنرال ولد عبدالعزيز مرارا خلال الحملة الانتخابية أنه «متيقن من فوزه من الجولة الأولى».
وصرح السبت للصحافيين بعد التصويت «سيكون انتصارا لموريتانيا قاطبة والشعب الموريتاني. سيكون انتصار التغيير لموريتانيا الازدهار والجديرة باستقلالها».
ولم يرسل الاتحاد الأوروبي ولا الأمم المتحدة مراقبين، لكن فريق الاتحاد الإفريقي في موريتانيا وصف الانتخابات مساء السبت بأنها شفافة. ووعد ولد عبدالعزيز بخفض أسعار المواد الغذائية والوقود وهو الوعد الذي من المرجح أن يستميل الكثير من الموريتانيين الذين يعيش 40 في المئة منهم تحت خط الفقر.
وسيكون إجراء انتخابات حرة مثالا إيجابيا يحتذى بالنسبة إلى باقي المنطقة التي أصبحت فيها الانقلابات العسكرية والأزمات الدستورية ملمحا سياسيا خلال العام الماضي، لكن منافسيه شكوا من أن الانتخابات أحدثت عكس ذلك.
وقال مسعود ولد بوالخير، وهو سياسي شارك أيضا في الانتخابات بعد أن قاد جهود المعارضة لانقلاب عبدالعزيز منذ أغسطس العام الماضي «من الواضح تماما بالنسبة لي أن ما نشهده هو تمثيلية انتخابات».
#العكري: رفض المعارضة لنتيجة الانتخابات
يدخل موريتانيا في مأزق جديد#
الوسط - المحرر السياسي
قال رئيس الجمعية البحرينية للشفافية عبدالنبي العكري: إن فوز الجنرال محمد ولد عبدالعزيز بانتخابات الرئاسة في موريتانيا من الجولة الأولى شكل مفاجأة ودحض التنبؤات التي توقعت إجراء جولة ثانية خلال أسبوعين، مبديا خشيته من أن رفض المعارضة لنتيجة الانتخابات سيدخل البلاد في مأزق سياسي جديد. وقال العكري في حديث خاص عبر اتصال هاتفي أجرته معه «الوسط» أمس إن أربعة من المترشحين اعترضوا بشدة على نتيجة الانتخابات ووصفوها بالمسرحية.
وأوضح العكري أن المترشحين الأربعة، وهم أحمد ولد داداه ومسعود ولد بلخير واعل ولد محمد فال، وحمادي ولد اميمو، دعوا الشعب إلى التعبئة لإفشال ما أسموه محاولة مصادرة إرادته، وطالبوا عقب مؤتمر صحافي مشترك في نواكشوط الهيئات المشرفة على الانتخابات إلى عدم قبولها. كما طالبوا المجتمع الدولي بتشكيل لجنة تحقيق في نتائج الانتخابات.
واستطرد رئيس الجمعية البحرينية للشفافية، إن المعارضة تتحدث عن استخدام المال السياسي في العملية السياسية. وأضاف أن «أمام المعارضة خياران؛ إما تقديم طعون للمجلس الدستوري - الذي يعد بمثابة المحكمة العليا - أو الطلب من الدول التي رعت اتفاق داكار الذي أوصى بإجراء الانتخابات، بالتدخل سريعا وتسوية النزاع الجديد».
وذكر العكري أن فريق المراقبين العربي، بالإضافة إلى مراقبي مجموعة دول الفرانكفونية انتشروا في جميع أنحاء موريتانيا ولم يلحظوا تجاوزات تذكر. وقال: إن غالبية المراكز التي حضرها أفراد فريق المراقبين، فاز فيها الجنرال ولد عبدالعزيز بفارق كبير.
العدد 2509 - الأحد 19 يوليو 2009م الموافق 26 رجب 1430هـ